أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دعد دريد ثابت - لا أخلاقية الأخلاق














المزيد.....

لا أخلاقية الأخلاق


دعد دريد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 4860 - 2015 / 7 / 8 - 15:56
المحور: الادب والفن
    


يعتمد الوجود في هذا الكون بوجوده على غايات
أي منذ الوجود الأول، سعت بكتريا أحادية الخلية للتكاثر، لتضمن لنفسها ونسلها البقاء على حساب غيرها
اذاً، كلما أزداد وعي الكائنات، كلما كانت متطلباتها في الوجود أكثر نرجسية ووحشية، لضمان هذا الوجود.
وكذلك الحب، فهو أنانية بحتة. يدور في منظومة هذا الوجود الغريزي المنشأ، أياً كان نوعه، سواء حب أم لوليدها، أو حب أب لذريته، حب صديق لصديقه أو حب أمرأة ورجل. فالكل يصبّ في نهاية واحدة، الا وهي تعويض نقص، إشباع غريزة وحفاظ وجود ونسل جيني.
أما الأخلاق، فهي شئ متناقض لكل هذا. فهي تتعارض مع غريزة البقاء والوجود مابين هذه النقطتين، الحياة والموت ومابعدهما من حفاظ على نسل البقاء.
فالإنسان كأية خلية أميبية، تولد، تتغذى، تتكاثر، تنتج لتموت، كاسحة في طريقها كل من يعترض ويؤخر هذه الخطوات قاتلة أو آكلة إياها.
والإنسان لايختلف بشئ عن ذلك. أما الأخلاق والقوانين البشرية، فما هي الا محاولة لخلق نظام لهذا اللانظام. لكن من ذا الذي يجزم بصحة ذلك؟ أمن الممكن أن تكون الأخلاق هي بعثرة ولاترتيب لنظام كوني أزلي مثبت. خلطنا أوراقه، فسبب إرتباك وفقدان توازن طبيعي لغريزية الوجود الطبيعية، وهذا الإغتصاب اللاأخلاقي بإسم الإنسانية والأخلاق، أديا الى ردة فعل عكسية تماماً، للمرجو من هذه الفلسفة الأخلاقية، الا وهو إزدياد هذه الخلايا الأميبية بقتلها ليس فقط الخلايا الأخرى التي قد تهدد تواجدها، وإنما بدأت حتى تأكلها والقضاء على نسلها وحتى بأكل نفسها لإصابتها بجنون هيستيري من الفوضى الكونية.
فكل القوانين البشرية التي نتصور إنها لحماية البشر لكي لايتخطوا حدود وهمية فلسفية، هي بالفعل كذلك ولكنها تحمي مصالح فئة أو طبقة أو مجتمع على حساب آخر. فالمجتمعات الغربية ماكانت لتصل الى هذه الرفاهية والحرية لو لم تكن على حساب مجتمعات أضعف منها، فتستعمرها وتهيمن على مواردها الأولية وكأن القوانين التي لم تُكتب الا لمواطنيهم، لكي يعيش هؤلاء المواطنون تحت السيطرة برفاهية العيش، وتتوفر لهم كل متطلبات البقاء الإجتماعي الدخيل الخارج عن النظام الكوني الطبيعي وتسهل مهمة السيطرة عليهم بإسم هذه القوانين المدنية الأخلاقية على حساب اللأخلاقية في مجتمعات أخرى. فينتج عن هذا هوس وفوضى وفتك أُناس ببعضهم، يكون نفس بداية الخلايا الأميبية بقتلها لنسلها. ولكن الأمور لن تقف عند هذا الحد، فمتى ما بدأ التفاعل الكيمياوي لن يستطيع أحد إيقافه، الا بإنتهاء هذا التفاعل، أي ستستمر الأميبيا بالفتك وقرض نفسها لحين فنائها الكامل.
وفي نهاية المطاف، قناعتي هذه بكل تجردية، هي مؤلمة لأنها أوصلتني الى عبثية وجودنا. فغاياتنا لاتختلف عن غايات خلايا أميبية أحادية الخلية ، هذه هي نهلستية الوجود شئنا أم أبينا !



#دعد_دريد_ثابت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلب حصاة
- - النزوح ليس جريمة -
- شهر رمضان في بلاد الفرقان
- خاطرة إمرأة إنسانة
- أشجار الكرز تموت منتشية
- مسرحية مع وقف التنفيذ !
- وكما لله في خلقه شؤون، أقول للسلطات في مصالحها شؤون !
- يالة - يالة
- هل الحياة لحن، أم اللحن حياة؟؟
- مابين نقطتين
- يانساء الشرق إتحدن!
- حنظلة آلامي
- مسمار جحا
- تانغو الحرية
- هل في سريرة كل منا داعشي صغير؟؟!!
- ملل الآلام
- قولوا نعيماً!
- ذاكرة الريح
- ماهو الوطن؟
- أنا أحمد- Je suis Ahmed-


المزيد.....




- -فيلم ماينكرافت- يحقق إيرادات قياسية بلغت 301 مليون دولار
- فيلم -ماينكرافت- يتصدر شباك التذاكر ويحقق أقوى انطلاقة سينما ...
- بعد دفن 3000 رأس ماشية في المجر... تحلل جثث الحيوانات النافق ...
- انتقادات تطال مقترح رفع شرط اللغة لطلاب معاهد إعداد المعلمين ...
- -روحي راحت منّي-.. أخت الممثلة الراحلة إيناس النجار تعبّر عن ...
- -عرافة هافانا- مجموعة قصصية ترسم خرائط الوجع والأمل
- الفنانة ثراء ديوب تتحدث عن تجربتها في -زهرة عمري-
- إلتون جون يعترف بفشل مسرحيته الموسيقية -Tammy Faye- في برودو ...
- معجم الدوحة التاريخي ثروة لغوية وفكرية وريادة على مستوى العر ...
- بين موهبة الرسامين و-نهب الكتب-.. هل يهدد الذكاء الاصطناعي ج ...


المزيد.....

- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دعد دريد ثابت - لا أخلاقية الأخلاق