|
ما حقيقة الإتفاق الإيراني الأمريكي بشأن الملف النووي؟
محمود فنون
الحوار المتمدن-العدد: 4868 - 2015 / 7 / 16 - 22:26
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
ما حقيقة الإتفاق الإيراني الأمريكي بشأن الملف النووي ؟ محمود فنون 16/7/2015م
"رقص شبان وشابات من إيران في بعض شوارع طهران وأطلقوا أبواق السيارات ورفعوا علامات النصر احتفالا اليوم الثلاثاء بعد الإعلان عن إبرام اتفاق نووي تاريخي مع قوى عالمية يأملون أن ينهي سنوات من العقوبات الاقتصادية وعقودا من العزلة الدولية."شبكة دنيا صحيفة جمهوري اسلامي وصفت في عنوانها الابرز اتفاق فيينا بانه انتصار تاريخي للشعب الايراني، ونقلت عن رئيس الجمهورية قوله ان صوم الاستقامة اقترن بافطار الفتح والظفر. وقال روحاني، في حديث متلفز وتابعته (المدى برس)، ان "الله استجاب لصلوات الأمة"، مرحّباً بـ"الاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه مع القوى الكبرى والذي يتيح رفع العقوبات عن ايران".
ولم يقف الأمر عند احتفالات الشباب في الشوارع وإشادات الصحف بل أن التيار ساق القيادة العليا :فصحيفة اطلاعات ابرزت اشادة سماحة القائد الخامنئي بجهود فريق التفاوض الايراني الصادقة والجادة في المفاوضات، واصفة الاتفاق النووي بانه اتفاق تاريخي، حققت فيه ايران اهدافها الاربعة.
هل هناك حقا نصر ؟!ولماذا التغني بنصر بينما الحرب الطاحنة لا تزال مستمرة وغبار المعارك المحتدمة يملأ الأجواء ؟
كانت إيران تسير باتجاه التخصيب النووي وباتجاه انتاج السلاح النووي . وفي نفس الوقت كانت قوتها الإقتصادية والإقليمية تتعاظم وترفع من قدراتها العسكرية بشكل مميز بأنواع من الأسلحة الحديثة وعالية القدرة ، وكانت تمارس دورا سياسيا وإقليميا مميزا وفي مواجهة الغرب الإستعماري ومعادية بشكل مباشر للسياسة الأمريكية في المنطقة .و تدعم سوريا وحزب الله وقوى المقاومة الفلسطينية ...
تدخلت الدول العظمى ومارست شتى انواع الضغوط على إيران من أجل منعها من امتلاك السلاح النووي ومن أجل إخضاع منشآتها الذرية للتفتيش وتقليص النشاط النووي وكذلك من أجل حشر منزلتها الإقليمية ومنعها من التطور ومغادرة خانتها إلى إطار الدول المتقدمة .. من أجل ذلك مارست الدول العظمى التهديد والوعيد والحصار الإقتصادي وكل أشكال الضغط المتاحة بما فيها التلويح بالعصا الغليظة . ثم وصلت الأمور إلى عقد اللقاءات والتفاوض بين الدول العظمى وإيران . في النتيجة : خضعت إيران وأعلنت امتناعها عن التخصيب وعن السعي لامتلاك السلاح النووي ، وكي تتأكد الدول العظمى من التوجه الجديد فقد وافقت إيران على إخضاع مؤسستها النووية للتفتيش الفوري وتسليم ما لديها من يورانيوم مخصب بما يزيد عن حد معين هو دون الإمكانية لصنع السلاح . وفي السياق جرى التطرق لعناوين أخرى هي من ذات الموضوع مثل : وقف الإجراءات التي اتخذتها الدول العظمى ضد إيران من حصار وممنوعات تم الإتفاق على رفعها لاحقا ، كما جرى البحث في امور أخرى لم تكشف بعد تتعلق بالدور الإقليمي لجهة محاصرته وتتعلق بالتوجهات الإيرانية المعارضة للغرب الإستعماري . كان صراعا مريرا وعالي الوتيرة ومصحوبا بالتهديد والوعيد ومطاردة العلماء واغتيالهم ... كما كان مصحوبا بإثارة الصراعات الداخلية والإنتفاضات مما مكن التيار الليبرالي من الفوز في الإنتخابات . لقد وضعوا إيران على كف العفريت ثم جلسوا معها للتفاوض . وكانت المفاوضات تكثيفا للصراع القائم والساعي لإدخال إيران في بيت الطاعة سواء دفعة واحدة او بالتدريج ولجم دورها في دعم سوريا وحزب الله وهذا أمر عالي الأهمية في الوقت الحاضر . لقد خضعت القيادة الإيرانية ( الإصلاحية )لشروط الغرب كما تدل وقائع الإتفاق على الملف النووي ولا يوجد ما يدل على أن الغرب سيترك إيران في حالها أو أن الغرب بادل إيران شبئا مقابل شيء – ربما أجل ملفا أو ملفات أخرى وخاصة أن الغرب وبقيادة أمريكا لا زال يرفع العصا على إيران كما أنه رفعها على سوريا واليمن وليبيا ومصر والعراق هو في ذات الوقت يمثل رفعها على إيران . إن إيران جديدة تولد وتختلف عن إيران ما قبل الإتفاق . وهناك مفاعيل عديدة سوف تأخذ مجراها . ربما أن إيران خرجت بأقل الخسائر وهذا سيتضح لاحقا ولكن الأهم من حجم الخسارة الفوري هو : السياق الجديد الذي ستسير به إيران ؟وكذلك لا بد من التأكد بأن أمريكا وحلفها لن يتوقفا عند هذا الحد . هي درجات اتلسلم المركبة . دفعو الحكم الإيراني للنزول عن الدرجة التي كان يقف عليها وفكوها من السلم كي يضمنا مسارا باتجاه واحد . من الجانب الآخر فإن الدولة الإيرانية ليست سهلة كما دلت تجربة اثنا عشر عام مضت . فإيران تقترب من الدول المناهضة لأمريكا وتساهم في تشكيل حلف حمائي مما يجعل الصراع المحتدم يزداد صعوبة وقساوة دون أن يخطر ببالنا أن الغرب الإستعماري سيكف عن الضغط وممارسة الصراع وبكل الأشكال .ولذلك فإن عبارات النصر هي أشيبه بعبارات تنويم للرأي العام الإيراني كي لا يرى الإتجاه الجديد المتوقع في الزمن القادم .
نماذج من اقوال الصحف الإيرانية : صحيفة جمهوري اسلامي وصفت في عنوانها الابرز اتفاق فيينا بانه انتصار تاريخي للشعب الايراني، ونقلت عن رئيس الجمهورية قوله ان صوم الاستقامة اقترن بافطار الفتح والظفر. صحيفة جام جم الصادرة عن مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الايرانية ابرزت عنوانا حول اشادة سماحة القائد بجهود فريق التفاوض النووي الايراني، واعتبرت في عنوان اخر ان الاتفاق النووي الاخير يمثل اختبارا للغرب. صحيفة اعتماد ابرزت عنوانا عريضا بان العالم قد تغير، ووصفت الاتفاق النووي بانه ثورة دبلوماسية وان المواجهة الدبلوماسية وصلت الى اتفاق بعد 12 عاما من المفاوضات.
صحيفة اطلاعات ابرزت اشادة سماحة القائد الخامنئي بجهود فريق التفاوض الايراني الصادقة والجادة في المفاوضات، واصفة الاتفاق النووي بانه اتفاق تاريخي، حققت فيه ايران اهدافها الاربعة.وماسية، صحيفة آفرينش الاصلاحية عنونت تصريح الرئيس روحاني بانه لن يسمح بخدش الامل الذي احياه الاتفاق النووي في قلوب الشعب، وذلك في اعلى صورصحيفة آرمان امروز المبدئية وصفت الاتفاق باتفاق القرن، وعنونت ان العالم وقف احتراما لايران، كما ابرزت تصريحات لسماحة القائد الخامنئي ورئيس مجمع تشخصيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، والرئيس الايراني حسن روحاني والرئيس الاميركي باراك اوباما، الذي حذر من انه سينقض اي محاولة من الكونغرس ضد الاتفاق النووي.ة كبيرة لوزراء خارجية الدول السبع ومسؤولة السياسة الخارجية الاوروبية موغريني، يتوسطهم ظريف بوجهه الضاحك دوما "وأبلغ عباس عبدي أحد أهم الساسة الإصلاحيين في إيران رويترز عبر الهاتف أنه لا يمانع في تعليق معظم أنشطة إيران النووية مقابل أن تمد إيران يدها للعالم. وصرّح عبدي “الجزء المهم بالنسبة لي هو أن إيران توصلت لتفاهم متبادل مع العالم ولم تتعرض للإهانة".
#محمود_فنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تصريح هنية والعرابين
-
مساهمة في نشر الخزعبلات
-
ما هي الهدنة وما هي التهدئة
-
يا رفيقة ميسر : لا تخطئي
-
اليوم ذكرى حرب حزيران
-
هؤلاء الشيوخ هم أعداء حقا فاحذروهم
-
عيد العمال
-
علي جبر ابو ناصر
-
الإعتراف بإسرائيل
-
الإحتلال يكرر التجربة ويغير الأدوات
-
الإستعمار يكرر التجربة ويغير الأدوات
-
يريطانيا والخطأ التاريخي بحق الفلسطينيين
-
روسيا لاحول ولا طول في اكذوبة محاربة داعش
-
يجب ان نستمع لتصريحات العدو
-
يفجر اطفال حمص كي يدخل الجنة
-
تفاعلات حول مقالتي عن التفاوض المباشر
-
طيب تزيني في الثورة المضادة
-
التفاوض مش حرام
-
العدوان الأمريكي على سوريا يمر بلا ضجيج
-
ما الذي يجري في مواقف حماس
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|