اليونان : الانتصار يفتح باب المواجهة الأصعب

محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)

الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 03:13
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

انهت جبهة سيريزا في اليونان مواجهتها الاولى مع مافيات بنك النقد الدولي وأباطرة مال المنطقة الأوروبية بنجاح لمّا أسندتها في خيارها أغلبية شعبيّة جُلُّها من الموظّفين الحكوميين والبرجوازيّة الوسطى مُرهقة من ثقل الدين الحكومي ومطالب سداد القروض الدولية وفوائضها المُشِطّة ، لِتُفتح أمامها أبواب المواجهة الثانية الأصعب والمُتمثّلة في برنامج إصلاح إقتصادي وطني جريئ وشاقّ يدفع من نسق النُّمُوّ والاستثمار المُنتج للقيمة المُضافة ويستوعب البطالة المُرتفعة ، دون الرفع في الضّغط الجبائي ودون حماسة أوروبيّة للمُساعدة ، والأثقل من هذا وذاك في ظلّ جبهة شعبيّة داخليّة مُفعمة بروح الانتصار في معركة الدين الخارجي بعد أن كسرته حالة التقشّف والإفقار طيلة ما يُقارب الخمسة عشرة سنة ، يَصعُبُ معها دعوتهم الى ربط الأحزمة على البطون مرّة أخرى . إنَّ المواجهة القادمة أصعب بكثير لأنّها لن تستنفر مرّة أخرى إحتياطي المشاعر والانتماء الوطني مع حالة الاستنفار الشعبية ضد التفقير ، فالمُهمّة المُلقاة على عاتق اليسار في اليونان تضاعفت عشرات المرّات لأنّهُم الآن مُطالبون بإجراء خيارات إقتصادية ثورية مع عدم التّصادم مع درجة الآمال العالية للشعب اليوناني في الخلاص السّريع ، وهو ما يستوجب من حكومة سيريزا عدم الرُّكون الى نخوة الانتصار ، مع ضرورة إحداث تغييرات جذرية جريئة في السياسة والإقتصاد الخارجي والسعي الى كسب حُلفاء إقتصاديين وماليين من خارج الدّائرة الأوروبية مع الحذر من الغرق في معاملات واسعة مع الرأسمال الأمريكي الذي لن يُفوِّت هذه الفرصة التاريخيّة للانتصاب بِقوّة ومباشراتية في ظهر الاتحاد الأوروبي . مع مراعاة أن يضع كل برنامج إصلاحي في إعتباره تحسين ظروف معيشة الشّرائح المُهمّشة والأشد فقرا بشكل سريع حتى لا تنفلت الأمور وتدور الدّوائر على الحكومة اليساريّة الفتيّة .

#محمد_نجيب_وهيبي (هاشتاغ)       Ouhibi_Med_Najib#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات