أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم فنجان الحمامي - الكلاب لا تخون أوطانها














المزيد.....

الكلاب لا تخون أوطانها


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 23:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




سيأتي اليوم الذي تحتج فيه الكلاب على بعض الألفاظ العابرة، التي نطلقها من وقت لآخر على الخونة، وربما يطالبوننا بعدم تشبيه العملاء بحيوانات أليفة، لا تعرف المراوغة في انتماءاتها، ولا تمتهن المساومة، فالثبات على المبادئ من أعظم طبائعها التي جُبلت عليها، فهي تشكر النزر اليسير مما يجود به الإنسان الكريم، ولن تنساه أبدا، فإذا ناداها من مكان بعيد، توافيه على الفور، وتتودد إليه. الكلاب لا تخون أصحابها، ولا تتنكر لمن يعطينا كسرة خبز، فكيف بخيانة وطن بشعبه وتاريخه ومستقبله. عندما ترفق بالكلب يطيعك طاعة عمياء، ويصبح من أخلص حراسك، ويتفانى في الدفاع عنك في أعنف المواجهات وأكثرها دموية. أما إذا أكرمت اللئيم فأنه يتمرد عليك، ويصبح من أشرس أعدائك. ربما سبقنا المرزبان البغدادي في تسليط الأضواء على هذه المزايا الفريدة في سلوك الكلاب، فكتب عام 921 للميلاد كتابه الشهير: (فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب). جمع فيه كل ما جاء في مزاياها الحميدة بالمقارنة مع الأشرار، الذين فسدت أخلاقهم، وساءت علاقاتهم بالناس. فمواقف الغدر والخيانة والجحود ونكران الجميل، والكثير من طبائع البشر لا وجود لها في خصال الكلاب، حتى قال بعضهم: (كلما تعرفت على غدر الإنسان يزداد حبي لكلبي).
ربما سمعتم بحكاية الكلب الياباني (هاتشيكو)، الذي كان صديقاً لأستاذ جامعي يدعى (سابورو أوينو)، اعتاد (هاتشيكو) مرافقة صاحبه إلى محطة القطار عند ذهابه إلى جامعة طوكيو، وحين يعود الأستاذ من عمله يجد صديقه الوفي بانتظاره عند باب المحطة، وفي يوم من الأيام سقط الأستاذ ميتاً متأثرا بجلطة دماغية. لكن الكلب (هاتشيكو) ظل منتظراُ عودته لعشرة أعوام كاملة. وبمرور الأيام تحول (هاتشيكو) إلى أسطورة يابانية حية، إلى درجة أن المعلمين في المدارس صاروا يشيدون بسلوك الوفاء العجيب، الذي أبداه هذا الكلب، ويطالبون تلاميذهم بأن يكونوا أوفياء لوطنهم كوفاء (هاتشيكو) لصاحبه. في عام 1935 عثروا عليه ميتا في شوارع المدينة، فأحاطوا جثته بعناية واحترام، وصنعوا له تمثالا، وضعوه في حديقة متحفهم الوطني.
ختاما نقول: يبقى الإنسان قيمة عظمى في هذا الكون الفسيح، فقد خلقنا الله في أحسن تقويم، بيد أن إعجابنا بوفاء الكلاب وإخلاصها ينبع من مواقفنا الاحتجاجية المعلنة ضد حالات الغدر والخيانة، وضد حملات نكران الجميل التي نتعرض لها من بعض الكيانات السياسية، التي لم تكن وفية أبداً لهذا الشعب، ولم تكن مخلصة لهذه الأرض المقدسة.
نحن نذكر وفاء الكلاب لأن الوفاء من أقوى مزايا سلوكها الغريزي، ونعلم أنه لا يصدر عن ذات حرة واعية، قادرة على الاختيار ما بين الخير والشر. لكن هذا التباين في السلوك بين الإنسان والحيوان لا يمنح العملاء والخونة الأعذار التي تبرر انزلاقهم نحو مستنقعات الغدر والجحود والخيانة.
https://www.youtube.com/watch?v=EaXBQbZnXXY



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرواتنا في جيوب البنتاغون
- زيارة لقرية الوزير سين
- الأتراك ينقذون عظام جدهم. فمن ينقذ أجدادنا العظام ؟
- أم الأطباء وأم الخطباء
- من أرشيف الحركة الملاحية في شط العرب
- العراق وطن الجميع


المزيد.....




- حماس ترفض الاقتراح الإسرائيلي وتقول إن تسليم سلاح المقاومة - ...
- -بلومبرغ-: واشنطن تُعرقل إصدار بيان لمجموعة السبع يُدين الهج ...
- ما الذي يحدث في دماغك عند تعلم لغات متعددة؟
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف للمساس بالأمن الوطني- على صلة ...
- أبو عبيدة: فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألك ...
- في سابقة علمية.. جامعة مصرية تناقش رسالة دكتوراة لباحثة متوف ...
- الإمارات تدين بأشد العبارات -فظائع- القوات المسلحة السودانية ...
- ديبلوماسي بريطاني يوجه نصيحة قيمة لستارمر بخصوص روسيا
- الحكومة الأردنية تكشف تفاصيل مخططات كانت تهدف لإثارة الفوضى ...
- -الحل في يد مصر-.. تحذيرات عسكرية إسرائيلية رفيعة من صعوبة ا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم فنجان الحمامي - الكلاب لا تخون أوطانها