رسالة الي صديقة عتيقة

رغد علي

الحوار المتمدن-العدد: 1342 - 2005 / 10 / 9 - 09:34
المحور: الادب والفن
    

رسالة الى صديقة عتيقة
الي الصديقة د. منال منصور بوحيمد حيثما تكون
حتى وقت قريب كنت أيتها الصديقة بى تتصلين ..كنت رغم الغياب لا تغيبين,ولا الوصل تقطعين ..رغم الظرف وطول النأى و جفاف السنين..رغم لحن الناى الحزين..رغم الألم والجرح الدفين..كنت على العهد من الباقين,نقاء قلبى تثمنين..ودوما ذكرى مولدى لا تنسين..فما بالك فجأة تختفين؟
مضى عامان لا خط ولا خبر ..لا صدى هاتف يرن بعد طلوع القمر..لأصغى لأحلى نكهة..وأطيب لهجة ..أين أنت أيتها الرفيقة..؟أكل وسائل الاتصال بيننا مقطوعة؟ أم تراك مثلى موجوعة ؟؟
أيتها الطبيبة السمراء العذبة الرقيقة ,جفاك أشعل بى حريقه ,أو نسيت تلك الايام السحيقة؟كم أحتاج الحوار معك ايتها القريبة البعيدة ..لعل الشوق يبل ريقه ..وحدك تعرفين ألوانى ..وجنون أفكارى..وخير الصديقة العتيقه..
كنا كالفراشات نطير بالحديقة ..ننتقل بين الورد والياسمين نشم رحيقه ..نلون الغد كما نهوى بألوان زاهية ..كما نشاء..ونحلم أن نطوف البقاع ..نجرب كل الأشياء ,لم يكن حاجز يمنعنا من الوصول للحقيقة..همومنا كانت صغيرة ..فى جمع الفنون والأمل محصورة ,فى الدمعة البريئة والبسمة الجريئة مرسومة ,فى ايقاع الكلمة ملموسة ..كنا نلتقى نطرح كل الأفكار مهما تكون ,لا نخاف شيئا ولا نهاب ,نضحك ملىء قلوبنا ..نبكى بكل حرقة واحساس ..كنا ..وكنا ..نحيا بكل المعنى والمقياس ..
واليوم يفصلنا حاجز كبير ..أبحث عنك فلا أجد الا آثار صور ورسوم ..فذاك رسمك فى يوم من الأعياد ..وتلك لوحة أرسلتيها الى من بعيد..وضعت ضل يدك فيها وقدمت الى وردة ..وقلت ستجدين دوما من يقدم لك وردة ..فأين صار عطرك أيتها الوردة ..؟؟
أتذكرين أيتها العزيزة كل الخكايا ,طيش و براءة الصبايا ,نزهات التجوال عند البحر فى المغيب ,حيث كنا نفرش الرمل ..نجمع القواقع ..نراقب المد والجزر ..وننتظر ..وننتظر ..لعل مركبا يأتى يحملنا ..وما يوم جاءنا مركب ..لكننا الانتظار يوما ما مللنا ..لنبدأ الحديث الطويل ..ونرسم على السحاب الحلم البعيد ..نقول ونقول ..نحلل الامور ونزيد ..كان كل شىء سهلا ممكنا ..واليوم ياصديقة كل أملى صوت يقطع الأميال ..يأتى الى من أى مكان ,وحتى هذا الصوت توارى صداه بزحمة الضجيج , وبقيت وحدى أفتقد الهلاوات التى كانت على لسانك بكل الأوقات..
وأفتقد الكثير ..فقد ضاع غير قليل ..ولست وحدك بيت القصيد……!

اب 1997

#رغد_علي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات