أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعين يعقوبي - العدالة والتنمية وخداع الأتباع لخدمة الأعداء -3-














المزيد.....

العدالة والتنمية وخداع الأتباع لخدمة الأعداء -3-


اسماعين يعقوبي

الحوار المتمدن-العدد: 4864 - 2015 / 7 / 12 - 09:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا يمكن عزل تقبل أنصار حزب العدالة والتنمية لكل المخططات اللاشعبية التفقيرية عن مسار وتكوين الحزب اتجاه المطالب الاجتماعية، والتراتبية السائدة داخل الحزب والاطارات التابعة له وكذا الواقع الحالي للسياسة والنقابة في المغرب.
فالأصوليون وعلى امتداد عشرات السنين، أعلنوا صراحة عداءهم للعمل النقابي والمطالب الاجتماعية وانخرطوا مع الدولة في ضرب الحركات الاجتماعية والنقابية على وجه الخصوص.
وكانت المبررات مختلفة لكن الغاية واحدة وهي إضعاف اليسار وخصوصا بالجامعات، حيث اعتبروا النقابة بدعة والبدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
لم يتغير سلوك الحركات الأصولية اتجاه العمل النقابي إلا بعد تيقنها من استحالة ضربه من الخارج، فانخرطوا في عملية نخره من الداخل وتأسيس نقابات موازية تتبنى العمل النقابي كتكتيك لاستمالة المتعاطفين وانتظار فرصة الإجهاز عليه كليا.
كما أن عقلية الشيخ والمريد السائدة داخل الحزب والإطارات التابعة له، جعلت القاعدة أتباعا دون فكر، فالمواقف والسياسة والنقابة تخضع لمنطق شيخ يفتي وقاعدة تتبع بعيدا عن أي فهم أو نقاش عميق للأشياء.
وقد لعب القادة السياسيون والنقابيون الحاليون دورا حاسما في تقبل قاعدة العدالة والتنمية ومجموعة من المتعاطفين معها لهاته القرارات اللاشعبية.
ففساد هاته النخبة وتاريخها الانتهازي في العمل النقابي والسياسي سهل الأمر أمام الدولة والحزب لتمرير وتقبل هاته الاجراءات.
فالحزب لا يجد أدنى صعوبة في التهكم على بعض معارضيه الذين نهبوا البر والبحر والسماء، كما تفنن في اذلالهم في جلسات البرلمان ومجلس المستشارين، مما رفع من شعبية الحزب وخلق إيمانا وهميا بأن الحكومة فعلا تحارب الفساد، وأن المعارضة حاضنة له بل وأن خرجاتها السياسية والنقابية هي من أجل تحصين مكاسبها من الفساد وإطالة عمره.
كما أن التكوين البئيس لقاعدة ومتعاطفي الحزب، سهل مأمورية تضليلهم بخلق معارك جانبية وخرجات مدروسة لطرفي الاستغلال، فما أن تهدأ حرب مع شباط حتى تبدأ أخرى مع العماري، وما أن يسكت الإعلام عن قضية التنورة حتى تلوح في الأفق قضية "القوادة"...
إن الاتفاق المبدئي بين أطراف الاستغلال على حصر الصراع ثنائيا، أي صراعا بين العدالة والتنمية وبعض أطراف الحكومة وبين الأصالة والمعاصرة وبعض أطراف المعارضة، يجعل مهمة الاختيار تتجه إلى أخف الضررين.
فرجالات العدالة والتنمية يتباهون بأكل البصارة، والتنقل في وسائل النقل العمومية التي تجعلهم الأقرب إلى الشعب، كما أن ملفاتهم في الفساد شبه فارغة لحداثة تسييرهم للشأن العام وليس لنزاهتهم أو تعففهم كما يحاول البعض تسويقه، حيث إن بعض الملفات تروج أمام المحاكم يتابع فيه أطراف من الحزب بتهم تبذير الأموال العامة وعقد صفقات مشبوهة وما سيأتي سيكون أعظم.
وحين يعجز الخطاب السياسي الشعبوي عن التحكم في القواعد، يتم اصطناع معارك دينية تمس اعتقاد المغاربة الضارب في التاريخ والذي يصبح معه المغربي أو المسلم مستعدا للموت أكثر من استعداده للحياة.
فاختلق ملف المساواة في الإرث، وقضية الإعدام، والحريات الفردية من قبيل أكل رمضان أو الحرية الجنسية أو التهجم على الذات الإلهية أو السكر العلني...، ملفات تهيج قاعدة الحزب والمتعاطفين معه وتجعل أي نقاش عقلي غائبا والانقياد الأعمى للحكومة واجبا دينيا.
كما أن المضلومية التي يتغنى بها الحزب ووجدت صدى لها لدى الأتباع تساعد في استمرار الانقياد الأعمى، فالحزب يسوق لديهم أنه حامل لمشروع الرخاء والازدهار ومحاربة الفساد لولا التكالب الذي يتعرض له من طرف الدولة ولوبيات الفساد في شكل عفاريت وتماسيح.
وحين تنتفض بعض الأصوات دفاعا عن مصالحها، يصبح التخويف من الآت سياسة أخرى، فالمغرب يجب عليه أن يتمسك بنعمة الاستقرار التي تفتقده دول الجوار والمحيط، كما أن صندوق التقاعد لن يجد ما يؤدي به أجور المتقاعدين لذا على الجميع القبول بتحمل العبء والمساهمة في إنجاح الورش الإصلاحي.
هكذا إذن، فبدل الخوض في أسباب لا استقرار دول الجوار، وفي النهب الذي طال الصناديق، وفي الغنى الفاحش الذي يسود لدى الأقلية والفقر المذقع الذي تعانيه الأغلبية...، على الأغلبية المسحوقة أن تتقبل فساد الأقلية خوفا من الآت.
ان ما لم تستوعبه قواعد الحزب والمتعاطفين معه أن بعض السياسيين الحاليين والنقابيين هم أعداء للشعب وأن انتفاضات الشعب وصرخاته ونضالاته كلها موجة ضدهم، وأن مجموعة من المناضلين عانوا ولازالوا يعانون داخل الزنازن، وأن سياسة التعتيم التي تطال نضالاتهم وأمجادهم والتشويه الذي يطال وجودهم قد انخرط فيه الجميع: دولة، صحافة، أحزاب، نقابات...، لخلق طرفان رئيسيان في المشهد السياسي والنقابي، طرف حاكم يمرر جميع الاختيارات اللاشعبية، وطرف معارض يهيئ شروط الحكم لتنفيذ نفس السياسيات والاختيارات وان التقدم ومحاربة الفساد وأن توفير شروط العيش الكريم تستوجب أولا وأخيرا الخروج من هاته الثنائية التي استطاعت الدولة ترسيخها في الأذهان.



#اسماعين_يعقوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة والتنمية وخداع الأتباع لخدمة الأعداء -2-
- العدالة والتنمية وخداع الأتباع لخدمة الأعداء -1-
- العقارب الخضراء تتخذ شكلها الأسود والأصفر
- من يحمي الموظف أثناء أدائه لمهامه؟
- إضراب عن الطعام بالمحكمة التجارية بمكناس يفضح خطابات وسياسات ...
- أخر القيام بعملك تربح أكثر
- متى استعبدتم كتاب الضبط وقد وظفتهم وزارة العدل أحرارا -2-
- متى استعبدتم كتاب الضبط وقد وظفتهم وزارة العدل أحرارا -1-
- حين تلتهم الطبقة الاجتماعية نفسها
- حكومة التقشف الاسلامي بالمغرب تعين مديرا لمركز اصطياف غير مو ...
- تنظيمات المجتمع المدني بين توجيه السلطة واختيارات المواطنين: ...
- ميثاق إصلاح العدالة بالمغرب: أي ميثاق لأية عدالة -3-
- ميثاق إصلاح العدالة بالمغرب: أي ميثاق لأية عدالة -2-
- ميثاق إصلاح العدالة بالمغرب: أي ميثاق لأية عدالة
- تجميد 15 مليار درهم من نفقات الاستثمار وسياسة التضليل
- خمسون سبب يدعو حزب ابن كيران الديني إلى الانسحاب من الحكومة ...
- واقع المؤسسات التعليمية بالمغرب بين الوفا ومدير ثانوية أسول
- اقصاء حكومة ابن كيران من الحوار الاجتماعي
- ابن كيران وصكوك الغفران
- ابن كيران والنظرة التبسيطية لإصلاح صندوق المقاصة


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعين يعقوبي - العدالة والتنمية وخداع الأتباع لخدمة الأعداء -3-