أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبالحسن العبودي - ماذا ترك لنا صدام حسين















المزيد.....

ماذا ترك لنا صدام حسين


عبالحسن العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 1345 - 2005 / 10 / 12 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1. نظرية الحكم عند صدام حسين
بعد صراعات لا مجال للخوض فيها بتنا نحيا كل ساعة ويوم بالمشاكل التي تأكل معنا وتصحو واصبحنا نحلم بما كان وكنا ، لامجال للمقارنة فالاحساس بالامان شيء ثمين لا يحسه الا من انسلخ من حياة الحيوان وارتقى ليكون بشرا يحس بقيم الحياة والانسانية وله الحس بالتفكير واستخدام نعمة الله (العقل) فما فائدته دون استخدام ، بعض الفئات من الناس لحرمانها تحرص على الاحتفاض بأي شيء يمر بحياتها حتى علب الكارتون والفلين واكياس النايلون والقناني الفارغة كلها تخزن لأستخدامها عند الحاجة واصبحت حياتنا عبارة عن مولدة وجوزة كهرباء وبنزين ودبة غاز ودبة نفط والان اصبحت الدبات نوعين للماء (مفقود) والنفط والله اعلم ماذ ايضا . في النظام السابق تجرءأ القادة المقربون من صدام حسين وسألوه (بالحلم طبعا)
- لماذا لا تمنحنا فرصة لنحكم مثلك .
- قال لهم لا تستطيعون
ارتجوه وتوسلو به وقبلو حذائه فقال لهم ، حسنا سأخضعكم الى اختبار ان تجاوزتموه اناقش امر ان تشاركو بالحكم . فوافقو على الفور ، فأمر بجلب 40 فأرا في صندوق وامر بأقفال الابواب والشبابيك وطلب منهم اخراج الفئران ثم جمعها مرة ثانية في وقت لا يتجاوز الساعة ، ولك ان تتخيل كيف كان اداءهم وهم يلاحقون الفئران فوق وتحت الكراسي وطبعا مضت الساعة ولم يجمعو الا عدد قليل فعادو اليه وهم فاشلون وهو يضحك ويقهقه كعادته ، هنا سأله عزت الدوري بحنيته المعهودة وقال
- سيدي من يستطيع ان يجمع هذا العدد بساعة ، لقد عجزنا .فقال له صدام
- انا استطيع وسأريك كيف
فأمر بجمع الفئران ووضعها في الصندوق ليبدأ من جديد فأخذ الصندوق وبدأ بلفه ودورانه بسرعة شديدة ثم القى الفئران على الارض فخرجت وهي تتمايل ولا تتحرك الا ببطء شديد فجمعها ووضعها في الصندوق والتفت اليهم فرأهم فاغري الفاه لاينطقون فسأله عزت الدوري من جديد
- سيدي الله ايخليك ما علاقة هذا الاختبار بطلبنا ان نشارك بالحكم فقال له صدام
- اذا لم تستطع ان تحكم الفئران فكيف تحكم البشر ، عليك ان تتعلم فن الحكم وهو ان تدوخ الشعب لتحكمه بسهولة لذا فلا مجال لك وللباقون بأن تحكمو ولا تتجرأ مرة ثانية لمثل هذا الطلب
فسكتو كالعادة وخرجو خائبين.
بعد هذه الرواية نستطيع ان نبرر ما يحصل الان فلكي يحكمونا يجب ان يدوخونا وهذا يعني ان القوم الحاليين لن يستطيعو مغادرة ما تعودو عليه فهم يقلدون صدام حسين في كل افعاله لآ حبا فيه ولكن لأنه اسطه (استاذ) وكما يقال ان ابو المثل ما ترك شيء الا وتناوله فصدام ايضا ما ترك شيء الا فعله وباتو مثله يفكرون بكل ما فكر فيه ولكن الجديد انه كان هناك واحد فقط يفكر ويستولي ويسرق وينفي ويهجر ويقتل كل من يقف في طريقه ، اما الان فهناك صدامون كثيرون لا يعدون ولا يحصون كلهم يودون ان يكونو صدام على طريقتهم حتى اوطأ القوم واعلاهم اصبحو صدام والكل يسرع بأن يخمط (يسرق) قبل ان يفوته الوقت والجميع يسعى الى ان يهز وسطه قليلا على المسرح قبل ان تفوته الفرصة او ان يحرم منه .

2. ومن اثار صدام ايضا
بعد سقوط النظام او سقوط بغداد او سقوط صدام حسين او سقوط الطاغية او سقوط ال ... (ضع ما يعجبك) انتبهنا فجأة الى ان صدام حسين ونظامه خلف لنا { الفئات العراقية ، الديموغرافية، العرقية ،الطائفية ،البعثية، الشروكية، الحرامية، و و و } وقد اثار انتباهي واحدة من المخلفات الحضارية وما احلاها وهي الخوف من التعبير الذي ترسخ في العراقيين فتجدهم سوء المتحدثين وعلى كل المستويات من الشارع الى الاعلام واذا تحدثو فيغلفو حديثهم بالخوف والمجاملة ممن يسمعهم فيقول شوية الامن مو زين شوية الماء شحيح شوية الحالة المادية ضعيفة شوية اخوية وابوية ميتين متى يصحو العراقي ويتجرأ ليقول ويتكلم بثقة ، واسوء ما عبر عنه احد البعثيين المخضرمين في اول انتخابات عراقية شريفة حين قام هذا البعثي لينهض وليبرز شجاعته المنقوصة لا بل غبائه وضعفه وضحالة تفكيره حين سألته هل شاركت في الانتخابات فقال لي اتعلم اني لم اسمح لعائلتي بالذهاب بل ذهبت وحدي واشرت اسمي ووضعت الاستمارة فارغة ، وهو يعتقد انه تصرف بذكاء واحتال على الدولة وعلى الامن والمخابرات حتى لا يلاحقوه ويسائلوه لماذا لم تشارك بالانتخابات ، مع الاسف كيف ستعمل مع هكذا عقول

3. ومن اثارصدام ايضا
كنا نعيش في بغداد نذهب الى العمل ونحيا حياة نمطية فيها ازعاج واحد عندما تصل الساعة الى الثامنة مساء ليستلم صدام المحطات كافة ويتلي علينا من وحي افكاره حتى الصباح ومن لا يسمتع اليه يلقي القبض عليه يسرعون به الى الجنة بعد تعذيبه طبعا .

4. شمالهم الحبيب
اما ارض الشمال التي حرمنا منها ( عفوا سنحرم منها في المستقبل القريب ) فلن اتحدث عنها لأنها سكينة الخصر الذي سيقطع اوصال العراق الى اجزاء سترمى الى الكلاب الضالة ليسكت بها الحمقى الذين انعم الله عليهم بالغباء وانفلتو ليتصرفو بغبائهم ولكونو اكثر غباءا بل ليتسابقو الى الغباء الاعظم . فقد عمل صدام حسين على شق صف العراقيون حين صنع الهوة السحيقة بيننا وبين الاكراد حتى بات القول "والله ما رق قلب كردي على عربي لا وحق الكعبة "
ومؤكد ان دول الجوار جميعا ليست افضل موقفا من الاكراد ولو اضل اكتب فلن استثني احدا من الاقوام ، عجيب كل العالم لا يحب العراقيين لماذا يا ترى ؟ عرف الاكراد ان لا مستقبل لهم في انشاء وطن قومي لهم الا بالاستعانة بتجارب الاخرين وقالو ايام مواجهة صدام حسين انهم مستعدون للنحالف مع الشيطان فأقتدو باليهود واصبح اليهود مثلهم الاعلى وطبعا هناك مقابل لأن اليهود اذكى من ان يقدمو خدمة قبل ان يدرسو المردودات وبات الكردي يتعلم من اليهودي ويزيد على ما تعلمه ليسابق اليهودي في المكر . وها هم يتعاونون مع من هم ادنى من الشيطان عند رب العالمين ولا حول ولا قوة الا بالله هذا ما خلفه لنا صدام حسين الذي يجلس بالملابس الداخلية ويؤلف كتاب اخرج ايها الملعون ( من الملعون يا ترى ).

5. واخيرا
نقول ايضا ولن ينتهي الحديث ان مأساة هذا الشعب المسكين بعد حكم دولة دام (35) سنة كان فيها الطاغية يلهو ويعبث . الا ان الشعب حي موجود يتعامل مع الحياة وهو طاقة من العمل والبناء (شوارع ، عمارات ، مصانع ، تصنيع عسكري ، تعليم وتلفزيون ووووو ) وعند السقوط ترى معظم العراقيون كأنهم خرجو من الكهوف (تسليب قتل سرقة نهب حرق) كأنهم من اهالي العصور الاولى ما قبل المدنية يتصرفون بكره شديد للعراق ، ولو تسألهم لماذا؟ .. لا يعرفون الاجابة بل الفوضى فقط وما تركو شيء الا ونهبوه حتى كاشي الابنية عرضت احدى القنوات احدهم منبطح على الارض وهو يقلع الارضيات لينقلها الى بيته ، لا يحق لنا ان نقول ان هذا ناتج صدام لأن لدينا الدين والله والتربية الاسرية كل هذا كان ضعيفا امام ما صنعه شخص واحد لا يختلف عن اي شخص اخر عجيب والله عجيب .

اللهم احمي العراق بقدرتك وارحم اهالي العراق الطيبين المسالمين واصلح حال حكومة المغتربين واعنا على القوم الكافرين واحمي عقلائنا ويسر امرهم فلنا عقلاء من الشيعة والسنة والاطياف الاخرى يستطيعون ان يحمو بلدنا ويسيروه انك انت العزيز الحكيم .



#عبالحسن_العبودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبالحسن العبودي - ماذا ترك لنا صدام حسين