أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر ثابت - أحبكِ، وهذا كلُّ شيءٍ














المزيد.....

أحبكِ، وهذا كلُّ شيءٍ


ناصر ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 4859 - 2015 / 7 / 7 - 20:44
المحور: الادب والفن
    




القصيدةُ التي لا ندوِّنُها، تضيعُ
وتختفي في غياهبِ الذات.
والاندهاشُ الذي لا نسجِّلُه في النصوصِ، يتبددُ
ويتناثرُ في زوايا الفراغِ الكوني
والحبُّ الذي نحسُّ به ولا نمنحُه للآخرين، يذبلُ
ويذوبُ في لجةِ بحر الحياة
والكلام الذي لا نقولُه يموتُ فينا
ويتفتتُ إلى عناصرِه الآولى
لذلك أحبُّكِ
حتى أستيقظَ على القصيدةِ كل يومٍ
وحتى أمارسَ الاندهاشَ صباحَ مساء
وحتى يترعرعَ الحبُّ في أعماقي
ويزهر الكلامُ.

مررتُ قربَكِ، فوجدتُكِ نائمة
أحببتُكِ وأنتِ نائمة. كنتِ بريئة جداً.
مستلقيةً بطفولةٍ، تضعين يدَكِ اليمنى فوقَ رأسكِ
ويدَكِ اليسرى على صدركِ
وفي وجهكِ هالةُ تأملٍ لذيذة
كنتِ كما يعرفُ القلبُ عنكِ، توجهينَ أنظارَكِ الحالمةَ إلى خارج النافذة
ومن هناكَ جاءَ الصباحُ، وطرقَ على الزجاجِ، وانتظرَ الإذنَ لكي يدخلَ
ويتوسَّعَ في المكان، ويرشَّ رذاذَ النورِ على الأشياء
في الزاوية باقة الورد الجوري الأحمر التي أهديتُكِ إياها البارحةَ، قبل العودةِ إلى المنزلِ
حيثُ وقفتُ قربَكِ وأنتِ تجلسينَ في المقعدِ الجانبي من السيارة
وقلتُ لك أحبُّكِ
وترددتِ في حسمِ أمرِكِ، مثل أول مرةٍ قلتُها لكِ، مثلَ عذراءَ لفَّها وشاحُ الغزلَ

قلتُ لكِ أحبُّكِ، حتى ينعمَ العصفور الدوريُّ بشيءٍ من الفرح
وحتى يتوقفَ الوجودُ عن التردي
أحبُّكِ بعددِ العُقدِ الموجودة في أغصان البلوطة الضخمة التي تحرسُنا، وتحافظُ على لمسة الجمالِ في المنظر الطبيعي الذي أمامنا
أحبُّكِ مع كل تغريدةٍ من تغريدات الهزار الذي يقفُ على أعالي السنديان
في هذه الطبيعة ذاتِ الخلفية الخضراء المطرزة بالأصفرِ والأحمرِ والبني.

كلُّ شيءٍ فيها يُعبِّرُ عنا وعن حبنا الأبدي، ويحكيهِ حكاية فاخرةً للتاريخ،
الجنادلُ والصخور والعليق والأوز والعناكب والقصبُ والخبيزةُ وأشجارُ البتولا.
يكبرُ فينا الشوقُ، ونبني قلبينا من جديد، ونرممُ جدرانَهما التي كتَبَ عليها الزمنُ قصته.

أحبُّكِ، نعم. ولا أشكُّ في ذلك
الحبُّ رسالتي إلى العالم
هو ما سأورثِّه للآخرين، وما سأودعُه في خزائن الخلود، هو ما سأعبرُ به الغشاءَ العظيمَ، وهو الذي سيحلُّ في الكائنات من بعدي.
حبي لك يتمادى، ويمسُّ الألوهةَ قليلاً، ويمارسُ تصوفاً من نوعٍ خاصٍّ
لذلك أدوِّنُ ما أحسُّ بهِ
وأحتفي بكلِّ شيءٍ، حتى بالرملِ والرذاذ
أشاركُ الكونَ تفاصيلَه الرحبةَ
وأدخلُ المدينةَ مع شياطينِ الجمال والهوى.

سأحبُّك حتى يحلمَ بنا السنديانُ، وشجرُ الحورِ والصنوبر
حتى تحلمَ بنا الهندباءُ التي نراها في تفاصيل المدى الممتدِّ إلى ركبة الجبل البعيد،
أحبُّكِ، وسأظلُّ أحبكِ وهذا كلُّ شيءٍ.
هذا ما أردتُ قوله. فحسب.

27-6-2015



#ناصر_ثابت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن تفجيرات الكويت، وجولة سريعة مع الانتحاري القاتل!
- صباحاً، يفضُّ الإلهُ المظاريفَ
- اقبال
- ورقةٌ بيضاءُ ناصعةُ التحدي
- البندول
- غيمة الغلو
- ضد الحرب.. ولكن!
- الواقعُ يحلمُني أيضاً
- يومياتٌ على هامش المطر
- دونَ أن أنظرَ إلى الخلف
- أملٌ زائفٌ، ألمٌ حقيقيٌّ
- ألم في الذائقة
- لم يحدث هذا معي
- أهي العصبية القبلية أم ماذا؟
- قصيدتان عن النوم
- لفظتان متعانقتان
- من سيرة الرجل الذي خذل المدينة
- ارتباك
- شارع فارغ - نص ناصر ثابت
- لا


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر ثابت - أحبكِ، وهذا كلُّ شيءٍ