أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - الاتفاق النووي والدوافع الغربية














المزيد.....

الاتفاق النووي والدوافع الغربية


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4871 - 2015 / 7 / 19 - 01:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


امريكا تعتبر روسيا الخطر الاستراتيجي الأهم على امنها القومي وفقا لقائد الجيوش الامريكية , والتحرك الامريكي على الساحة الدولية ينطلق اولا وقبل كل شيء من حسابات متعلقة بالأمن القومي ، ولطالما وضعت الولايات المتحدة القضايا الصراعية وذات البعد المحلي والاقليمي ضمن الرؤية والمصلحة الاستراتيجية. ولا شك ان الاتفاق النووي مع ايران انطلق من هذه الرؤية وليس من منطلق منع ايران من انتاج سلاح نووي.
المعسكر الغربي يعلم تماماً ان برنامج ايران النووي سلمي ولم يهدف الى انتاج سلاح نووي ، لانه لو أراد ذلك لفعل وفرض أمرا واقعا. وهذا ما اكده المرشد الاعلى للجمهورية الإيرانية . 
اذا كان الامر كذلك فلماذا سعت الدول الغربية الى إنجاز هذا الاتفاق ، فهل هي فعلا تهدف الى منع الحرب كما يقول اوباما ؟ ام انها تسعى لفك العزلة عن ايران وإنقاذها من العقوبات، كما يدعي بعض المهووسين بمقولة تخلي امريكا عن أصدقائها العرب لصالح ترميم العلاقات مع ايران من منطلقات أمنية وجيوسياسية . ام انها خطوة مسؤولة لتامين الاستقرار والأمن الإقليميين وتوحيد الجهود الدولية لمحاربة الارهاب . وهل يعقل ان سياسة النهب والسيطرة الغربية قد انتهت؟ 
لا شك ان هناك تقاطعات عديدة في السياسات والمصالح الدولية والإقليمية. لكن من المؤكد أيضاً ان امريكا لم تغير جلدها فيما يتعلق بالأهداف الجيوسياسية في المنطقة والتي في سلم أولوياتها تمزيق المنطقة من خلال تاجيج الصراعات والفتن الطائفية والمذهبية. 
إذن ما هي الدوافع الحقيقية للغرب والتي تتجاوز التقاطعات المذكورة من وراء الاتفاق النووي مع ايران؟ 
الدافع الاول هو الخوف الغربي من البرنامج النووي السلمي وليس العسكري اللا موجود في الواقع. الغرب في الحقيقة يريد مراقبة البرنامج السلمي عن قرب ولعله يسعى الى وضع العراقيل امام تطوره المستقل او المرتبط مع المعسكر الروسي الصيني فقط ، فالغرب يريد ويسعى الى وضع يده على هذا البرنامج وربطه بشركاته واجنداته لتتحول ايران الى مزود طاقة نووية للغرب وفق شروطه وطلبه ، انها محاولة لتحييد ايران عن التحالف الاوراسي التي تسعى روسيا الى تعزيزه امام التحالف الاطلسي. 
لقد فشلت العقوبات في القضاء على النظام الايراني ودفعت به الى دول البريكس والتحالف الروسي الصيني. ولم تنجح العقوبات بتحييد ايران عن دعم حلفائها في جميع الملفات الإقليمية ، لذلك فان الدافع الثاني للغرب يتمثل بمحاولة تحييد ايران عن الملفات الإقليمية وضرب محورها المقاوم من خلال اتفاق يلغي العقوبات وتتبعه حراكات وعلاقات اقتصادية مفيدة لأطراف الاتفاق على اعتقاد ان هذه الفائدة ستؤدي الى تدفيع ايران أثمان سياسية على المستوى الاقليمي وخاصة في سورية واليمن ولبنان. 
المرشد الايراني في خطبة العيد قطع الشك باليقين حينما اعلن ان هدف الغرب بجعل ايران تستسلم انما هو حلم لم ولن يتحقق، فإيران ستدعم حلفائها في المنطقة دون اي علاقة بالاتفاق. وإيران كما يبدو قررت التحالف مع القطب المقابل للاطلسي . وإيران لن توقف تطوير ترسانتها الصاروخية رغم استمرار العقوبات في هذا الشان.
الدافع الامني إذن هو الأساس للتحرك الغربي، ومن الواضح ان ايران مدركة تماماً للدوافع الغربية وماضية بقوة في تحالفاتها الاستراتيجية والإقليمية ضمن لعبة التوازن والتقاطع. 
 وكما ان مسالة انتاج السلاح النووي محرمة عقائديا فان مسالة الاستسلام للاستكبار محرمة عقائديا ومن ضمن ذلك قضية الاعتراف بإسرائيل الحليف الاول للغرب في المنطقة. 
يبدو ان ايران هي الرابح الاكبر من الاتفاق ولن يطول الزمن كثيرا حتى يكتشف الغرب حساباته الخاطئة ، لذلك ليس من المتوقع ان يكون عمر الاتفاق النووي مديدا ونقضه المباشر او غير المباشر سيكون غربيا على الأرجح .
التداعيات المباشرة للاتفاق النووي ستكون إيجابية جداً على الاقتصاد الايراني وهذا بدوره سيكون له مردود ابجابي على مستوى اصدقاء ايران. ولكن كثيرا ما تقطع المفاجآت التسلسل المنطقي للأمور وقد تبرز الى السطح احداث غير متوقعة اوغير مفكر فيها على المدى القصير  
والمتوسط. كوقوع حرب جديدة اوسقوط أنظمة وحدوث تغيرات جيوستراتيجية.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقضات وتوازنات على الارض السورية
- ملاحظة حول المبادرة الروسية
- اسرائيل والاتفاق النووي
- ملاحظات حول تطوير نظرية التطور
- الفكرة القومية على ضوء المؤتمر القومي العربي الاخير
- القمة الخليجية الامريكية باختصار شديد
- فكرة للنقاش : نحو مرجعية جامعة للشعب الفلسطيني
- ملاحظات حول العلاقة بين الدين والعلم
- ايران والمخطط السعودي الاسرائيلي لمذهبة الصراع
- اسرائيل وامريكا استراتيجيات متداخلة ادواتها عرب الاعتدال
- العدوان على اليمن حرب بالوكالة
- حول الاستراتيجية الامريكية في ضوء القطبية المتعددة
- حول تشكل حضارة كلانية
- رسالة مفتوحة الى رئيس البيت الابيض
- البصرة بين العمالة والحماقة
- ثلاث سيناريوهات مفترضة لاحداث البصرة
- الحوار الإيراني الأمريكي والأمن المصنوع في العراق
- عنتريات السيد الرئيس - احمدي نجاد-
- صراع كاذب يدور بين إيرانيين
- استراتيجية بوش ، خلط الزيت بالماء


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - الاتفاق النووي والدوافع الغربية