فساد الكتابة

أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 4872 - 2015 / 7 / 20 - 14:01
المحور: الادب والفن
    

فساد الكتابة
د. أبو الحسن سلام
" الحياة تكون أفضل إذا تخلصنا من المغفلين رافعي شعار المثل الأعلى ( هنريك إبسن : مسرحية البطة البرية؛ على لسان شخصية : رانج ) "

وأقول : " الكتابة تكون أفضل إذا تخلصنا من المغفلين الذين يكتبون ويغنون تحت شعار المثل الأعلى ؛ وأقول لمن ينتوى الكتابة وهو قادر عليها : اكتب نفسك "

ما الكتابة ؟ سؤال استغرقت إجابته كتابا بأكمله للفيلسوف الوجودي " جان بول سارتر" عنوانه :
( ما الأدب )
يقول أبرويز الحكيم الفارسي لكاتبه :
إنما الكلام أربعة:
- سؤالك الشئ. ( طلب)
- سؤالك عن الشئ. ( استفهام)
- وأمرك بالشئ. ( أمر)
- وخبرك عن الشئ . (تحقق)
ويضيف أبرويز " فهذه دعائم المقالات ؛ إن التمس إليها خامس لم يوجد ؛ وإن نقص منها رابع لم تتم ؛ فإذا طلبت فاسجح ( اقتصد) وإذا سألت فأوضح ؛ وإذا أمرت فأحكم ؛ وإذا اخترت فحقق "
( مقتبس في ابن قتيبة ؛ أدب الكاتب، تر: محمد محي الدين ؛ القاهرة؛ المكتبة التجارية ، ١-;-٣-;-٥-;-٥-;-هجرية ، ص ١-;-٩-;-)
فهل نكتب لطلب أم للإستفهام أم للأمر؛ آم للتحقق ؛
آم نكتب لكل ذلك ؟ بلغة الشاعر والناثر والمبدع والعالم والمؤرخ والفيلسوف والإعلامي ؟

الكتابة تسجيل :(تاريخي- حسابي- اعتقادي - تعاقدي )

الكتابة إعلام : ( صحافي - إذاعي صوتي ، مرئي )

الكتابة اتصال :(إعلامي- دعوي-ماضوي- إبداعي - اجتماعي- فكري- ورقي- اليكتروني - نحتى - تعبيري تصويري- تعليمي- معرفي تنويري- تحريضي تثويري
مراسلة - غزل - سفارة - وداع - احتفاء- تذكير- تنبيه- صمت.
يقول الشاعر القديم :
وأصمت عن جواب الجهل جهدي
وبعض الصمت أبلغ في الجواب
ويقول آخر : متاركة اللئيم بلا جواب
أشد على اللئيم من الجواب

الكتابة إعلان : ( للإبلاغ - للتحذير - للعرض : تحبيذا - ترويجا - تسويقا - للتنفير - للاستنفار والتجييش )

الكتابة إبداع: ( أدبي نثري؛ شعري - نقدي - تحريري - شفاهي - فكري فلسفي - تعبيري- تصويري - تشكيلي- سينمائي- إيقاعي راقص- موسيقى - درامي)

لماذا نكتب : ما هدف الكتابة .. هو دعوة لشئ ما أم دعاية؟ أم تحالف . تحريض أم تلطيف أم ترفيه.

لمن نكتب : لابد من تحديد وجهة ما نكتب ؛ يتوجه لمن ، ولماذا
ماذا نكتب: هنا نتكلم في الموضوع ( دين - سياسة اقتصاد - علم - أدب - نقد - اجتماع- فلسفة- تنظير تكنولوجي - تاريخ - جغرافيا- أساطير وخرافة-شعر )

متى نكتب : هنا يأتي تقدير الكاتب لأهمية الكتابة في وقت ضرورتها، ولحالة تهيوئه لذلك.

كيف نكتب : خذ ريشة ومحبرة وورقة وأكتب - بتعبير الروائي الإنجليزي " ألدوس هكسلي" لشاب سأله كيف أألف رواية - أو بتعبير فلاح بيرانديللو الأمي في مسرحية ( كل شيخ وله طريقة) عند سؤاله صاحب محل بيع نظارات طبية " أريد نظارة تمكنني من القراءة " وعند حصوله عليها اكتشف أنها لم تمكنه من القراءة لكونه أميا لا يقرأ ولا يكتب .

الكتابة هواية وموهبة : هي كتابة أدبية أو تظن أنها أدبية .

الكتابة أمالي : كتابة يمليها مفكر أو شاعر أو أديب مكفوف أو عاجز على أحد النساخ.
الكتابة خبرة : والسؤال : هل يكتب عن الحب من لم يعشق ؛ وهل يكتب عن الحزن من لم يحزن ؟ أو يكتب عن النبل من لم يحزن ؟
كيف ؛ و " الحزن يكشف عن أنبل ما في الإنسان "
- هل يكتب عن فقر الناس من لم يكابد بؤس الفقراء ؟
كيف و " الفقر يرينا حقيقة الناس "
( " آس ، في مسرحية بيرجنت لإبسن )
كيف يكتب عن الكذب من لم يعاشر السياسيين والبسطاء ؟
" خذ الإيهام الكاذب من (السياسي)وبذلك تبعده عن السعادة" مسرحية( البطة البرية) لإبسن

كيف يكتب عن المستقبل أو يصنعه؛ من لم يعش الماضي في الحاضر ؛ أي دون أن يسكنه الماضي؟

ًكيف يبدع من يطابق في كتابته بين الدين والثقافة ؛ الأول ثابت لا يتغير ؛ والعلم والفن والثقافة ؛ تعرية لعورات ما هو ثابت. الدين لا يقبل التخطئة ؛ والفن والثقافة فيهما الصواب والخطأ لأنهما تشذيب لوحشة فكر الإنسان وسلوكه قبل أن يستوحش والعلم يصحح المعرفة ويصوب نفسه . وليس الدين كذلك . لذا فالأوتار شركة بينهم .

الكتابة فن : مزدوج اللغة ما بين اللغة الظاهرة في الكلمات أو في الشكل والتكوين واللغة الباطنية التحتية المختفية أو المسكوت عنها ؛ اللغة التي يسد بها المتلقى فجوات البنية الأدبية أو الفنية للمنتج الإبداعي .

الكتابة تأصيل منهجي : وتقوم على الموضوعية- الاستشادات- والمقاربات ومالقارنات بين الآراء - ومحاورة الآراء والاقتباسلت إنتهاء بالاستنتاجات )

فأي نوع من الكتابة الأدبية والفنية يناسب هذه المرحلة التي نعيشها في واقعنا المتردى المعيش ، أي نوع من الكتابة على المستوى الثوري أو المعارض أو الممالئ لكل صاحب سلطة ؟!

سلطة اللغة
سلطة اللغة : كيف يكون للغة سلطان على الكاتب؟
متى تكون اللغة أداة تعذيب ؟ ( للمبدع الحق في أثناء إبداعه ما للقائد العسكري في المعركة ، وما للزعيم في اتخاذ القرار، وما لرجل السياسة ، و لرجل الدين ، وللقاضي، وللمتفاوض )
( كلمة الحر ؛ عندما تكون الكلمة موقفا تكون سجنا لصاحبها- كلمة القائد في المعركة - كلمة الملوك والرؤساء )

- هل تخلق خشبة المسرح أدب المسرح أم تقتله ؟
- هل يخلق اللحن شعر الأغنية أو القصيدة ؟ أم العكس هو الصحيح ؟

#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات