أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - إبراهيم اليوسف - 2-2 كمال مراد... وداعاً.














المزيد.....

2-2 كمال مراد... وداعاً.


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1345 - 2005 / 10 / 12 - 10:41
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لم أكن لأعرف أنه اللقاء الأخير بيني والرفيق كمال مراد..!
كانت الساعة حوالي الخامسة مساءً، حين غادر مكتب قاسيون كل من كان هناك من الرفاق، وبقينا أنا والرفيق د. نبيل حوج والرفيق كمال مراد، عندما هممت بفتح بريدي الإلكتروني الشخصي، ولأتابع بعض ما كتب عني بأقلام عدد من الكتاب السوريين الذين تضامنوا معي نتيجة القرار التعسفي الذي أصدره ضدي محافظ الحسكة اللواء محمد نمور النمور، والذي يقتضي إبعاد مركز عملي من مدينة القامشلي إلى مكان آخر نتيجة الموقف من كتاباتي الصحفية التي أنشرها ضد رموز الفساد وآلة الخطأ...!
كان الرفيق أبو بحر، وراء جهاز الكمبيوتر، منهمكاً في تحميل مواد العدد الأخير من صحيفة ـ قاسيون ـ ويشاركنا أطراف الحديث الذي نتبادله أنا ود. نبيل، وثمة ابتسامة مدهشة مرتسمة على شفتيه، وبعد قليل، يطلق عنان فرحة مفاجئة:
العدد صار على الهواء...!
ثم تسبقه أصابع يديه، وهو يهتف لعدد من الرفاق الذين يهمهم أمر الجريدة، بدءاً بالرفيق أبي حازم، يوصل إليهم واحداً واحداً رسالته المختصرة معمدة بالغبطة:
العدد صار على الهواء...!
يشعل سيجارة جديدة، ثم يحاول أن يسكب لكل منا فنجاناً من القهوة، كي أعتذر منه، وأقول: أما أنا فسأحتسي الشاي...!
أتذكر أكثر من مرة، نبهته كغيري: رفيق، لو تقلع عن السيجارة والقهوة، لو...!
ولكن هيهات، أن يطيع أحداً منا، لا سيما وأنه أحد هؤلاء الذين لهم علاقة استثنائية بذين الأسطونين اللذين يشكلان عماد حالة الكتابة، وبث الروح في أوصال كل عدد جديد من جريدته التي استسأثرها، وأغمض عينيه بعد إخراج آخر عدد منها!
يسألني: كم بلغ زوار موقعك في الحوار المتمدن؟
أجيبه: حوالي السبعين ألفاً.
أما أنا فقد تجاوز عدد زوار موقعي هذا الرقم، وكذلك بالنسبة لصفحتي: قاسيون وأبي حازم...!
أتحسس خريطة غبطة كبرى، وهو يتحدث عن هذا الإنجاز الإلكتروني الذي يطفح برائحة أصابعه، بكل تأكيد، لاسيما وأنه كان من أوائل الشيوعيين السوريين الذي صلوا في المحراب الإلكتروني كي يحفز سواه، فيحذو حذوه، لاسيما عندما كان يسرد على مسامعنا ـ في البدايات ـ ما كنا نعده أعاجيب العالم الإلكتروني وغدا في ما بعد بدهيات عادية، نتعامل معها على نحو أتوماتيكي.
- أنا مضطرّ- رفيق إبراهيم- أن أغادر، لأنني متعب... ولا عليك..، د. نبيل سوف يوقف تشغيل الجهاز.
ثم ينقر بأصابعه مرة أخرى على المهتف اللاسلكي:
- بابا بحر سآتي إلى البيت ماذا تريد؟
كي أحس بأن أبا بحر من أولاء الآباء الذين يقطرون حناناً وكيف لا يكون كذلك، ما دام أن طفله، وزوجه وحزبه ورفاقه وأصدقاءه هم أعمدة حياة الرجل، ولقد ضحّى من أجلهم جميعاً، وثمة من يعرف من المقربين منه مدى تفانيه من أجل كل هؤلاء، وعبر ترجمات موغلة في الصدق والوفاء...
- أجل بابا، سأمر على الحميدية وسأشتري لك (...). ماذا تريد أيضاً حبيبي؟
ينظر إلي نظرةً، كي أستوي واقفاً، وهو يمدّ إليّ يده مودعاً، ويغدو في ومض البصر خارج الغرفة الصغيرة، بعيداً عن ذبذبات الحواسيب، دون أن أتمكّن من رؤيته مرة أخرى...!
حقيقةً، إن حياة أبي بحر ـ لتشبه تماماً حياة ـ سانتياغو ـ بطل ـ الشيخ والبحر ـ لأرنست همنغواي ـ لأنه كان أحد الشيوعيين الحقيقيين الذين لم يساوموا يوماً واحداً على مبادئهم، كرمى لمصلحة موقوتة، عابرة، لأنّه كان أثناء دراسته مثال الطالب الثوري، وحين ينهي دراسته يبعد هو الآخر عن الوظيفة، كي ينخرط في لجّة مهنة المتاعب، صحفياً أبياً، شريفاً، لم يبع قلمه بخساً مقابل دانق، أو مكسب عابر، رغم أنه عاش ضمن حزب جبهويّ، اتخذ منه بعضهم سلالم يرتقي خلاله عالياً، ليقتطف بوساطته أطايب الاستثناءات، وكمامات الأفواه، بيد أن روحه الثائرة، أبت إلا أن تظل نظيفة، تخرج عن كل إسار لا تستسيغه، وهذا ـ تماماً ـ ما حدا به أن يكون كاسراً لأصنام كثيرة، وخارجاً عن تابوات شتى، غير مقبول بحسب أعراف المجتمع الصغير، وغير مقبول بحسب تقويم السلطة، بل وطريداً من حزبه، نتيجة دفاعه عن قناعاته الخاصة، دون أن يسمح لنفسه بأيّ تنازل هنا، أو هناك، مهما كانت ـ الصفعة ـ موجعة، أو السكين واخزة...!
لم أكن لأعرف أنه اللقاء الأخير بيني والرفيق أبي بحر..!؟



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كمال مراد وداعا ً....!
- البلشفي الجميل كمال مراد يرحل مبكرا ً
- من المستفيد .. من التضييق على هذا الكاتب؟
- لننكسر أقلامنا......... محاولة لإغلاق آخر نافذة أمل إعلاميّ ...
- جينوسايد في كردستان إيران ........!نداء إلى الضمير العالمي: ...
- من ولد الطايع إلى الولد الضائع
- عاجل جدا ً..إلى السيّد وزير الكهرباء وكلّ من يهمّه أمر مكافح ...
- اعتصام سلمي ّ .. على طريقتي الخاصة...!
- ملالي إيران و أبجديةالنار والحديد
- د.سليم كبول وأسئلة هادئة جدّا ً.......
- د.سليم كبول وأسئلة هادئة جداً..
- عاش الفساد..!
- فنجان قهوة
- عاجل جدا ً إلى الحركة الكردية في سوريا :نحو مجلس وطني كردي!
- حفلة سمر كردية...من أجل 5 حزيران 2/2
- الشيخ الشهيد بين مؤامرة السلطة وطعنات الاهلين
- خطوة متأخرة جدا ً وناقصةإعادة الجنسية إلى الكرد السوريين الذ ...
- في اغتيال كوكب كردي
- الطفل الكردي في شوارع المدن الكردية:Biji sehid
- خيمة الشيخ الشهيد


المزيد.....




- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - إبراهيم اليوسف - 2-2 كمال مراد... وداعاً.