أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - دولتان ودين واحد - قراءة في تطور الصراع














المزيد.....


دولتان ودين واحد - قراءة في تطور الصراع


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4854 - 2015 / 7 / 2 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعدد الفرق الأسلامية التي اشار اليها حديث النبي ، والبالغة اثنين وسبعين فرقة ، ادى اثر جدل التاريخ والجغرافيا والفكر الديني ، الى تكريس فرقتين اساسيتين متقابلتين ، متمثلتين في طائفتي الشيعة والسنة في تكوينهما الحاليين ، و بدت كل فرقة متفردة بالخطاب وهي تجد ان عقيدتها هي الأولى وان روايتها هي الأصح وانها الأقرب الى حقيقة الفرقة الناجية كما وردت في الأحاديث والروايات ولكن لأهداف سياسية ملغومة .. معاصرة .
وبقيت الخلافات الفقهية بين الطائفتين الأسلاميتين البارزتين تحت الرماد لقرون طويلة بغية الحفاظ على وحدة الدين كما ادعى الكثيرون !! حتى تفجرت تلك الخلافات في صور مختلفة من النزاع الديني وصراع الروايات واختلاف التواريخ بعد ظهور حركات سرية الى العلن ومشاريع ودعاوى دولة الأسلام الذي سيحكم العالم وتركع له الدول ، وظهور الأحزاب والمليشيات والحركات المسلحة التي تمثل اتجاهين متقاتلين بنفس ادوات الدين : القرآن والحديث ولكن بأختلاف التفسير والسرد واللغة والخطاب .
وقد تبلورت دولتان مختلفتان كما نراهما الآن ، دولة داعش في مسمى دولة الخلافة مثلما ظهرت حديثا في شكلها الأرهابي الأخير ، ودولة ولاية الفقية بكل مشاريعها العنيفة المعلنة والباطنية ، وهي الدولة التي شهدت مراحل تكوينها منذ الثورة الأيرانية عام 1979 الى اليوم .
والحق ان هاتين الدولتين تتحققان بدفع فكري لسلفيتين متقابلتين ، السلفية السنية وهي تستقي اسانيدها من روايات الأولين مثل البخاري "وغيره" الى سيرة السلف من الخلفاء والصحابة .
والسلفية الشيعية - وهنا سيختلف معي الكثيرون في المقارنة كنوع اخر من تطرف الخطاب والأنحياز- وهي سلفية تستقي اسانيدها من روايات الأولين مثل الكليني "وغيره" الى اقوال واحاديث وسيرة الأئمة واهل البيت ..
والسلفيتان في مثل هذه المقاربة لايختلفان في اعتمادهما سيرة واقوال السلف من الرواة والرجال والأئمة واضرابهم من الصالحين !! .
الطرفان يتحدثان عن دين الحق والتسامح والسلام ، والطرفان يدعيان ان لكل منهما "حق" ، واحقية مالديه ومايقول به ويعتقد من روايات واحاديث وتأويل وتفسير حتى لو اضطرا لفرضهما بقوة السلاح والعقاب الصارم من تعليق المخالفين في الساحات العامة الى جز الرؤوس .
كما يمثل الطرفان "التسامح" تسامحهما المزعوم في تهميش وازاحة ومحو كل مكون آخر بأقصى درجات العنف والتجييش وافتعال الهجمات والأعتداءات ودعاوى التآمر .
وهما يحشدان "لدين السلام" سلامهما الموعود عنفا واسلحة وذخائر لحروب الغد التي نشهد الآن بداياتها القاسية المتمثلة في الخراب والقتل والتهجير والموت الفاجع لملايين المسلمين.
الأيهام الذي تكتسي به الدعوتان حول الثأر من بعضهما ومستقبل التهديد الذي يمثله كل منهما للآخر ، ينال من عقول العامة والخاصة وتنحنى له جباه المثقفين والكتاب ، وتنشغل به وسائل اعلام ومفكرون من اقصى اليسار الى اقصى اليمين ، وهم يريقون حكمتهم الطائفية بلغة مستعارة .
ويتبنى دعاة و رجال دين معممين الدعوة الى الموت ، و يؤلّبون على القتل والعنف المتبادل ، بينما تتجلى في صفحات الصراع الداخلية تضارب المصالح المادية والستراتيجية الكبرى لهذين القناعين لدولتين يمثلان واجهتين لجحيمين هائلين يختفيان خلف دعاوى الدين وطوائفه وائمته ورجاله .
بينما يدفع ثمن صراع هذين القناعين الدينيين الممثلين لمصالح سياسية متضاربة وطاغية ؛ شعوبٌ و اجيال من البشر ممن يستحقون الحياة الحديثة والحرية والفكر الحر .



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم الأندماج .. ومستقبل حوار الثقافات
- قامشلو ثانية َ
- رؤيا المهاجر
- ترنيمة ليوم الأحد
- نصوص لأسبوع الرماد
- الهجرة .. إعادة انتاج التطرف
- الفن ضوء كاشف لخرافة السياسة .. تداعيات السفر
- الشاعر السويدي برونو .ك. اويير : الشعر يمكن ان يغير العالم
- -الباركود- رمزنا الشريطي ام رمزنا الثقافي
- نصوص لمدن التيه
- من سفر الخروج العراقي
- أفق ٌ ميّت
- رسائل التيه والشتات
- مجرة الحزن والرماد
- الف .. لام الفناء
- بيت من الليغو
- أسم الحصاة
- الخراب
- زهايمر
- وجهان


المزيد.....




- اصطدمتا وسقطتا في نهر شبه متجمد.. تفاصيل ما جرى لطائرة ركاب ...
- أول تعليق من العاهل السعودي وولي العهد على تنصيب أحمد الشرع ...
- بعد تأجيله.. مسؤول مصري يكشف لـCNN موعد الإفراج عن فلسطينيين ...
- السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق ...
- حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا ...
- مستشار ترامب: نرحب بحلول أفضل من مصر والأردن إذا رفضتا استقب ...
- الديوان الأميري القطري يكشف ما دار في لقاء الشيخ تميم بن حمد ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في الضفة الغربية ويق ...
- بعد ساعات من تعيينه رئيسا لسوريا.. أحمد الشرع يستقبل أمير قط ...
- نتانياهو يندد بـ-مشاهد صادمة- خلال إطلاق سراح الرهائن في غزة ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - دولتان ودين واحد - قراءة في تطور الصراع