أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - القدس كما هي في المشهد اليومي20














المزيد.....

القدس كما هي في المشهد اليومي20


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 4875 - 2015 / 7 / 23 - 12:28
المحور: الادب والفن
    


الجمعة 18 / 4 / 2008
عدت يوم أمس من لندن. جاء عصام ومعه الحفيدتان بلقيس ورنين إلى مطار اللد لكي يأخذني من المطار. وصلنا البيت في حوالي العاشرة ليلاً، وكنت مرهقاً من السفر.
سافرت إلى لندن بعد ظهر يوم الأحد 13 / 4 / 2008 وكانت الرحلة قصيرة لكنّها حافلة بأنشطة أدبية وندوات. كدت أتخلّى عن السفر بسبب انزعاجي من التفاصيل المتعلّقة بالحصول على تأشيرة وغير ذلك من تفاصيل، لولا أنّ ميرنا قسيس الموظّفة في المجلس الثقافي البريطاني اقترحت عليّ أن أجرّب حظّي حينما قلت لها إنّ وثيقة السفر بحاجة إلى تمديد، وقد يستغرق تمديدها أسبوعاً أو أكثر، ما يعني أنني لن أتمكّن من الحصول على التأشيرة إلى لندن بسبب قصر المدّة الزمنية المتبقّية.
غادرت القدس يوم الأحد وعدت إليها يوم الخميس.

الثلاثاء 22 / 4 / 2008
مشيت في شارع صلاح الدين وفي شارع الزهراء دون رغبة في تأمّل أيّ شيء. ربما جعلني وجع السنّ الذي التهب فجأة متنغّصاً بعض الشيء. ذهبت إلى مصوّر في شارع الأصفهاني المتفرّع من شارع الزهراء، وطلبت منه أن يلتقط صوراً لي بخلفيّة بيضاء لغايات الحصول على تأشيرة سفر إلى السويد. أخذت الصور ومشيت في شارع ابن خلدون المحاذي للمدرسة المأمونية. مشيت في شارع علي بن أبي طالب، وبعد نصف ساعة كنت في البيت.
يوم بائس لا طعم له ولا لون ولا بهجة.

الخميس 24 / 4 / 2008
ذهبت إلى القنصلية السويدية في الشيخ جراح. مررت من أمام مقرّ صحيفة الطليعة سابقاً، فلم أكترث لذلك. مررت من أمام فندق الإمبسادور ولم أكترث لذلك. كان ذهني مشغولاً في البحث عن مكان القنصلية. بحثت عن المكان ووجدته. قدّمت أوراقي من أجل الحصول على تأشيرة سفر إلى السويد في شهر حزيران. كانت المعاملة مكتملة لا ينقصها شيء. دفعت الرسوم وخرجت.
أنجزت مجموعة من الأنشطة الروتينية، ومررت بشوارع المدينة مروراً خاطفاً، حيث لا تأمّلات ولا أيّ انفعال بأيّ شيء. حالة من تبلّد المشاعر لم أعاينها من قبل. ربما بسبب كثرة الالتزامات التي لا تترك لي فرصة للرّاحة أو للتأمّل!

الخميس 1 / 5 / 2008
غادرت البيت في الحادية عشرة صباحاً، وكان الطقس ربيعياً منعشاً، وثمة غيوم بيضاء تتمطّى في السماء. اتجهت إلى المجلس الثقافي البريطاني في شارع نابلس. التقيت هناك كارولين خلف وميرنا قسيس. حدّثتهما عن رحلة لندن.
غادرت المجلس الثقافي واتجهت إلى فندق الأمريكان كولوني. انتظرت ستيفاني، وكنا اتفقنا على اللقاء في الثانية عشرة والنصف ظهراً. جلست وانتظرت، وبعد عشر دقائق هاتفتني وقالت إنها سوف تتأخّر خمس عشرة دقيقة. انتظرت ولم أشعر بملل، لأنني أحبّ الجلوس في صالات الفنادق مثلما أحبّ الجلوس في صالات المطارات، حيث يطيب لي أن أتأمّل الناس في ذهابهم وإيابهم. كانت امرأة رشيقة نحيلة في الأربعينيات من عمرها، تصبّ الماء على النباتات الموزّعة في أنحاء الصالة.
جاءت ستيفاني بعد ساعة واعتذرت مني وقالت إنها كانت عند فرنسوا أبو سالم، وقد استغرقت معه في حديث حول إقامته في القدس، حيث لا توافق سلطات الاحتلال الإسرائيلي على بقائه فيها بسبب عدم وجود إقامة لديه في المدينة. المشكلة نفسها تواجه ستيفاني حيث لم تمنحها سلطات الاحتلال إلا شهرين وعليها مغادرة فلسطين بعد ذلك.
قلت لها مازحاً: عليك أن تتزوّجي فلسطينياً من القدس لكي تحصلي على إقامة. قالت جادة: فرنسوا جرّب هذه المسألة وتزوّج امرأة إسرائيلية بناء على نصيحة من المحامية، ولم ينفع هذا الإجراء، لأنه لا بدّ من إحضار أوراق ثبوتيّة وفواتير كهرباء وماء عن فترة سابقة.
ذهبنا إلى مطعم الدولفين في حيّ الشيخ جراح لتناول طعام الغداء. طمأنتني ستيفاني إلى أنها ستنتهي من ترجمة قصصي في الموعد المحدّد وهو نهاية شهر حزيران القادم.
غادرنا المطعم، ومشينا في طريق نابلس. كانت تجمّعات من الجنود الإسرائيليين تتجمهر هنا وهناك على امتداد الطريق. وأمام كل تجمّع يقف قائد يتحدّث مع الجنود ويشرح لهم أشياء ربما كانت حول الحرب وحول استخدام السلاح! كنت أنا وستيفاني نمرّ من أمام هذه التجمعات ونحن أعزلان من السلاح في هذا اليوم الربيعيّ الذي يليق به السلم والفرح والأمن والأمان.
ودّعت ستيفاني قريباً من الحافلة المتّجهة إلى رام الله، وعدت إلى البيت.



#محمود_شقير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس كما هي في المشهد اليومي19
- القدس كما هي في المشهد اليومي18
- القدس كما هي في المشهد اليومي17
- القدس كما هي في المشهد اليومي 17
- القدس كما هي في المشهد اليومي16
- القدس كما هي في المشهد اليومي15
- القدس كما هي في المشهد اليومي 14
- القدس كما هي في المشهد اليومي 13
- القدس كما هي في المشهد اليومي12
- القدس كما هي في المشهد اليومي11
- القدس كما هي في المشهد اليومي10
- القدس كما هي في المشهد اليومي9
- القدس كما هي في المشهد اليومي8
- القدس كما هي في المشهد اليومي 7
- القدس كما هي في المشهد اليومي/ 6
- القدس كما هي في المشهد اليومي/ 5
- القدس كما هي في المشهد اليومي/ 4
- القدس كما هي في المشهد اليومي/ 3
- القدس كما هي في المشهد اليومي/ 2
- القدس كما هي في المشهد اليومي/ 2


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - القدس كما هي في المشهد اليومي20