أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - أسئلة مُحرجة – مشاغبات فى التراث 5















المزيد.....


أسئلة مُحرجة – مشاغبات فى التراث 5


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 16:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت ( 56 ) .

عندما نقول أن الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت فلدينا الكثير لنؤكد هذا القول ,فلا يكون قولنا هذا إدعاء أو تجنى بل حقيقة يمكن تلمسها بدون عناء بدءاً من دراسة الأساطير والقصص التى تنسجها وتتدعى فيها بوجود كائنات ميتافزيقية خرافية كإله وشيطان وجن وعفاريت وملائكة دون أن تقدم أى إثبات على وجودها بالرغم من عظم وذيوع القصص المَروية من خلال ميديا هائلة تروج لها ..كما لا تكتفى بشرية الأديان عند حجم القصص الخرافية بل تقذف لنا بحجم لا بأس به من المغالطات العلمية التى يفضحها العلم الحديث وهذا يعنى أننا أمام تصورات ورؤى إنسان قديم عن الوجود هكذا كانت حدود معرفته وتصوراته , كما يضاف إلى ذلك أن الأديان قدمت منظومات تشريعية وسلوكية وفكرية تتعاطى مع واقعها وتؤطر لمجتمعها لا تتناسب مع أنساق مجتمعاتنا الحديثة .
فى ظل هذه التضاريس الواضحة المعالم نستطيع أن نؤكد أن الأديان نتاج فكر بشرى له رؤيته وخيالاته وتصوراته وعلاقاته الخاصة لم تفلت من تحقيق رؤية سياسية إجتماعية غلفت نفسها بالمقدس فيكون الإله والطقس رمز الهوية لتحقيق مصالح سياسية نخبوية وقومية تظهر بجلاء فى بعض المعتقدات كما فى التراث العبرانى والإسلامى ليهيأ لك أن المشروع السياسى هو حجر الزاوية الذى تم البناء عليه ليؤسس ما يُعرف بالدين .
سنضيف فى هذا البحث ملمح أخر لبشرية الفكر الدينى من خلال ضبابية الفكر العقائدى وتخبطه , فالفكرة الجوهرية العقيدية يعتريها الخلل والتضارب والتهافت ليكون سبيلنا هو عرض بعض المشاهد ستشكل حرج بالغ لمن يقترب منها بالرغم إنها فى صميم إيمانه .
فى هذا الجزء الخامس من مشاغبات فى التراث سنقدم صور ومشاهد ونصيغها من خلال أسئلة بغية جلب الحرج , فبدون الحرج لن نتوقف ولن نتأمل ولن نتحرر من الخرافة .

* إذا كانت الأمور محسومة ومقررة سلفاً فلما وجع الراس - فزورة القضاء والقدر والإختيار .
معرفة الله مطلقة فهو يعلم الغيب وما كان وما سيكون لذا فهو يدرك مصير كل منا قبل الخلق سواء أكان فى الجنه أو الجحيم ويأتى هذا فى مواضع عديدة ( ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون ) وفى المدثر:31 ( يضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاء ) وفى الإنسان31 (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما) ..ليقول المشاغبون إذن ماهو مُقدر لنا لن نستطيع الفكاك منه فهو قدر وقضاء الله ومشيئته , فمن قدر له الجحيم فلابد أنه فى الجحيم والنار الأبدية خالداً فيها , فأين العدل هنا , وما معنى حرية الإختيار والإختبار طالما النتائج محسومة سلفاً وقوائم الجنه والجحيم معلقة على أبواب الجنه والنار قبل الخلق .هذه النقطة تحرج المؤمنين بشدة ليمارسوا تلفيقات ومرواغات خائبة ولكن الرسول الكريم يحسم الأمور بشدة ليصيبهم بالحرج الشديد :
-عن هشام بن حكيم - أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أنبتديء الأعمال أم قد قضى القضاء؟ فقال: ( إن الله تعالى أخذ ذرية آدم من ظهورهم، وأشهدهم على أنفسهم، ثم أفاض بهم على كفيه فقال: هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار، فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار) .!
- وحديث آخر من البخارى بمثابة الضربة القاضية أو لمس الأكتاف ( إن أحدَكم يُجمَعُ في بطنِ أمِّه أربعينَ يومًا ، ثم يكونُ عَلَقَةً مِثلَ ذلك ، ثم يكونُ مُضغَةً مِثلَ ذلك ، ثم يَبعَثُ اللهُ إليه ملَكًا بأربعِ كلماتٍ ، فيكتُبُ عملَه ، وأجلَه ، ورِزقَه ، وشقِيٌّ أم سعيدٌ ، ثم يُنفَخُ فيه الرُّوحُ ، فإنَّ الرجلَ ليَعمَلُ بعملِ أهلِ النارِ ، حتى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراعٌ ، فيَسبِقُ عليه الكتابُ فيَعمَلُ بعملِ أهلِ الجنةِ فيَدخُلُ الجنةَ . وإنَّ الرجلَ ليَعمَلُ بعملِ أهلِ الجنةِ ، حتى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراعٌ ، فيَسبِقُ عليه الكتابُ ، فيَعمَلُ بعملِ أهلِ النارِ ، فيَدخُلُ النار ).!! الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3332خلاصة حكم المحدث: صحيح.
- هذا مادعى نبى الإسلام أن يُعلن عن النتائج المعلقة على أبواب الجحيم والجنه , فروى الترمذي في سننه عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان : فقال : أتدرون ما هذان الكتابان؟ فقلنا: لا يا رسول الله، إلا أن تخبرنا. فقال للذي في يده اليمنى: هذا الكتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل الجنة، وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثمَّ أُجمل آخرهم، فلا يزاد فيهم، ولا ينقص منهم أبداً. ثمَّ قال للذي في شماله: هذا كتاب من ربِّ العالمين، فيه أسماء أهل النار، وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أُجمل على آخرهم، فلا يزاد فيهم ، ولا ينقص منهم أبداً. فقال أصحابه: ففيم العمل يا رسول الله إن كان الأمر قد فرغ منه؟ فقال: ( سدِّدوا وقاربوا، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة، وإن عمل أي عمل. وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل ) .!
- كذلك روى الإمام أحمد أيضا عن عمر بن الخطاب أنه سئل عن آية ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ) - فقال : "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها ، فقال : إن الله خلق آدم عليه السلام ، ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية ، قال : خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون . ثم مسح ظهره ، فاستخرج منه ذرية قال : خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل : يا رسول الله ، ففيم العمل ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله عز وجل إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة ، حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة ، فيدخل به الجنة ، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار ، حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخل به النار ". رواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن أبي حاتم ، وابن جرير ، وابن حبان في صحيحه.
هل بعد هذا الإيضاح الشديد سنجد بعدها من يقول ان الله خلق الإنسان حر الإختيار وعليه سيحاسبه أم الأمور محسومة سلفاً ؟!!

* هل الله يعلم الغيب ام لا .؟!
الله يعلم الغيب أى ما كان وما سيكون وبذا يعلم كل شئ فى الحياة والوجود قبل حدوثه وهذا ما تؤكده آية الحشر 22 ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) وكذلك فى آية الأنعام 59 ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسقطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) فخلاصة تلك الآيات أن الله يعلم الغيب ولكن هذا يتناقض مع زخم من الآيات الأخرى التى تقول أن الله لا يعلم فهو ينتظر الحدث لكى يعلم :
- فى آية البقرة 2 ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا " إِلاَّ لِنَــــــــعْلَم" مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) .
كانت قِبلة المسلمين في أوائل الدعوة ببيت المقدس أي نفس قبلة اليهود وهذا كان ترغيباً من محمد لليهود واقتداءاً بهم أو قل مغازلتهم , لكن سرعان ما غير رأيه واستبدلها بقبلة البيت الحرام ليصيغ آية نالت من الله ذاته فهو غير القبلة " ليعـــــــعْلَم " من يتبع الرسول ومن ينصرف عنه .!
فأليس من المفترض أن الله علام الغيوب يعلم بدون تغيير القبلة , أم ان النبى لم يفطن أنه ينال من معرفة الله المطلقة فكان حرياً به أن يقول "ليعلم الرسول والمؤمنون" أو " لتعلموا " أو " لنظهر لكم " .!
- فى آية 142 من آل عمران ( أم حسبتم تدخلون الجنة ولما يعـــــــلَم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) بغض النظر عن كون الآية تكرار للآية المذكورة سابقا ولكن نلاحظ أن الله ينفي علمه تماما بإستعمال حرف لما وهو حرف جزم ونفي يدخل على فعل مضارع واحد أي أن الله لا يعلم هل سندخل الجنة أم لا إنتظاراً لرؤيته هل نجاهد أم لا .!
- فى آية 31 من سورة محمد ( لنبلوكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ) فهذا يعنى ان الله يبتلى ليدرك بعد الإبتلاء من يصبر ومن ينصرف ولا معنى هنا لقصة المعرفة المطلقة وعلام الغيوب .!
- فى العنكبوت 29 ( ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) لن نتوقف هنا أمام كلمة "ولقد قتنا" فقد أشبعنا قصة الفتنة حديثاً لنتوقف أمام ( فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) فهو ينتظر المعرفة بعد أن يفتنهم .!
- فى آية المائدة 94 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ " ليعْـــــــلَم الله" مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) فالله لا يعـــــــلَم وينتظر المعرفة من الإبتلاء فى الصيد والغريب قوله من يخافه بالغيب .
- فى الحديد 57 نجد الله يرسل الرسل ليعلم :(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ "وليعْـــــلَم اللهُ" مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) .
- فى الأنفال 65 و66 نجد إعتراف الله بأن معرفته مُستحدثة نتاج الحدث ففى الأنفال 65 و66 ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ 65 الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ 66 )
هنا نجد تناقض رهيب ينال من معرفة الله المطلقة فهو لم يكن يدرك النسبة المناسبة للغلبة ففى الآية 65 اعتبر أن عشرين مؤمنا يغلبون مائتين أى بنسبة 1: 10 وفى الآية الملاصقة لها تماما يغير النسبة إلى 1: 2 !! فالله لم يدرك ما هى النسبة المناسبة .. الحقيقة أنه لم يكن يعرف وذلك بقوله بالحرف ( الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَن فِيكُمْ ضَعْفًا ) فهو لم يكن يعرف أن فيهم ضعفاً إلا بعد علمه (الآن ) .!!

* هل إيمانكم خاطئ , وهل القرآنيون على الصواب ؟!
يوجد رهط من أقوال محمد يحذر ويستنكر كتابة الأحاديث التى يطلقها بل يطالب من كتب شيئا أن يمحوه وأرى أن هذا شئ جيد يحرر الإسلام من الكثير من الحرج ويصب فى رؤية القرآنيون الذين لا يعتندون الأحاديث فى إيمانهم ونهجهم وقد يضيف شيئاً جيداً ومفيداً فى بحثى السابق " نحو خروج الإسلام من مأزقه " .
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن ، ومن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه ، وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ).
أخرجه مسلم ، كتاب الزهد والدارمي باب من لم ير كتابة الحديث والإمام أحمد وابن عبد البر في جامع بيان العلم باب ذكر كراهية كتابة العلم وتخليده في الصحف .
- قول أبي سعيد الخدري : ( استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن يأذن لي أن أكتب الحديث ، فلم يأذن لي ) .
أخرجه الترمذي ، كتاب العلم ، باب ما في كراهية كتابة العلم .
- عن أبي هريرة قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نكتب الأحاديث فقال : ( ما هذا الذي تكتبون ؟ قلنا أحاديث نسمعها منك ، قال : كتاب غير كتاب الله ؟ أتدرون؟ ما ضل الأمم قبلكم إلا بما اكتتبوا من الكتب مع كتاب الله ؟ قلنا : أنحدث عنك يا رسول الله ؟ قال : حدثوا عني ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ، قلنا : فنتحدث عن بني إسرائيل ؟ قال : حدثوا ولا حرج ، فإنكم لم تحدثوا عنهم بشيء إلا وقد كان فيهم أعجب منه ، قال أبو هريرة : فجمعناها في صعيد واحد ، فألقيناها في النار وفي لفظ ( أكتاب مع كتاب الله ؟أمحضوا كتاب الله وأخلصوه ) .
أخرجه أحمد من حديث أبي سعيد الخدري , والخطيب في تقييد العلم ص 33 بلفظه .
- عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال : ( دخل زيد بن ثابت على معاوية فسأله عن حديث ، فأمر إنسانا يكتبه ، فقال له زيد : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا ألا نكتب شيئا من حديثه ، فمحاه )
أخرجه أبو داود ، كتاب العلم ، باب في كتاب العلم ( 2 / 286 ) بلفظه ، وأحمد ( 5 / 182 ) بلفظه ، وابن عبد البر في جامع بيان العلم .
- عن أبي نضرة قال : قلنا لأبي سعيد : لو كتبتم لنا ، فإنا لا نحفظ ؟ قال : لا نكتبكم ، ولا نجعلها مصاحف ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا فنحفظ ، فاحفظوا عنا كما كنا نحفظ عن نبيكم ) .
أخرجه الدارمي ، المقدمة ، باب من لم ير كتابة الحديث 1 / 122 بمعناه ، والخطيب في ( تقييد العلم ) ص 36 ــ 38 بلفظه وبمعناه ، وابن عبد البر في ( جامع بيان العلم ) 1 / 76 بمعناه .
- بعد هذه التوثيقات التى تؤكد عدم جواز تناول الأحاديث وتدوينها لنا أن نثير قضية منطقية تشكك فى دقة الأحاديث نفسها عندما نتناول سيرة البخارى كأكبر مرجعية وثوقية للأحاديث فالمعروف أن البخارى ولد عام 194 هـ، وتوفي سنة 256 هـ. وكان عمره حين بدأ بكتابة "الصحيح" ست عشرة عاما وانتهى منه وعمره ثمان وثلاثين سنة (38 سنة)., أي تقريباً في سنة 232 هـ وهذا يعنى أنه قضى 22 سنة لينقل وينقح ويصحح ويتتبع الرواة فى أقطار الارض فيما يقرب من 700 ألف حديث , أى أنه كان ينجز فى السنه الواحدة مايقرب 31818 حديث أى 87 حديث فى اليوم الواحد دون انقطاع أى حوالى 3 أحاديث فى الساعة الواحدة لمدة 24 ساعة يومياً لمدة 365 يوم فى السنة لمدة 22 سنة دون انقطاع وبلا أى راحة ولا نوم ولا طعام ولا صلاة ولا اعتكاف ولا نكاح ولا أى شيئ دنيوى بل بحث دؤوب للفرز والتنقيح والتصويب وتتبع الرواة وهذا يطلب جهود جبارة لباحث يفحص ويمحص ويتتبع أقوال أحفاد الرواة بعد مرور 200 سنه من وفاة محمد بينما نرى علماء اليوم يبحثون على مدار شهور فى قضية صحة الإسناد والمتن والضعف والصحة لحديث واحد بل مازالوا فى موضع خلاف .!!

* الله يعلن التحدى عن طريق الذباب فلما لا نجرب .!
- فى سورة الحج 73 ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) فالقرآن يتحدى أى آلهة أن تخلق ذباباً , فالإله الذي لايخلق ذباباً هو ليس إله ولا أعرف لماذا إختار الذباب , ولكن فلنمر , لتتولد فى ذهنى فكرة رائعة تختبر إيمان المسلمين وكل أصحاب العقائد الوثنية والضالة , ليجتمعوا ويصلى كل فصيل وصاحب معتقد لإلهه فى أن يخلق ذباب فى قنينة زجاجية مغلقة وهنا لن يفلحوا إلا الإله فى صيغته الإسلامية وبذا يؤمن الكل بالله أم إذا فشلوا وسيفشلوا فلا وجود لإله ولا بطيخ , ولكن قد يقول قائل يتجرع إحساس العجز والحرج أن خلق الذباب جاء منذ البدء لأقول :يا صلاة النبى طب ما الذى يؤمن بيهوه أو المسيح أو كريشنا أو زيوس يقول ان إلهه خلق الذباب منذ البدء .!

-كذا فى الأعراف 194( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) . هذا كلام واضح وصريح لاثبات مصداقية الإله فالذى يدعو من دون الله فلن يجاب له فالمُستجيب هو الله فقط ولكن المؤمنين يدعون الله فلا يُستجاب لهم وبذا نثبت انه لا إله أو الله هو إله غير حقيقى ولو قلت ان الله لا يستجيب لكل داع فأنت هنا نلت من صفة لله المجيب ففى هود 61 ( إن رَبي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ) . وفى هود أيضا أية 6 (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) وفى الكتاب المقدس (اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ.لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ.) متى ٧-;- - أى أن الله يعد بتلبية الدعاء فهو المجيب فلا تقل أنه لا يستجيب لكل داع فأنت تفتح الطريق للمؤمنين بالآلهة الاخرى ان يتبنوا نفس الحجة , لذا فلنقيم مناظرة وندعو كل أصحاب العقائد أن يتضرعوا لله أن يجيب طلب بسيط ومن يُستجاب طلبهم فهم أصحاب الإيمان بالإله الحق .. أراك تخشى هذه المناظرة فلا إله ولا بطيخ .!

*هل القرآن كتاب هداية فقط أم كتاب هداية وضلال ؟! .
المُتعارف عليه وسط المؤمنين بالقرآن أنه كتاب هداية , ولكن القرآن ذاته يقر فى مواضع مختلفة أنه كتاب للتضليل أيضا فالله يضل بالقرآن أُناساً كما يهدي به أُناساً آخرين , فالله لا يريد من خلال قرآنه هداية كل الناس بل يريد هداية قسم الطيبين المؤمنين فقط الذى يحبهم وإضلال القسم الآخر الخبثاء و هذا عن إرادة منه وقصد .!
ففى الإسراء41 ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً ) .
وفى الإسراء82 ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً ) .
وفى البقرة26(وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِل بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ ) .
وفى الأنفال 30 ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) .

* أسئلة محرجة فى صلب عقيدة المسيحية .
تؤمن المسيحية بفداء المسيح للعالم وخلاصها بدم المسيح المخلص ومن لا يُؤمن بالمسيح مخلصاً , ومن لم يعتمد بالماء والروح فلن يعاين ملكوت السموات بل مصيره بحيرة النار والكبريت وهنا توجد عدة أسئلة :
- بداية لماذا تورث الخطيئة من آدم لأبناءه ولماذا لا تكون الخطيئة حصراً على كل إنسان وفق أخطاءه وذنوبه وليس حاملاً وارثاً خطية آباءه وأجداده وعلى قول أهل الإسلام لا تزر وازرة وزر أخرى ؟! .
- لماذا يكون التبرأ من الخطيئة بالدم والذبح سواء أكانت ذبيحة حيوانية أو بدم وجسد المسيح , فما علاقة الخطيئة التى هى فعل معنوى بالذبح والدم كفعل مادى فهل الإله لن يغفر الخطية إلا بالذبح والدم ؟! .
- ما هو حال ملايين البشر مابين آدم حتى المسيح فهم حاملى الخطية كما تقولون ولكن المسيح المخلص لم يحضر إلا متأخرا .. وما حال مليارات البشر الذين لم يعرفوا بقصة الفداء هذه على مدار التاريخ , فهل تقولون الحمد لله اننا نتمتع بفداء المسيح ؟!.
- السؤال الأخير من الأهمية بمكان , فاليهود على مدار التاريخ منذ موسى وحتى الآن ليس لديهم أى فهم وإيمان بعقيدة الفداء فهم يؤمنون وينتظرون المسيح حتى الآن ولكن بمنظور أنه سيأتى كملك يجمعهم ويحررهم ويُسَيْدهم على العالم ولا يوجد أى فكر لديهم بفكرة أن المسيح سيجئ من أجل أن يخلص البشرية من الخطية , فهل كل هؤلاء اليهود أغبياء لم يدركوا مغزى مجئ المسيح حتى الآن ؟!.

دمتم بخير.
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته" - حلم الإنسانية القادم فى عالم متحررمن الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهايمر- تناقضات فى الكتابات المقدسة –جزء12
- الجمعة الحزينة فى تونس والكويت وفرنسا
- كتابات ساخرة ولكن ليست كتاباتى-مشاغبات فى التراث4
- مشاغبات فى التراث3-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- تشويه الحب والجنس على مذبح الأديان
- عن الحب-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان
- وهم الزمن والإله-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان
- مصر إلى أين ؟!
- المصارحة والمكاشفة كسبيل لخروج الإسلام من مأزقه
- فى العشوائية والحتمية والسببية-نحو فهم الوجود والحياة والإنس ...
- صفعات – لماذا نحن متخلفون .
- مشاغبات فى التراث2-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- وهم الحرية-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان
- وهم الغائية-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان
- تراثنا وثقافتنا الحلوة-لماذا نحن متخلفون
- خمسون حجة تُفند وجود الإله–جزء سادس41إلى47
- زهايمر-تناقضات فى الكتابات المقدسة –جزء11
- بحثاً عن حلول لخروج الإسلام من أزمته-كاملا
- الطبيعة ملحدة..العشوائية تنتج النظام
- منطق الله الغريب-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - أسئلة مُحرجة – مشاغبات فى التراث 5