عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)
الحوار المتمدن-العدد: 4862 - 2015 / 7 / 10 - 21:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تفاجأت منذ مدة بوجود مثقف فلسطيني يدس السم في العسل، محاولا نبذ الانقسام وتوضيح آثاره المدمرة التي لا نختلف عليها، ولكن أن يتحول هذا ( الباحث ) السلطوي إلى كاتب من كتاب صحيفة يسارية ديمقراطية فهو أمر ثقيل على الاستيعاب.
سلطة أوسلو التي يدافع عنها السيد حسن الرضيع ضمناً من خلال اتهام ( طيور الظلام الحمساويين ) بالتسبب في الانقسام، هي سلطة فاسدة مالياً وإدارياً ومفلسة سياسياً، فقد حكمت غزة من 1994 وحتى 2006 وجميع من عاصر حكم السلطة كان يسمع ويشاهد عصابات الأجهزة الأمنية وفرق الموت والفلتان الأمني والعشائرية المسلحة وتجار المخدرات والسلاح وتصاعد عمليات السطو على سيارات الناس في الشارع من أجل خاوة 2000 دولار !! إنهاء عمل السلطة في غزة كان مطلبا شعبياً !
السيد حسن ( الباحث الاقتصادي )، نجح في خداع موقع الحوار لبعض الوقت، فعلى الأرجح أن ادعائه بالباحث الاقتصادي، يفهم منه أن السيد حسن شخص يساري أو ماركسي، وهو أمر ممكن لبعض الوقت.
تاريخ غزة ووضعها الاقتصادي بدأ حسب ( الباحث ) فقط منذ سيطرة حماس على القطاع عام 2007، وجميع مقالاته التي يوضح بها انهيار الاقتصاد وانتشار الفقر وتصاعد البطالة إنما يلوم ضمناً خطوة حماس الانقلابية، متجاهلاً غرق السلطة في الفساد، ومتجاهلاً احتكارات أوسلو السوداء للاتصالات والتبغ والمحروقات التي تسببت بإفقار المجتمع الفقير أصلاً !
الباحث يتجاهل تماماً أحد أهم وأخطر أسباب الفقر في غزة قبل الحصار، وهو اتفاق باريس سيء السمعة والذي أجبر أهل غزة على دفع ضريبة القيمة المضافة التي تجبيها إسرائيل لصالح السلطة من دماء الفقراء والكادحين وهم السواد العظم من سكان القطاع !
حماس ليست فوق النقد، ومن يتابع مقالاتي سيجد انتقادات حادة لحكومة حماس ومخططاتها، لكن أن يتسلل مثقف سلطوي إلى أرقى موقع حضاري ومتمدن فقط لكي يبث سموم سلطة لم تنكر هي فسادها فهذا أمر من الصعب قبوله، وإليكم الدليل:
عام 1996 نشر جرار القدوة رئيس هيئة الرقابة العامة بالسلطة تقريره الذي ندموا عليه وقال فيه على شاشة التلفزيون ( هناك لصوص وأشرنا لهم بالاسم ) !
ذاكرة غزة ليست مثقوبة، وتقسيم مناطق غزة والضفة إلى A, B,C تبعا لاتفاق أوسلو بات واضحاً ( ربما السيد حسن لا يعلم )، كما أن المعادلة القبيحة التي أبقت وحافظت على وجود السلطة رغم الأحداث العاصفة والحروب الجسيمة التي مررنا بها، وهي معادلة ( الأمن مقابل المال والامتيازات ) ما زالت قائمة.
لست ضد حرية الرأي، ولست ضد الحوار والنقاش، ولينشر السيد حسن دفاعاته المستميتة عن سلطته الفاقدة لأي شرعية سوى اللهم شرعية الرواتب، وليتفضل بالرد والمناقشة فكلنا آذان صاغية !
للتعرف على منطق السيد حسن الرضيع السياسي شاهدوا هذه المقالة:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=472228
دمتم بخير
#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)
Abdallah_M_Abusharekh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟