كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 4868 - 2015 / 7 / 16 - 22:23
المحور:
الادب والفن
يَــوْمَ كُنْتِ
أَنْــتِ،
مِنْ دُونِ عِــنَــانِ،
رَاسِــخَــةً كالنَّـــارِ
فِي الهَشِــيمِ
ثَــابِتَــةً كَخَـــرِيــرِ المَــرْمَرِ
بَيْنَ أَفْخَــاذِ الجِبَــالِ،
يَــوْمَ كُنْتِ
دُونَ كِنَـــانِ
وَاضِحَــةً كَــضَــبَابِ البَحْــرِ
والنَّسِيـــــمِ
عَــارِيَـــةً كَـــحَــرِيرِ الزَّعْتَــرِ
رَاكِضًـــا فَــوْقَ الظِّــلاَلِ،
يَــوْمَ كُنْتِ
رَاسِيَــةً فِي وَمِيضِ الجُرْحِ
كَصَهِيــلِ الزَّيْتِ
فِي صَــلاَةِ الفِصْحِ،
كُنْتُ جَــرِيــئًــا أَمَــامَ الوَرْدِ،
كُنْتُ أُطَــاوِلُ طَلَّ الفَجْرِ
وأُقَـــايِضُ
أَقْمَـــارًا بِنُــضَــارٍ قَــرَضَتْهُ
الفَــرَاشَـــاتُ مِنَ السَّــفْحِ
الأَدْنَى مِنْ قُبَّةِ النَّهْــدِ،
وأُعَـــارِضُ
شُهُــبًــا قَــاهِرَةً بِالجَــذْوَةِ
الأُولَى وعَنَــاقِيدِ الشَّوْقِ،
وأُنَـــاهِضُ
أحْبَـــارًا بِــسِــرَاجٍ حَــرَّضَتْهُ
أَرْوِيَــةٌ تَرْعَى عُشْبَ الخَصْــرِ،
يَــوْمَ كُنْتِ
أنْتِ أنْتِ
كُنْتُ مِلِيــئًــا بِمَــوْتِي
أقْتَــرِفُ الرِّحْلَةَ تِلْوَ الرِّحْلَــةِ
فِي شِغَــافِ الغَيْــمِ،
أَقْتَـــفِي فَــلْــذَةَ بُــرْكَــانٍ بِنَحْتِ
أَحْرِثُ أَكْبَــادَ المَــوْجِ
مِــعْــرَاجًــا لِلْمَــحَــارِ الغِــــرِّ،
يَــوْمَ كُنْتِ
أنْتِ كَـــمَــا أنْتِ
كُنْتُ مَــلاَّحًـا؛
عِطْرُكِ بَــوْصَــلَــةٌ
ومَــهَــاوِي الشَّفَتَيْنِ يَخْتِي...
كُنْتُ يَومَ
كُنْتِ أنْتِ
أَغْــزِلُ اليَــمَّ وِشَــاحًــا
وأَنَــابِيبُ الشَّمْسِ الهَارِبَــة
فِي كَــفِّي تَدْوِي كالدَّمْعِ
فَــوْقَ شَهِيقِ الشَّــهْدِ ...
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟