أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهاب احمد الفضلي - التمييز بين الاستراتيجية والتكتيك الحلقة الثانية















المزيد.....

التمييز بين الاستراتيجية والتكتيك الحلقة الثانية


شهاب احمد الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 1345 - 2005 / 10 / 12 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن الظروف الموضوعية أي الارضية التي تنطوي على مجمل التفاعلات السياسية والدولية والاقليمية ثم مستوى الوعي لدى الجماهير ومقدرتها على استيعاب ما يطرح لها في أهداف وموائمة ذلك مع مزاجها كل ذلك يحتل الأهمية الأولى في التحشيد وصولاً الى الهدف
يقول ليدل هارت : أن الأستراتيجية هي فن توزيع وأستخدام مختلف الوسائل لتحقيق هدف السياسة . كذلك يمكن القول أنها فن حوار الأرادات التي تسخدم فيها القوة لحل الخلافات . “ الأستراتيجية هنا تعني تمييزاً لابد منه : الخطة العامة لحملة كاملة والتكتيك الطريقة لتنفيذ تلك الحملة المعنية” .
لذا فأن التمييز بينهما أي “ الستراتيج عن التكتيك كون السياسي فيه يحدد الخط العام أو الأتجاه العام للكفاح وتحديد الوسائل والأشكال التي تلائم الوضع وتساعد على تحقيق الأهداف الأستراتيجية ومن هذايتبين أن الستراتيج مفتوح الزمن .
والتكتيك محدود الزمن وينبغي أن يخدم االستراتيج وهو أحد أدوات نجاحة.[ محاضرة ـ د.صالح ياسر ـ جدل العلاقة بين الستراتيج والتكتيك ]. مما تقدم نستطيع أن نقول أن العلاقة الجدلية بين الستراتيج والتكتيك هي بالوضع الذي تقوم عليه جملة الأهداف وطرق تطبيقها أن ثبات الهدف وتعدد التكتيكات وتغييرها وملائمتها وضرورة معرفة الخطوات التي يمكن الانتقال اليها ـ هناك الكثير من التكتيكات التي يراد منها الوصول الى نقطة يمكن أن تحدث نوعاً من التوازن أو الراحة للأنطلاق أو التفكير في مدى وجدية الأشياء المقبلة وهذا يدفع الكثيرون الى الشك واليأس من الوصول الى الهدف ولكن لابد من أعطاء فسحة من الوقت المقاربة تلك التكتيكات وأنها لا تعني خسارة ونهاية المعركة بل هناك عنصر التغيير الذي ينعكس سلباً وأيجاباً في كل عملية وتخطيط لذا فأن الدكتور صالح قد وضع يده على جوهر الأختلاف أو التمييز بين الأستراتيج والتكتيك عندما حدد وبدقة أن الستراتيج مفتوح الزمن والتكتيك محدود الزمن وينبغي أن يخدم الستراتيج والذي يتكون من :
“ أـ الأهداف ب ـ الوسائل الضرورية لتحقيق هذه الأهداف .
جـ ـ الظروف الملموسة التي يتم فيها تطبيق الستراتيج وهي أستخدام الوسائل والأهداف “ . [ محاضرة د. صالح ياسرـ جدل العلاقة الجدلية … ].
وأيضاً هناك ميزة أخرى حيث يؤكد لينين : أن التكتيك العسكري يتعلق بمستوى التكنيك العسكري ـ أن ماعناه لينين أن التطور العلمي ليس عارضاً أو طارئاً بل أن تاثيره على التكتيكات مهم وفاعل وهو ضرورة كونه يحدد مستوى من التسلح جديد يعاد على أساسه حساب كامل الاحتمالات في أضافة قوى جديدة ، وهذا يعني أن الوسائل والأساليب أي التكتيكات يجب أن تتغير ، فعصر السيف ليس عصر البندقية وعصر البندقية ليس عصر الرادع النووي فهناك تغيراً هائلاً وجذرياً في العقائد بتغيير وسائل الانتاج وهذا يتطلب تأقلماً جديداً في وسائل النضال المسلح ورؤية جديدة وعدة بشرية ذات نوعية عالية قادرة على أستخدام التقنية الجديدة ومعرفتها .
مما تقدم لا يمكن الحديث “ عن الأستراتيجية دون تحليل للعوامل الموضوعية كونها لا تخضع لوصفة جاهزة ـ بل الواقع العملي هو الضرورة الاولى “ .[ محاضرة ـ د. صالح ياسر ...] . لقد أعطى الدكتور صالح للواقع أي الارضية ومجمل التفاعلات السياسية ، والدولية ، والأقليمية أي الجانب الموضوعي ثم مستوى الوعي لدى الجماهير وقدرتها على أستيعاب مايطرح لها من أهداف وموائمة ذلك مع مزاجها وحسها الأهمية الاولى في التحشيد وصولاً الى الهدف … ولكن قبل كل شيء علينا دراسة المبادئ الاساسية للحرب جيداً في كل فعل ، وهناك أمثلة كثيرة في التاريخ يمكن الاعتبار بها . فكمونة باريس كان فشل التكتيكات سبباً رئيسياً في أنتكاسة الثورة الجماهيرية الاولى في التاريخ بمعانيها وأفكارها وهذا راجع الى كونها أستخفت بالمباديء الاساسية لأشكال النضال المسلح وقدرتها على دراسة التنظيم وتموين المقاومة “ وبدل أن تتوج أنتصارها الباريسي بهجوم صاعق ضد فرساي “ [ ص154 ـ لينين والعلم العسكري ].
خسرت المعركة وأصبحت أشلاء ً بعد أن كان بأمكانها أن تتسيد الموقف، حصل أن أنقلب كل شيء ، مما أدى الى حدوث حمام دم أطاح بكل أحلام الثوار . أيضاً نحن نعلم أن التاريخ تجربة يمكن تفادي أخطائها إذا أحسن دراستها وقرائتها واستخلاص القوانين الخاصة بها دون أسقاطها بل مانعنيه هو تمثل تلك التجربة مع الأخذ الجاد بالقوانين الموضوعية للزمن … نحن نعرف أن الحرب الأهلية في الاتحاد السوفياتي “ سابقاً “ هي حرب تكتيكات متعددة وذكية من قبل القيادة الشيوعية المتمثلة بـ “لينين “ لكل أطراف الصراع وكانت التهيئة لها على أعلى المستويات ، فالقيادة الجيدة لأدارة الصراع تمكنت من نقل المعركة الى عقر دار الخصم وتعريته وجعله مكشوفاً أيديولوجياً. مما أبان عيوبه فالحرب هنا ليس فقط بما نملكه من سلاح بل الأهم فيها هو عامل الايمان بالقضية وهذا يجعل من العتاد والآلة قوة هائلة لتحقيق النصر ..
في التجربتين كان الهدف الستراتيجي واضحاً ولكن أختلفت التكتيكات ، وهذا يدعونا للتساؤل ، هل خطأ التكتيك يؤدي الى ضياع الهدف ؟
التكتيك يخضع لعوامل وظروف ، في حالات عدة يكون القائد فيها مضطراً الى التعديل لضرورة تمليها عليه الوقائع وكما قلنا سابقاً فأن الستراتيج يعني الهدف دائماً وتميزه لاتحديد في زمنه بل يخضع لعوامل موضوعية مرتبطة بهدف أو أهداف موجودة ومفرزة عكس التكتيك الذي يمكن استبداله أو تغييره حتى أثناء المعركة وهذا يعني أختيار الأسلوب الذي يتلائم وطبيعة العوامل ومتغيرات الحالة لتحقيق النصر أو الوصول الى الهدف . “ يناور البارع في التكتيك الحربي عدوه كما تلعب القطة مع الفأر . أظهر له أنك ضعيف ومشلول الحركة ثم أنقض عليه بهجوم مباغت “. [ صن تو ـ فن الحرب ـ المبحث الاول ]. يجب أن تكون التكتيكات على جانب كبير من السرية والكتمان ، لتكون مؤثرة وذات تأثير نفسي ينعكس على معنويات الخصم لزعزعة ثقته بنفسه وكما هو معروف فأن تحطيم معنويات العدو وشلها يعني كسب المعركة بلا خسائر . فالتحسب والأعداد يؤدي الى النصر وليس العكس . كذلك يجب أن تكون قراءتك لعدوك صحيحة ، ومعرفة كيف يفكر … “ يفوز في المعارك من لا يرتكب أخطاء “ . [ صن تو ـ المبحث الرابع ـ فن الحرب ] . ذلك صحيح ونحن نقول أيضاً : يفوز بالمعركة من يرتكب أقل الاخطاء .
“طور بأستمرار ومثابرة التكيتك غير المباشر بأنقضاضك “ . [ صن تو ـ المبث الخامس ـ فن الحرب ] على العدو لأيهامه أو أعطائه فكرة تريد أيصالها تخدم أهدافك . “ إذا طبقت التكتيكات غير المباشرة بكفاءة فهي كالسماء والارض لا تنضب ولا تنفد ، دائمة كجريان المياه في الانهار والجداول وإذا ماانتهت فهي كالشمس والقمر تبدأ من جديد وكالفصول إذا ماأنقضت عادت ثانية “ . [صن تو ـ المبحث ـ الخامس ـ فن الحرب ].
علينا كذلك ان لا ننسى أن الحرب خدعة وبعض الاحيان في اليأس القتال ولكن قبل كل شيء هناك مسالك وطرق كثيرة في الزمن عليك حسابها وسلوكها لذا فأن من الواجب الحذر دائماً فالعدو ليس كما تتصور لا يفعل شيئاً ، فكما أنت تعمل بجد كذلك هو لكل يريد النصر وسحق الأخر ولكن الأختلاف سيكون في القراءة الواقعية لمعطى الحالة وهنا تبرز وبشكل جلي قدرة القائد . أن اللحظات الحرجة توجب الهدوء وعدم الانجرار والأستفزاز لما يريد العدو ، المهم صفاء الذهن وعدم الاندفاع الى البسيط للأشتباك مع العدو في معركة خاسرة الدفاع عنها يعطي أنطباعاً لدى مقاتليك سيئاً يؤثر نفسياً ، لعدم ضرورتها وهذا يعني الأقتصاد بالقوة ضرورة يجب عدم التفريط بها .
وكما أن القائد الذي يجيد فهم التكتيك وتنوعاته يعرف كيف يتعامل مع مقاتليه والظرف الذي هو فيه . وإذا رغبنا في النصر علينا أن نركز التفكير عليه فقط وأن نتذكر أن العدو بأستطاعته أن يصيبنا بأذى ، لا يمكن تجاهله أو الاستخفاف به وأنطلاقاً من هذا فأن خططنا في تطبيقها يجب أن تضع العدو وقدراته في المرتبة الاولى من البحث .



#شهاب_احمد_الفضلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة بين مفهومي الستراتيج والتكتيك


المزيد.....




- ماذا نفهم من تطورات غزة عن استراتيجية إسرائيل ومستقبل القطاع ...
- إيران: قاربنا أسس المفاوضات لكن الاتفاق لن يكون سهلًا
- قناة الحرة الأمريكية توقف بثها بعد قرار ترامب وقف الدعم
- تسجيل هزة أرضية بقوة 6.4 درجة في طاجيكستان
- الجيش الإسرائيلي يعلل سبب استهدافه لمستشفى الأهلي المعمداني ...
- -القوزلة- في الساحل السوري.. حين يصبح العيد جامعا بين أبناء ...
- هايتي: عصابات مسلحة -تصطاد- عناصر أمن كينية وتبث الفوضى في ا ...
- مجلة إسرائيلية: الجيش يواجه أكبر أزمة رفض منذ عقود
- غارة إسرائيلية تستهدف مستشفى المعمداني في مدينة غزة
- اكتشاف مقبرةً قديمةً غامضةً في مصر.. ماذا في داخلها؟


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهاب احمد الفضلي - التمييز بين الاستراتيجية والتكتيك الحلقة الثانية