عزالدين اللواج
الحوار المتمدن-العدد: 4857 - 2015 / 7 / 5 - 03:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تشظي طبيعي ومتوقع في الموقف من مسودة ليون الأخيرة ،تشظي سلبي لايخلو أيضا من أمل التوظيف الإيجابي لهذه اللحظة السياسية الفارقة ،وذلك في حالة إذا ما توفرت الإرادة البراغماتية لذلك التوظيف ،المعتدلون هنا وهناك برهنوا في موقفهم من الحوار على نضج تفكيرهم السياسي ،وذلك بالرغم من وجود بوادر تشي بأن بعضهم لايزال غير محصن من ضغوطات ومناورات أنصار الحل العسكري وحسابات التدخل الخارجي.
إذا ما تم توظيف أدبيات السوسيولوجيا السياسية الخاصة بظاهرة التمفصل على معطيات الحراك السياسي الليبي الخاصة بالحوار ،فإن التمفصل هنا يشير لإلتقاء مجموعة من الأجندات الفكرية والسياسية المتباينة بشكل مؤقت ،وذلك بهدف تفتيت قوة الخصم الذي يراهن في الحالة الليبية الآنية على الحل العسكري ،وليس من أجل إجماع وطني أو تشكيل كتلة تاريخية ،باعتبار أن التفكير في فرضية الإجماع والتكتل التاريخي في الحالة الليبية لايزال مبكرا من وجهة نظرنا....
عموما يمكننا القول بأن هذه اللحظة هي لحظة إرادة الحراك السياسي المتمفصل التي يفترض أن يلتقي فيها المراهنون على الحل السياسي ،في حراك عملي يكون مبني على مبادرات ناضجة تستثمر المشترك وتستفيد بقدر الإمكان من الأخطاء السابقة التي ارتبطت برهان الرغبة في الهيمنة على مختلف مكونات المجال السياسي العام تحت ذريعة مفردة الشرعية،وهو تمفصل نرى أن حدوثه في مثل هذه اللحظات ،قد ينعكس مستقبلا بالإيجاب على مستوى مسار التطور التاريخي للحياة السياسية في ليبيا.
إن المتتبع لتاريخية الحراك السياسي الليبي يستنبط بكل سهولة ويسر أن ثمة هناك محطات تاريخية حدث فيها نوع من هذا التمفصل المؤقت بين التشكيلات الاجتماعية الليبية المتصارعة والمتباينىة إيديولوجيا ...صحيح أن ذلك الحراك غلبت على نتائجه السمة السلبية ...لكن السلبيات ليست قدرا إلهيا ،والتطور السياسي في ليبيا لن يأتي دفعة واحدة ،وتجاوز تلك السلبيات يتطلب المراهنة باستمرارعلى تكرار تجربة معقول المحاولة السياسية ،ذلك المعقول الذي لن يخلو بكل تأكيد من معوقات لامعقول تفرضه خصوصية النسق الثقافي الليبي و أجندة كل طرف ومستوى خبرته السياسية...نعم "لابد من ليبيا وأن طال النضال" ،وليبيا لن تكون إلا شعبا واحدا ودولة واحدة...
-
#عزالدين_اللواج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟