أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - وكالة المخابرات الأمريكية.. تاريخ حافل من التجارب في البشر















المزيد.....

وكالة المخابرات الأمريكية.. تاريخ حافل من التجارب في البشر


السيد شبل

الحوار المتمدن-العدد: 4859 - 2015 / 7 / 7 - 23:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم: فلاديمير بلاتوف، خبير روسي في الشرق الأوسط

ترجمة: السيد شبل

كان هناك ثمة اعتقاد في الماضي أن أبشع التجارب اللا إنسانية قد أجريت على البشر في معسكرات الاعتقال في ألمانيا النازية. ولكن مع الوقت تبين أن التجارب الأمريكية قد فاقتها في القسوة خاصة وأن وكالة الاستخبارات الأمريكية وفرقها الطبية مستمرة في عملها حتى الآن، رغم التجريم والإدانة، وأن أبحاثهم (غير القانونية) لا تجري على المواطنين غير الأمريكيين فقط وإنما تطال حتى مواطني الولايات المتحدة أنفسهم.

في الآونة الأخيرة، حصل المجتمع الدولي على دليل مضاف على الطبيعة الإجرامية للسي أي إيه، حيث كشفت الوثائق السرية التي نشرتها صحيفة "الغارديان"، أن المخابرات الأمريكية لم يتوقف عملها على ممارسة التعذيب الممنهج للمتطرفين المشتبه بهم والمحبوسين في السجون، وإنما امتد إلى إجراء تجارب لا إنسانية على البشر كما كان الحال في ألمانيا النازية.

ووفقا للصحيفة البريطانية، فإنه في الفترة ما بين 1997-2004، سمح جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية باعتماد أساليب الاستجواب القاسية، بما في ذلك "الإيهام بالغرق"، إلى جانب السماح للأطباء بممارسة الأبحاث عليهم. وهذه التجاوزات والانتهاكات التي وقعت أثناء الاستجوابات تتناقض ليس فقط مع القانون الأمريكي الدولي، بل المحلي أيضا، حيث ينص بوضوح على أن "البحث" على البشر لا يجب أن يتم إلا بعد موافقتهم. (....).

وتكشف الوثيقة المسربة أن مدير وكالة المخابرات المركزية قد أذن لموظفيه بالقيام بأعمال غير قانونية يجرمها القانون الدولي، في السجون. ورغم أنه من المفترض أن هذه العمليات محرمة، إلا أن مدير الوكالة قد تمتع بالحرية ليفعل ما يشاء.

وقد لاحظ الخبراء، بعد دراسة الوثيقة، أن وكالة الأمن الوطني والطاقم الطبي التابع لها، والتي تنظم وتشرف على الأبحاث على البشر، قد انتهكت "الخطوط التوجيهية" التي يعود تاريخها إلى عهد الرئيس الأمريكي الأسبق ريغان.

و تجدر الإشارة إلى أن ما أثير حول التجارب التي نفذت في مختبرات وكالة المخابرات المركزية، ليست جديدة. فالوكالة لطالما وجهت إليها اتهامات بشأن إجراء تجارب قاسية على البشر، بما في ذلك على مواطنيها، فعلى سبيل المثال، في عام 1950، لمحاكاة الحرب البكتريولوجية، حلقت طائرتين على سان فرانسيسكو وقامت برش كمية كبيرة من مسحوق يحتوي على البكتيريا السراتية الذابلة، مما تسبب في إصابة العديد من السكان بالالتهاب الرئوي مما أدى إلى وفاتهم فيما بعد، واستمرت هذه التجارب مع البكتيريا حتى عام 1969.

وفي عام 1955 في ولاية فلوريدا بالقرب من خليج "تامبا" تناثرت بكتيريا "السعال الديكي"، وهو ما تسبب على الفور في وباء واسع النطاق، وقتل على أثره 12 شخصا على الأقل.

وفي عام 1956 و 1957 نفذت وكالة المخابرات المركزية في جورجيا وفلوريدا عملية سرية أخرى، تم خلالها الإفراج عن الملايين من البعوض المصابة مع الحمى الصفراء وحمى الضنك، ومن 1963-1969 ضمن مشروع الدفاع (شاد) تم الإفراج عن عدة أنواع من الأسلحة الجرثومية والكيميائية على متن السفن البحرية الأمريكية.

في أواخر عام 1960، خلال عملية أخرى سرية للمخابرات الامريكية، تم الإفراج عن بكتيريا "عصية القش" في مترو الانفاق بنيويورك وشيكاغو، بهدف دراسة مدى تأثر ركاب المترو بالهجمات البيولوجية.

ويذكر أيضًا أن عدد من الأضرار الخطيرة تسببت بها البحوث الطبية التي أجرتها حكومة الولايات المتحدة على سكان جزر مارشال - مشروع 4.1 "، حيث تعرض السكان للإشعاع النووي في جزيرة بيكيني في مارس 1954. ونتج عن هذا التلوث الإشعاعي، تضاعف عدد حالات الإجهاض وموت الجنين داخل الرحم، وكذلك إصابة الكثير من الأطفال حديثي الولادة بالسرطان.

آخر التجارب الطبية المشينة التي مارستها الحكومة الأمريكية على سكانها هو دراسة الزهري في مدينة توسكيجي بولاية ألاباما، التي استمرت من 1932-1972، تحت رعاية دائرة الصحة العامة الأمريكية، وقد صمم للتحقيق في جميع مراحل الزهري في الأمريكيين من أصل أفريقي. (...). ونتيجة لذلك، تأثر كثير من الناس، وتوفي بعضهم جراء الإصابة بالمرض، بعد أن امتد المرض لزوجاتهم وأطفالهم.

في عام 1974، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقا صحفيا مثيرا، تناول واحدًا من أكثر المشاريع شرًا وغموضًا، حيث كان المشروع يبحث عن وسائل لفرض السيطرة بالكامل على العقل والوعي الإنساني، وأثناء سريان هذا المشروع فإن ما بين 50 إلى 60 ألف قد خضعوا تحت أيدي المجربين، وبعضهم قد أصيب باضطرابات نفسية خطيرة، وآخرين لقوا حتفهم. بعد فترة وجيزة من ظهور هذا التحقيق إلى النور، أنشأ الكونغرس الأمريكي لجنة خاصة للتحقيق في أنشطة وكالة الاستخبارات المركزية، إلا أن وكالة الاستخبارات المركزية أفلتت بعد أن نجحت في تدمير جزء كبير من الوثائق التي تكشفهم.

وكانت آخر تجربة نفسية مشهورة أجريت على البشر، فيما سمي سجن ستانفورد للتجربة، قد جرت في عام 1971، من قبل عالم النفس الأمريكي "فيليب زيمباردو"، وكانت بهدف دراسة استجابة الإنسان إلى فرض قيود على حريته في السجن وتأثير ذلك على الشخصية الاجتماعية، وقد كان 24 طالبًا في المرحلة الجامعية هم العينة التي جرى عليها الاختبارات، التي وقعت في الطابق السفلي من كلية علم النفس، وهي مجهزة خصيصا لتكون بمثابة مقر السجن.

ثماني منظمات مهتمة بحقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، تقدموا في عام 2010 بطلب رسمي لإجراء تحقيق في وكالة الاستخبارات المركزية، متهمين إياها بإجراء تجارب طبية غير قانونية على المواطنين من العراق وأفغانستان بين عامي 2004-2009.

ووفقا لشهادات مدافعين عن حقوق الإنسان، فقد تم اختبار عقاقير مضادة للسرطان على السجناء، وكان من المفترض أن تجلب تلك العقارات مئات الملايين من الدولارات من الأرباح للصيادلة والمراكز الطبية.

في نهاية الحرب العالمية الثانية، وبعد خسارة ألمانيا الحرب، فإن عددا كبيرا من النازيين قد حكم عليهم بالإعدام بسبب إجراء تجارب على البشر. ويبدو أن الولايات المتحدة التي تمارس انشطة مجرمة مشابهة، بينما تسعى للتغطية على جرائمها بالصمت والسرية، وتسعى لإخفاء الوثائق ومنعها من الخروج، ونتيجة لذلك، وبسبب تخرجات قانونية، لم يدن أي مسؤول أمريكي بسبب التجارب اللاإنسانية على مواطنيهم، حتى الآن.

نقلًا عن الصحيفة الروسية
"New Eastern Outlook"
http://journal-neo.org/2015/07/07/the-cia-and-human-experiments/

* الترجمة راعت الموضوعية وتمسكت بأمانة نقل جوهر المحتوى، بينما عجزت عن نقل عدد من المصطلحات العلمية وصياغة قدر ما من التعبيرات.



#السيد_شبل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد لطمة اليونان.. القارة العجوز ليست عصية على التأديب
- العرب يشهدون حربًا عالمية.. ولا أقل
- لا تخنقوا النَفس الثوري بالكلية.. هكذا!
- أزمة غياب البديل
- مصر وروسيا.. من جديد
- من يتصدى لنداءات الإخوان بإشعال الحرب الأهلية في مصر؟
- هل تنطق روسيا اليوم بلسان القومية العربية؟
- الحشد الشعبي مفتاح الحسم
- ماكينة صك الشعارات الجوفاء!
- الجيش المصري خارج حدود الدولة! (تصويب مفاهيم)
- أما آن للدولة المصرية أن تنظر في أمر الزوايا!
- الآن.. عن -السيسي- نتحدث
- المؤتمر الاقتصادي (الرسائل، والمكاسب، والتخوفات)
- مراكز صنع القرار الأمريكي.. عقول صهيونية وأدوار مشبوهة
- مجلس النواب القادم، والمسكوت عنه !
- مصر والسعودية، إلى أين ؟!
- عقلية الفيس بوك تحكم الإعلام
- استفزاز التلفاز
- إعلام خاص غير مؤهل، وحكومي بلا رؤية أو تخطيط (دراسة).. بقلم ...
- عن الحوثيين وديماجوجية خصومهم !


المزيد.....




- أمريكي انتقل إلى ريف إيطاليا هربًا من-ستاربكس- و-ماكدونالدز- ...
- حماس: مستعدون لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب
- وزراء إسرائيليون يرفضون مقترحات حماس بشأن وقف إطلاق النار
- تونس: الرئيس قيس سعيّد يزور مدينة المزونة بعد مصرع ثلاثة تلا ...
- الصين.. روبوت لإطفاء الحرائق!
- مصر.. إغلاق محال ومطاعم شهيرة في حملة تفتيش مكثفة
- الولايات المتحدة تنفذ إطلاقا ناجحا لصاروخ Minotaur IV إلى ال ...
- غلوبو: ترامب ولولا دا سيلفا معجبان ببوتين ويزدريان زيلينسكي ...
- زعيم حزب الوطنيين الفرنسيين: روبيو وويتكوف أذلا ماكرون في قل ...
- هل منع ترامب نتنياهو من ضرب المشروع النووي الإيراني؟


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - وكالة المخابرات الأمريكية.. تاريخ حافل من التجارب في البشر