أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - أي إعمار نريد تحقيقه














المزيد.....

أي إعمار نريد تحقيقه


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4871 - 2015 / 7 / 19 - 12:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما تجدر الإشارة إليه في ما يتداول من كلام في الشارع العراقي من المطالبات الحيوية والمستمرة بإعادة الاعمار في البنية التحتية العراقية ، ابتداء من القاعدة الأساسية في البنية التحتية ، ألا وهي شرائح المجتمع التي تضررت نتيجة الظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد على مدى خمسة وعشرين عاما أو تزيد ، ابتداء من الطفل الذي كان أكثر الشرائح تضررا وأذى ، فالطفولة في العراق عانت التهميش والظلم الإنساني على مدى ربع قرن ، ابتداء من الحصار الجائر الذي عض بأنيابه القاسية على عظام الطفل العراقي فسحقها سحقا ، بعد كل تلك الحملات التلقيحية المنتظمة المستمرة ضد الأمراض السارية والمستوطنة ، وبعد أن تقدم الوعي الصحي في العراق إبان عقد الثمانينيات ، حتى أعلنت منظمة الصحة العالمية العراق خاليا تماما من أمراض الجدري والحصبة وشلل الأطفال ، وبعد تلك النهضة الكبيرة في المستوى الصحي التي رافقتها نهضة مشابهة في مجال التعليم الابتدائي ورياض الأطفال وباقي المفاصل التربوية والتعليمية ، حدثت الكارثة التي أعادت العراق إلى القرون الوسطى بعد التصرف الأرعن المتهور من قبل حكومة صدام المبادة ، الذي تجسد في احتلال دولة الكويت وما تبعها من الحصار الاقتصادي الجائر الذي طال مرافق الحياة العامة ، حيث لم يستثن ذلك الحصار قطاع الطفولة بوازع إنساني بل كان الأقسى على قطاع الطفولة دون غيرها من القطاعات الأخرى ، الأمر الذي أدى إلى تفشي أمراض السرطان وهشاشة العظام وضعف النمو و أمراض أخرى ، ولم يقتصر الخلل في قطاع الطفولة على الواقع الصحي ، بل تعداه إلى قطاع التعليم الذي شهد تسرب الآلاف من الأطفال من مقاعد الدراسة ودخولهم إلى قطاع العمل في سن مبكرة نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة لشرائح الفقراء وذوي الدخل المحدود في المجتمع ، ما افرز شريحة واسعة من الأميين الذين اغتصبت طفولتهم البريئة نتيجة التهميش والسياسات البائسة ، ولم تكتف الأقدار بما حدث للطفولة العراقية ، بل أضيف إلى ذلك قوافل من آلاف مؤلفة من الأيتام الذين كابدوا اليتم الذي استفحل في العراق نتيجة الأعمال الإرهابية التي خلفت مئات الآلاف من الشهداء وأضعاف هذا الرقم من الأيتام ، علاوة على ما فعلته العمليات الحربية من احتلال داعش الإرهابي لمحافظات بأكملها في شمالي العراق وغربيه ، وتشريد مئات الآلاف من العوائل في تلك المحافظات ، ومن الأطفال ما زاد على مليوني طفل نازح مشرد يقاسي آلام الخوف والمرض والجوع والحر والبرد والغربة وانقطاعه عن بيته الآمن وبيئته ومسقط رأسه وذكريات طفولته ، كل هذه الأمور وغيرها تركت في نفس الطفل العراقي آثارا لا نعلم طريقة لتلافيها ، بل لا توجد طريقة لذلك فكلنا يعلم أن أحداثا كهذه تترك في الذاكرة والشخصية ندوبا لا تندمل على مر السنين ، وإذا لم تلتفت الجهات المسؤولة إلى ضرورة إعادة تأهيل الطفل العراقي بدنيا ونفسيا ، بحيث ترمم في نفسه كل تلك الشروخ الغائرة ، بأساليب علمية تتبناها المؤسسة الحكومية ، بمؤازرة منظمات المجتمع المدني ، وتحت إشراف المختصين في علوم تربية الطفل والصحة النفسية له ، على أن تدخل تلك المؤسسات كل مرافق حياة الطفل ابتداء بالأسرة وليس انتهاء بالمدارس والمؤسسات الصحية ، ولا بد أن يكون الإعمار جذريا بغض النظر عن الكلفة ، فهذا خير موضع تستثمر فيه الأموال ، فإنشاء جيل سوي صحيا ونفسيا يضمن فيما يضمن مستقبلا مشرقا تقوده جحافل العلماء والكفاءات العلمية والفنية والتقنية ، كيما ننافس أو نلحق على الأقل بركب الإنسانية الصاعد إلى علياء التطور بسرعة كونية ، فالمدارس النموذجية الحديثة ورياض الأطفال المصممة على وفق احدث ما وصل إليه الإنسان من احتياجات الطفل الضرورية ، وليس ذلك بخسارة مهما كانت تكلفته فقد تركنا سراق المال العام ينهبون من أموال العراق ما يكفي بناء عراقين كاملين على احدث وأرقى المواصفات ، فلا نأت اليوم ونبخل على ضمان إنشاء جيل المستقبل على أسس علمية صحيحة ، فذلك هو الاستثمار الأمثل .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة الإعمار للبشر أم للحجر
- التنازلات المتبادلة وأثرها في المصالحة الوطنية
- الحرب على الإرهاب والمصالحة الوطنية
- المناهج التربوية ومادة المواطنة والسلم الأهلي
- القائمون على المصالحة وتوسيع قاعدتها
- وفود المناطق مختلطة المكونات ودورها في المصالحة الوطنية
- نظمات المجتمع المدني .. الدور المفترض في المصالحة الوطنية
- المرأة والدور الفاعل في المصالحة الوطنية
- الخدمة العسكرية الإلزامية خيار أم ضرورة
- البطالة وأثرها على المصالحة الوطنية
- المؤسسة الحكومية ودورها في المصالحة الوطنية
- زكاة الفطر والنازحين والمصالحة الوطنية
- الخطاب الطائفي .. وأثره السلبي في المصالحة
- العشائر متعددة المكونات ودورها في المصالحة الوطنية
- لعبة المحيبس .. وسيلة لتحقيق المصالحة
- ثورة العشرين والعبر المستقاة منها في مجال الوحدة الوطنية
- الإعلام سلاح ذو حدين
- الأسرة العراقية 00 التحديات الراهنة
- المرجعيات الدينية والمصالحة الوطنية
- دور الفن في المصالحة الوطنية


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - أي إعمار نريد تحقيقه