|
لا حجاب ولا مجتمع متدين يمنع التحرش
سناء بدري
الحوار المتمدن-العدد: 4873 - 2015 / 7 / 21 - 11:57
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
http://www.panet.co.il/article/1049600 بالفعل صدعتنونا واوهمتمونا بان المجتمعات المحافظه والمتدينه هي مجتمعات خاليه من التحرش الجنسي وان الحجاب سيمنع المتحرشين. كما وصدعتمونا وانتم تلعنون الغرب الكافر وكل المجتمعات العلمانيه من انها مجتمعات و بؤر خلاعه وفجورورذيله واننا مجتمعات افضل .محافظه متشدده ملتزمه بتعاليم دينها . وقد حجبنا نسائنا بعد ان حجبنا عقولنا. التحرش الجنسي هو افه ومشكله عالميه ولكن هناك فرق ونسبه مختلفه بين ارتفاع ظاهرة وافة التحرش بمجتمعاتنا عنها بالغرب وكل من يدعي غير ذلك فهو واهم وغير صادق مع نفسه اولا. ففي كافة ارجاء وطننا العربي وبلا استثناء اخذت هذه الظاهره تستفحل وتستعر واخذت منعطف خطير ومقلق تصل الى حد الاغتصابات الجماعيه . فرغم زيادة تديننا وادعائنا بالصحوه الدينيه التي هبطت علينا منذ نهاية السبعينات وبالتحديد 1979 وعودة الخميتي الى ايران ومنها بدء مسلسل التغيب الديني لا الصحوه الدينيه كما يدعون ونحن اخلاقيا نتراجع الى الخلف . لم يسهام الحجاب ولا الدين في منع التحرش لا بل فاقم من هذه الافه.الملابس لم تكن يوما سبب التحرش ابدا. فالتحرشات الجنسيه في الاماكن العامه زادت بشكل مخيف عدا عن تحرشات ذو القربى في البيوت ..ففي مصر كلنا سمعنا وشاهدنا التحرشات الجماعيه وصولا الى حد الاغتصاب في الشوارع.قبل اسبوعين كتبت عن التحرشات بفتاتي التنوره في المغرب. وها هنا في السعوديه تتعرض فتاتين للتحرشات العلانيه المقززه في منتزه عام بأيام العيد رغم حجابهن والادعاء بالمجتمع المحافظ المتدين والمتشدد الذي مازال يمنع المرأه من الكثير من الاشياء ومنها قيادة السياره. في كل واقعة تحرش جنسي تبدء الاتهامات . من المسؤول المتحرشين ام المتحرش بهم. ما هو دور المجتمع والقانون وما هو رأي شيخونا الافاضل واين الخلل .وهذه عمليات فرديه ولن تتكرر وصدفه نعم صدفه.في مصر والمغرب والسعوديه والعراق والاردن وفلسطين وكافة ارجاء الوطن العربي وديننا فقط يمنعنا عن الفاحشه.وكأن الاديان الاخرى تحض على التحرشات والاغتصاب والرذيله. تعالوا وشاهدوا في القدس ورام الله في العيد كم حالة تحرش جنسي حصلت بالشوارع.شاهدوا طوال العام تحرش الشباب بالفتيات عند انتهاء دوام المدارس. شاهدت بعيني التحرشات في محيط الجامعات والمدارس بالاردن .ادخلوا مولات السعوديه والامارات وشاهدوا باعينكم .ماذا عن التحرش الجماعي بفتاه في جامعه بالقاهره. لماذا نخجل ونبرر من اننا مجتمعات فاسده ومنحله (قولوها بالفم المليان اعترفوا).لماذا نعتبر ان الاخرين فقط منحلين اخلاقيا ومجتمعاتنا تعصف بها الرذيله والخلاعات . خلال اربعة شهور في الضفه الغربيه والقدس 3 اطفال وجدو في النفايات والبساتين نتيجة علاقات غير شرعيه تخلصت منهم امهاتهم خوفا من الفضائح والقتل.كم عدد اطفال زنا المحارم في وطننا العربي. كم عدد المغتصبات من زنا المحارم وذوي القربى في وطننا العربي. اباء يمارسون الفاحشه باطفالهم الرضع ولا داعي لان نقول في البلد الفلاني او العلاني لان الفساد الاخلاقي الجنسي مستشري في مجتمعاتنا. من اكبر الوقاحات والبذأت والاعذار والتبريرات والدفاعات عندما يكتب احدهم معلقا من ان في الغرب هناك ممارسات غير اخلاقيه اسؤ منما في مجتمعاتنا وكأننا في مجال مقارنة الادب والاخلاق بيننا وبينهم وان ما يحصل في مجتمعاتنا هو في المعدل الطبيعي اللاخلاقي الفاسد وهناك من هم افسد منا. التشدد والتزمت والدين لن تردع المفسدين فالتربيه والاخلاق تنشئ في البيت والمدرسه والجامعه.والثقافه الجنسيه مطلوبه للذكور والاناث بالتساوي .كما وان الاختلاط والعيش في بيئه صحيه نفسيه تحسن من الاخلاق.ويجب ان لا ننسى وجود القوانين الرادعه التي تنفذ بحق المتحرشين. ان وظيفة الحكومات هي خلق فرص تعليم وعمل للجميع ذكورا واناثا.القضاء على الفقر والبطاله ايضا تحسن الاخلاق والممارسات.فالوظائف تحسن الدخل وترفع من مستوى المعيشه وقد تدفع الشباب الى الزواج واقامة علاقات جنسيه مشروعه في حين ان البطاله تؤدي عكس ذلك وتدفع الى الجائم بكافة اشكالها ومنها الجرائم الجنسيه. التحرش الجنسي في الغرب والدول المتقدمه يعتبر جريمه يحاسب عليها القانون ورجال في مناصب حساسه وحكوميه سجنوا نتيجة تحرشاتهم......... اما التشدد والتزمت والتحجيب والفصل بين الذكور والاناث وتغيب العقول دينيا فهذه كلها تؤدي الى الكبت الجنسي وهيجان الغرائز والشهوات التى يصعب السيطره عليها في مجتمعات فصلت بين الجنسين فتسببت بأحتقان وهيجان ذكورها نتيجة الحرمان. فيكفي مشاهده الانثى وحتى لو كانت منقبه ويحرسها سياج كهربائي للتحرش بها وصولا لاغتصابها. لن ندعي ان الدين يحرض على الرذيله لكن التشدد الديني ووصف النساء بانهم اصل البلاء ويجب تحجيبهم لستر عوراتهم واينما وجدت المرأه وجد الشيطان وان المرأه هي التي تحمل الشرف وهي التي تغري الرجل وكأننا بذلك حررنا الرجل من كافة مسؤلياته الاخلاقيه لان الاداه والمحرض هي المرأه. اصبحنا نكرر انفسنا لكن بأختصار اشد من الشديد مقارنه ما كان في حتى ثمانينيات القرن الماضي واليوم سنرى البون الشاسع في كافة المجالات.والاهم الشق الاخلاقي التربوي. يكفينا التعاضد بين كافة شرائح ومعتقدات المجتمعات التي كانت تحارب المستعمر والمحتل وحب الوطن والابتعاد عن الارهاب وما نراه اليوم من القتل على الهويه وعددالركعات والاعتداء على كل المعتقدات. مجتمعاتنا زادت توحشاوالمرأه تغتصب وتباع في اسواق النخاسه نتيجة الارهاب وهذه الجرائم يحللونها شرعا. ختاما نقول قبل ان نحاسب المجتمعات الغربيه على القشه التي في عيونهم حبذا لو نلتفت للخشبه التي في عيوننا.
#سناء_بدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النرجسيه والارهاب تقضي على الوجه الانساني للاسلام
-
مجتمع تهيجه تنوره وتقوده غرائزه
-
خيانة الرجل حلال وخيانة المرأه حر ام
-
المرأه وزمن الكوليرا الداعشي
-
الارهاب وترسيخ مفهوم الاسلاموفوبيا
-
ما نفع الاديان اذا ماتت صفة الانسان
-
تعدد الزوجات يخلف ارقى المجتمعات
-
ماذا لو تولت قيادة اوطننا امرأه
-
انت طالق
-
النساء بجنة السماء وجحيم الارض سواء
-
شيوخ الافتاء والافتنان بقضايا النساء
-
المرأه بين العلمانيه والاسلام السياسي
-
الحجاب اولا
-
الاصلاح الديني لا يلغي الثوابت ايها المسلمون
-
الوطن العربي وحساب الثريا
-
حجاب الرأس ليس الاصل لكنه حجاب العقل
-
الوصايه والدين والغاء العقل في الاسلام
-
عدالة السماء لم تنسف النساء
-
الصراع السني الشيعي ومن يتزعم العالم الاسلامي
-
الحجاب والنقاب هويه ام الغاء شخصيه
المزيد.....
-
وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل
...
-
وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال
...
-
هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية
...
-
بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال
...
-
حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام
...
-
معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و
...
-
قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي
...
-
قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في
...
-
الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
-
قائد الثورة الاسلامية يستقبل الآلاف من النساء والفتيات بمناس
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|