بسام الرياحي
الحوار المتمدن-العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 08:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تنشط في تونس منذ مدة المسألة الجهوية بشكل حاد ويثير القلق خاصة أمام ما تشهده البلاد من تنامي للتهديدات الإرهابية وتعاظم التحديات الإقتصادية، المسألة مرتبطة بسياق عام تاريخي يندرج ضمن نمط الإقتصاد الإستعماري التفقيري الذي يقوم على الإستغلال الواسع للثروات ونقلها عبر البوابات المائية مما سبب خلل واضح في التوازنات الإقتصادية بعد الإستقلال بين أقاليم مهيئة وأخرى منهارة كليا، زد على ذلك فشل دولة الإستقلال في الإنخراط في مشاريع تهيوية عملاقة تعيد التوازن للمجال.لكن هناك أيضا عامل مهم هو مجمل التغييرات التي شملت المنطقة ونهضت بعدها المناطقية والطائفية والجهوية ... ربما نقول هي تصفية حسابات تاريخية لأقاليم ظلمت تحت راية الدولة الوطنية تحت عنوان بارز هو الحق الإجتماعي.
في تونس تثير الجهوية نبرات مختلفة كاللهجة وكرة القدم والتمثيل الجهوي في مراكز حساسة في الدولة والتي تنعكس على واقع الجهات، وتزيد مشاهد الحرمان من مقومات الحياة والرفاهية التي أصبحت في مجملها مركبات نفسية يروج لها الإقتصاد السلعي المعولم. هو نوع من الإغتراب والجفاف النفسي أولا ثم عدم وجود نظم ثقافية بصفة عامة أو توجه نحو إذابة الفوروقات عبر التدخل لكسر النمطية القاتلة التي تعيشها الجهات المحرومة ثم ثالثا والأهم هو مقياس إمتلاك الثروة التي تعكس درجة الإنخراط في منظومة الإنتاج والإستهلاك. المسألة في تونس رهينة حركة تاريخية هي بالضرورة خطوة للمصالحة مع الجمهور والتدخل العاجل ضمن برنامج تنموي شامل وخاصة مشاريع كبرى تستفيد منها الطبقات الواسعة بالضرورة تغيير النمط الإقتصادي ذو القيمة المضافة المضاربية الدنيا، ثم رؤية ثقافية تشتغل على تنوع العادات والتقاليد وإظهار بعدها الخلاق بدل طابع السخرية الذي تبديه بعض الأطراف الملتسقة بفئات متمعشة من الدولة هذا كله سيخلق واقع نفسي بناء قبل أن ندخل خندقا مظلما تنهض فيه ظاهر أكثر خطورة كالعشائرية والقبلية، ظاهر ميكروفزيائية من شأنها تمزيق جسم الدولة وتهديد الوحدة الوطنية.
#بسام_الرياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟