من وراء عملية سيناء الارهابية؟

اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لم نكد نفرغ من فاجعة اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام حتى وقعت أحداث الشيخ زويد الإرهابية يوم الأربعاء الدامي 1 يوليو 2015 مسفرة عن استشهاد 17 من خيرة جنودنا بينهم 4 ضباط في مقابل قتل ما يقرب من 150 من الإرهابيين

وبينما كشفت واقعة اغتيال النائب العام عن تقصير أمني كبير فقد نجحت قواتنا المسلحة في حرب الكمائن بسيناء في صد الهجوم الكبير في ملحمة رائعة من ملاحم الجيش المصري إذ تميزت بالحسم وسرعة رد الفعل فضلا عن شجاعة كبيرة من قبل جنودنا الذين ثبتوا في أماكنهم راسخين كالجبال (بينهم ضابط أصيب وظل يقاتل رغم إصابته رافضا ترك مكانه) , كما اشتركت فيها قواتنا الجوية وتمكنت بفضل الله من السيطرة على الموقف وحسم المعركة , والأروع أنها كشفت أيضا عن بسالة أهالي سيناء الذين تصدوا بجانب جنودنا للمسلحين واصطادوهم من فوق أسطح المنازل

والسؤال من يقف وراء العملية الإرهابية الأخيرة في سيناء؟ , صحيح أن كل الشواهد تؤكد أن تنظيم أنصار بيت المقدس هو من قام بتنفيذ العملية ولكن سؤالي ينصب حول من يقف وراءه؟ , وفي تقديري أن الإجابة لن تخرج عن أحد احتمالين : الأول أن يكون الإخوان المسلمون وحلفاؤهم مثل حركة حماس في غزة هم من يقف وراء تنفيذ العملية انتقاما لقياداتهم ولإسقاط حكم الإخوان الذي يرون أنه كان يمثل الحكم الإسلامي , وما يؤكد هذا الاحتمال أنها وقعت بالتزامن مع الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو وسقوط جماعة الإخوان كما أنها تلت مباشرة اغتيال النائب العام في مصر , فضلا عن أن ثمة مصادر كشفت عن مشاركة عناصر تكفيرية من قطاع غزة تسللت عبر الأنفاق الحدودية

الاحتمال الثاني أن تكون إسرائيل هي من يقف وراء هذه العملية

استبعد الاحتمال الأول خاصة أن العلاقة بين حركة حماس وتنظيم داعش أو ذراعه في مصر (أنصار بيت المقدس) ليست جيدة إذ تقوم حركة حماس بالتضييق الأمني على الجهاديين في غزة الذين يعارضون هدنتها مع إسرائيل كما هدد تنظيم داعش في احدي فيديوهاته مؤخرا بإسقاط حركة حماس في غزة وجعل القطاع من مناطق نفوذه في الشرق الأوسط متهما إياها بأنها غير جادة بشأن تطبيق الشريعة

وفي اعتقادي أن الاحتمال الثاني هو الأرجح للشواهد التالية :

1_قال شهود عيان أن منفذي العملية كان من بينهم فلسطينيون وأجانب وملامحهم شقراء

2_كشفت المصادر أن منفذي العملية استخدموا أسلحة ثقيلة وحديثة من الصعب أن تتوافر للإرهابيين في مصر بدون دعم خارجي مثل سيارات دفع رباعي ودراجات بخارية بالإضافة إلى أسلحة ثقيلة وأر بي جي وقذائف هاون

3_ظهر فى إحدى لقطات الفيديو الذى عرضته القوات المسلحة لعملية صد الهجوم على الشيخ زويد، صندوق ذخيرة إسرائيلي، كانت تستخدمه الجماعات التكفيرية ضد الجيش المصرى في مفاجأة من العيار الثقيل! (المصري اليوم 4 يوليو 2015)

4_قال الشيخ حسن خلف، شيخ مشايخ سيناء، أحد كبار المجاهدين أن إسرائيل لديها كل المعلومات عن منفذى العمليات الإرهابية التى شهدتها شمال سيناء لأنها مَن تدعمهم مؤكدا أن بصمات إسرائيل موجودة، وهى المستفيد الأول من نشر الفوضى فى سيناء، لتتخذها ذريعة لاحتلال سيناء بدعوى حماية حدودها من الإرهاب

ثم إن مسارعة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بإلقاء التهمة على حركة حماس يجعلنا نتساءل مم تخاف إسرائيل ولماذا ألقت التهمة على غيرها وكأنها تنفيها عن نفسها رغم أنه لم يتهمها أحد؟!

والسؤال ما مصلحة إسرائيل من ذلك؟ أو بصيغة أخرى ما الأهداف التي تتطلع إسرائيل إلى تحقيقها من تلك العملية؟

أعتقد أن تلك العملية الإرهابية , بغض النظر عن نجاحها من عدمه , ستحقق لإسرائيل مجموعة من الأهداف ليس منها احتلال سيناء كما يرى الشيخ حسن خلف شيخ مشايخ سيناء وإنما إرباك الدولة المصرية وهي في مرحلة التنمية والبناء واستنزافها في حرب مع الجماعات الإرهابية (لاحظ أن العملية جاءت قبل حفل افتتاح قناة السويس الجديدة بشهر) بالإضافة إلى إفساد العلاقة بين مصر وحركة حماس بعد أن تحسنت في الأيام الأخيرة نتيجة قيام الحركة بضبط الحدود وقمع الجماعات الإرهابية بالتنسيق مع مصر , ودفع الأخيرة إلى إعادة غلق المعابر مرة أخرى ومن ثم فرض مزيد من الحصار على الشعب الفلسطيني , وفي هذا السياق صرح القيادي بحركة حماس موسى أبو مرزوق أنه في كل مرة كانت هناك نوايا لفتح معبر رفح تقفز تلك العمليات داخل سيناء!

وبشكل عام ثمة مخطط أمريكي إسرائيلي لاستنزاف الدول العربية في حروب أهلية وطائفية بهدف إعادة تقسيم المنطقة على أسس طائفية وتحقيق أمن إسرائيل في إطار لعبة توازن القوى لذا لا أستبعد أبدا أن يكون تنظيم داعش الذي لم يطلق رصاصة واحدة تجاه إسرائيل صناعة أمريكية إسرائيلية في الأساس وأنه أداتهم لتنفيذ مخططاتهم الشيطانية في المنطقة

#اسلام_احمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات