“ لحظة قَسَم لدخول جنّة تدعى هولندا “2

سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 4871 - 2015 / 7 / 19 - 17:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مضى أمس، ومرّت عليك مرلسيم أدائك يمين القَسَم بسلام. لا شك، أمس واليوم هما ليسا كباقي أيام سنينك السبع العجاف التي مضت من غربتك ووحدتك المرّة وانت بانتظار يوم سعدك الحاسم . لكنها ولـََّّتْ، مثل عمرك، ولن تعود.!!
فها هي ابواب جنّتك تُفتح أمامك اليوم، فادخلها آمناً بسلام..
وأنت في رحابها الواسعة الخُضر تذكر: ليس هناك ثمة محاذير أو تابوات، تنذرك بأيّ ساقٍ تفوت..فحدائق جنتك البهيجة، ومزارعها الغنّاء، واسعة تكفي لإطعام العالم..

وانت في السبعين وسط زنابقها، تذكر ايضاً، ليس هناك ما تبقى لك من عمر يستحق خوفك. فاقتحمها مرفوع الرأس حاملا معك بفخر، شهادة ميلادك . شهادة حريتك بتوقيع ملكة جنّنك الموعودة في سفر حياتك.. شهادة ومعها باقة ورد “أورانج” هدية منها تؤكد هويتك وهولنديتك.
باقة وردك هذه، هي درسك الأول في ثقافة وطنك الجديد هولندا:
الحبّ .. الإبتسامة وإهداء الزهور
فحذارِ.. حذارِ من إلتفاتك للخلف، حيث القبور..

وها أنا ذا،شيخ في السبعين، ادحل جنتي فرِحاً نشطاً، حافظاً درسي النبيل الأول: الحبّ..الإبتسامة .. مع باقة ورد
(*) ـ مقاطع مختارة من “نحيب من الجنّة” هي من بداية كتاباتي، آنست بها وحدتي وغربتي لا غير .. وهي مجموعة مشاهدات و خواطر دونتها في حزيران 2008 ، وأنا أتنعّم بسحر مخيم اللاجئين “ أوفريم ـ خولبن” ( بالأصل هو فندق سياحي يقع في جنوب هولندا) ..

بين انبهارِيَ والشرود.. يعودُ يجمعني بجنـَّتِيَ الطريقُ
-;-
فرحابُ جنـَّتها البهيجة والسهول،
مشتْ.. ومَشيتُ
تلاحقني الزنابق والورودُ

-;-حدائقٌ صنع الخيال..حُلمٌ يطوفُ، شَرودُ
كَرمٌ بما ملكتهُ دنيانا يَجودُ،

-;-جهودَ بانيها
و خالقها المجيد
-;-
*******
يا " كوخ" يا نجما بعيد،،
-;-بلا أفول :

-;-لِمن تركتَ جِنان عالمك البهيجِ،
-;-سنا الحضارةَ و الربيع.؟

-;-أَكان موعدنا هنا كي نراه.. هذا الربيع..؟؟

-;-أتذكرون..!! زَبَد الوعود:
"من وسع أبواب النعيم ستدخلون"..

-;-وقد مضى خمسون عامٍ بانتظام
-;-
عامٌ يجرُّ خريف عام..دون ربيع أو سلام

-;-وا خيبتاه.. وعود قادتنا العظام.. !!

-;-الطامحون الى الخلود..!!
-;-
*****

-;-يا منيتي .. حتى الربيع.. مهاجرٌ.!!

-;-وكأنّ موعدَنا هنا.. هنا كي نراه
-;-
وطنَ الجميع.. حرٌ سعيدْ

-;-ونرى الهَنا.. يسرح يمرح بيننا

-;-فهواه أنعش روحنا..أيقـظ حلمنا
-;-
لكنّ،،! في أعماقنا خوف رهيب..غول من الماضي ينام بحلمنا..

-;-روحي هنا.. كفراشةٍ وسط الجنانِ مع الأمانِ مع المنى.
.
-;-فكري هناك تشدّهُ ذكرى الحنين الى الخريفِ..

-;-فأنا الربيعُ هنا.. وأنا الخريفْ

-;-بداخلي يَبْسٌ يَباب..
عشقٌ تعلـَّقَ بالسراب، وما جنى.

-;-ما مرّ في خلدي ربيعٌ أو دنى.. ظـلُّ سحابْ.
-;-
فغدوت أركض والشبابُ ذَوى وذاب

-;-بوهمِ عالمِنا الخراب..
.
-;-****

-;-ويعود يجمعني بجنتـِيَ الطريقُ.. عبر السهولِ

-;-وغرائب سوسنها العجيبِ، 
-;-يزهو لفتنتها الربيعُ

-;-وأريجَ زنبقها الغريب..سكرى ، تهيم به الحقولُ
-;-
نشوي يُسابق السهلَ الفسيحَ الى مداه ..حدّ الغيوم

-;-يقطِّر عطره و الندى.. شذىً وماء

-;-يُعمـّدُ الأرضَ ويمنحُها الخصوبة والرخاء.. 
-;-
الله يرزق من علاه،، عطراً ونور

-;-لكلّّ مَن عَشقَ الجمال

-;-لخلق عالمه الجميل

-;-
-;-لصنع هذا المستحيل،، مِنَ المحال.

-;-صرحاً يخلـِّد بانيها العظيم..

#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات