أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - هل كل السياسيين سيئين- نظرة توصيفية مقارنة














المزيد.....


هل كل السياسيين سيئين- نظرة توصيفية مقارنة


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4872 - 2015 / 7 / 20 - 09:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل كل السياسيين سيئين؟! ( نظرة توصيفية مقارنة)
*محمد أبو النواعير
تأسست الممارسة السياسية في العراق ومنذ عصور قديمة, على جدلية ثنائية تحمل في طياتها تناقض طرفيها؛ ففي كل عصر وزمان نجد أن الدماء تضخ من جديد لكلا طرفي هذه الجدلية, فالصورة الدراماتيكية المعتادة في مجال السياسة في العراق مبنية على الطرف الأول : الحاكم الظالم المستبد الطاغي الإجرامي الدموي, كــ : الحجاج الأموي, والمتوكل العباسي, وهولاكو المغولي, والولاة المماليك والعثمانيين, ودهاقنة الإستعمار وممثليهم, كصدام حسين أنموذجا!
والطرف الثاني كان يمثل خيط رفيع من الممانعة والمعارضة , وهو الخيط الذي على الرغم من رفعه ودقته, إلا انه بقي قويا ولم ينقطع, والذي يتجسد في أجلى وأوضح صوره, بثورة الإمام الحسين عليه السلام, وثورة زيد الشهيد عليه السلام, والمحاولات الكثيرة المشابهة التي سارت على نفس الخطى, وصولا إلى ثورة العشرين, ومن بعدها الى تأسيس الحركات والأحزاب الإسلامية المعارضة, والتي عملت من أجل تغيير الواقع المؤلم, ومن أجل فرض وجودها ألكياني والشكلاني في هذا البلد.
وغالبا ما كانت هذه الجدلية, تنتهي بصورة مأساوية لطرفها الثاني, من القتل والإبادة والانتهاك الصارخ لكل الحقوق والمقدسات, متمثلة في إنتهاء إحدى حلقاتها, لتبدأ من جديد وفي زمن جديد نفس أحداث هذه الجدلية تتكرر, ولكن هذه المرة بوجوه وأدوات جديدة.
تراكمية التصور الوجداني لهذه القصة المأساوية المتكررة في العراق, جعلت العاطفة البشرية تتجه دوما نحو الطرف الأقوى سياسيا في الفاجعة, لتحتفظ وتستذكر مواقفه وأدبياته وسلوكياته السياسية, فكان الجانب الذي يمثل السلطة الغاشمة, حاضرا في العقل التصوري العراقي دوما, ممثلا لمفهوم الدولة, وكيانها, وأدواتها, وممارساتها وسلوكياتها؛ فكان هذا التأصيل الوجداني التصوري الإجتماعي, يزداد رسوخا يوما بعد يوم, في اللاوعي الجمعي العراقي, حتى بات مفهوم السياسي أو رجل الدولة أو رجل الأمن, هو مثال للظلم والقهر والسرقة والفساد!
انسحبت هذه الصورة النمطية ومع الأسف, في الحالة السياسية الراهنة, لتغطي مجمل ردات الفعل الجماهيرية للشعب العراقي, وهي وبحسب بعض المختصين بعلم النفس السياسي, تعد من أهم وأخطر الأدبيات, التي يمكن من خلالها إجهاض أي مشروع لبناء دولة عصرية عادلة, حيث تبقى حالة التخبط واليأس هي السائدة , كحالة حظورية تقييمية مستمرة, وخلط أوراق, وتشوش رؤى, يتم من خلالها مساواة الشريف مع المفسد!
الحل يكمن دوما بضرورة تعويد الوعي الجماهيري العراقي على اجراء مقارنات سلوكية بين رجال الطبقة الحاكمة, وعدم الانصياع الأعمى دوما لأدوات التلاعب بالعقول, كمنابر الإعلام المغرضة, ودعوات التخوين والتفسيق المستمرة, التي باتت هي التقييم الوحيد لمجمل العملية السياسية في العراق!
يجب النظر والتقييم عبر مقارنة بسيطة, يمكن من خلالها المقارنة بين من يريد مأسسة العملية السياسية, عبر الإعتماد على تشكيل كبير كالتحالف الوطني, وبين من يريد أن تبقى العملية السياسية رهينة مزاجيات سياسية فردانية؛ المقارنة بين من يقاتل ويعمل بصمت, ويكون السرايا القتالية ويجاهد ويقدم الشهداء ولا يرفع إلا راية العراق, وبين من يعتمد على عمليات التجميل الإعلامية لتكبير دوره في هذا المضمار.
المقارنة بين من يحاول الإمتثال دوما لأوامر المرجعية الدينية الأبوية, ويحاول أن يخلق حالة تطابق خطاب ومضمون بين توصيات المرجعية, وبين خطابه السياسي لتنظيماته ولجمهوره, وبين من يحاول أن يهمش دور المرجعية, ويحتقر توصياتها, ويصم الآذان دون نصائحها؛ المقارنة بين من يحاول التعامل مع دول الجوار من منطلق حسن الجوار أو بناء التحالفات الإستراتيجية, وبين من يحاول أن يجعل من دول الجوار : إما أعداء تأريخيين, أو يجعل منهم قادة يكون العراق تابعا لهم, مرتهنا بقراراتهم!
من غير زرع وعي جماهيري, بضرورة استخدام المنهج ألتوصيفي المقارن, في تقييم الممارسات السياسية في العراق, سوف تبقى سفينة العراق بلا ربان حقيقي يقودها لبر الأمان!
*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين عقوبة الإعدام في أمريكا, والنظام الرئاسي في العراق- مقار ...
- الإصلاح السياسي والعفو عن المجرمين (القتلة والسراق والإرهابي ...
- مجال الطاقة في العراق: بين أسس الإنتاج, وضغوط الإستهلاك.
- من قال لكم أن داعش لا تقاتل بعقيدة!؟
- قمة كامب ديفيد, ونظرية توازن القوى الإقليمية.
- الأنبار وسقوط الآمال الطائفية!
- السعودية.. ووكالة بيع السلاح
- عاصفة التغيير, وموقع العراق منها.
- انضباط الحشد بفتوى السيد السيستاني- رسالة تطمين للسنة.
- مشروع التقسيم الأمريكي, وخيارات انهيار المنطقة .
- الأنبار, بين الصمود والنزوح.
- تعيينات الوكالة: بوابة الدكتاتورية الجديدة.
- عاصفة الحزم, وتشرذم حلف العرب!
- بين المخاوف والمطامع: حرب اليمن وبوادر الإنهيار السعودي
- القمة العربية وخطاب الوحدة- غباءٌ مزمن!
- ايران: تكون أو لا تكون!!
- التحرك الخارجي العراقي, خروج عن الأطر المحددة!
- معركة تكريت: نهضة عراقية في زمن الضعف..!
- الحشد الشعبي, بين الانضباط المرجعي, والتخوف الدولي!
- التحالف الوطني العراقي كقوة


المزيد.....




- مصر تحظر الهواتف غير المطابقة للمواصفات.. ومسؤول: -مُقلدة وت ...
- غارات أمريكية في الصومال.. ترامب يعلن استهداف أحد كبار تنظيم ...
- كيف تجيب عن أسئلة طفلك -المحرجة- عن الجنس؟
- الشرع: الرياض ستدعم سوريا لبناء مستقبلها
- الاتحاد الأوروبي والرد على واشنطن
- واشنطن تجمد ملياري دولار من أموال روسيا المخصصة لمحطة -أكويو ...
- - الجدعان الرجالة-.. مشهد بطولي لشباب ينقذون أطفالا بشجاعة م ...
- مفاجأة غير سارة تنتظر أوكرانيا من أحد حلفائها
- زيلينسكي لا يعرف أين ذهبت الـ200 مليار دولار التي خصصتها أمر ...
- إعلان حالة التأهب الجوي في ثماني مقاطعات أوكرانية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - هل كل السياسيين سيئين- نظرة توصيفية مقارنة