أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نيسان سمو الهوزي - الاحتقار !!















المزيد.....


الاحتقار !!


نيسان سمو الهوزي

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 28 - 18:02
المحور: كتابات ساخرة
    


الاحتقار !!
من اين ورثنا ثقافة الاحتقار وكيف استمرت في عروقنا وكيف التخلص منها !!
اهلاً بكم في بانوراما الليلة وبرنامجكم ( روافد ) وهذا الموضوع سيكون محور حديثنا مع الضيف الكبير الاستاذ نيسان الذي سيسرد لنا القليل من تلك الآفة !! سيد نيسان تعلم بقواعد اللعبة فلا داع للإطالة او المقدمات .. اوكي ، اوكي ....
في عام 1988 دخلت الخدمة العسكرية الالزامية ( يعني اجبارية ) وقد تم فرزنا الى معسكر الفايدة ( هذا دهوكي مو نيوزيلندي ) وسوف لا ادخل في سرد المآساة التي كنا نعاني منها ليلة الإلتحاق وكراج العلاوي وطريقة حصولنا على مقعد في احدى وسائط النقل وطريقة هجومنا الوحشي من اجل النيل لأحد المقاعد وووو الخ بإختصار كنا كالكلاب السائبة وهي جوعانة وعطشانة ( يعني ضمآنة ) وترغب في ان تصيد ارنب شبعان !! كلما اتذكر تلك الايام اتخيل كلاب الشوارع !!
ندخل الى صلب الموضوع . كنا ثلاثة سرايا في ذلك المركز التدريبي وبعد ان تعرفت على عريف في السرية التي انتسبت اليها ( الاخ مهند نذكره بالخير واتمنى ان يكون قد تجاوز هذا السونامي الذي ضرب القوش ) اصبحت معاملتي حسنة نوعاً ما من قبل الجميع . لقد اتصل طيار الرئيس العراقي ( سابقاً ) العقيد الطيار عبدالكريم بآمر مركز تدريب فايدة العميد ( يمكن اسمه كان سركون او لؤي ) طالباً منه منحي إجازة قصيرة لقضاء بعض الاعمال الضرورية في بغداد وقد سافرت الى بغداد ( عن طريق القطار الاوربي ايرو ستار ) وبعد العودة كانت المؤامرة قد حبكت . سمع رئيس عُرفاء الفصائل (يمكن اسمه جان باسم او سنحاريب ) بالقصة وطريقة معاملتي من قبل عريف الفصيل فأوصل الخبر الى آمر السرايا النقيب ( يمكن اسمه جان زهير او مرقس ) والذي كان رأسه وخشمه اكبر من منخاير وزير الدفاع نفسه فأوصى هو بنفسه لآمر سريتنا الملازم الثاني ( مراهق من الجنوب ويمكن اسمه كان جان ) للقيام باللآزم !!!!!!
في شهر ديسمبر ونحن في عز الثلج والبرد وبعد إنتهاء الفترة التدريبية المسائية الإضافية ( احنا جْنا ناقصين حتى نأخذ حُصص إضافية ) ونحن في طريق العودة الى مراكزنا ( جَمَلونات سويسرية ) قاطع طريقي ونادى بالتوقف . لقد توقفت واديت التحية بشكل مضبوط وانا ارتعب ( مو من الخوف او البرد لا سامح الله بل من شدة الوقار ) . لقد طلب مني ان امد ذراعي وبشكل مقلوب للأمام . فعلت ما طلب مني وطبعاً بعد ان ناقشته وناقشني وتجادلنا عن الموضوع وتبادلنا الأحاديث الودية وتعريب شعار ( نفّذ ومن ثم ناقش وووالخ ) فسحب عصاه الخيزرانية من تحت ابطه ( لا اعلم لماذا يحمل كل آمر حتى لو كان زعطوط لعصا خيزرانية ) وقام بتصفيط وترميم منظر اصابع كفي وهي مقلوبة ( هسة لو جانت عدل يمكن اللحم كان امتص بعض الهزات الارتجاجية ) فتوقفت نبضات قلبي دون ان ابد بكلمة ( مو من الخوف او الاحتقار لاسامح الله بل من شدة العلاقة الربانية بين الكلب ( يعني جندي ) والضابط العراقي ) فطلب مني تكرار العملية الإستشهادية مرة اخرى ، عدتُ قليلاً للخلف حتى لا يتطاير او تتطاير حبات الثلج والمياه الى بدلته النظيفة وقمتُ بإداء التحية بعد ان اوصلتُ قدمي وهي مكسورة الى وسط عصعوصي ومشطّتُ الأرض من شدة الضربة واثلجتُ ذراعي لِكي لا يتحرك فطلب مني مرة اخرى بمد الذراع ( طبعاً لازم مقلوبة ) فطاوعته وكرر وسحب الخنجر ) اقصد الخيزرانة ) وصفعني على اطراف اصابعي اليابسة ولكن بشكل اعنف من المرة الأولى . بدأ الدم الاسود يقترب من سطح الفوهة البركانية وانا في حيرة لا يدركها حتى الذي خلقني ( يوم اسود جان ) فعاود وطلب مني وقال : خُذ التحية بشكل عدل يا ابن الكلب ( في وقتها كانت عبارة ابن الكلب للجندي كلمة مرموقة و حنونة ) . كررت المحاولة وانا اتذكر كل كلمة قالها لنا عريف السرية لِكي لا اترك له حُجة يتجج بها مرة اخرى ولكن طلب مني مرة ثالثة ان ابسط ذراعي للريح وهي مقلوبة ( لعد شلون يسير الجندي رجال وبعدين ينتقل للهومو ) وكرر بسحب الخيزرانة النحيفة ولكن التصق الدم الاسود بها هذه المرة .بدأت الدموع تهطل من عروقي وعيوني تعزفُ عرقاً وألماً ( مو من البرد او الالم لاسامح الله بل من شدة اعجابي بالشعر التنفيذي قبل النقاشي ) . لم اتمالك ولم يبقى لي غير ان اتوقف وأسأله لماذا يا سيدي ماذا وجدتّ خطأً في تحيتي فقال : السيد الرئيس يفتح ويبسط كفه للأمام عندما يأخذ التحية والتي تقوم بها تشبه التحية الهتلرية ( اي مو عالأساس جنا نأخذ محاضرات إضافية عن التحية الألمانية ) !!
لم يكن لا للتحية التشيكوسلوفاكية علاقة بالموضوع ولا فتح صنبور الكف بل الموضوع برمته وعن بكرة ابيه كان عباره عن اوامر من آمر السرايا النقيب لويس لأحتقاري واهانتي لأنني حصلتُ على إجازة إضافية وبعض الرعاية العادية من عريف السرية .
لقد كرهتُ وبغضتُ الجيش العراقي وضباطه ومراتبه وكل مسؤوليهِ من تلك اللحظة ولو كان هناك مواجهة حقيقة مع العدو وطلب مني الاختيار في قتل انسان من الطرف الآخر او قتل النقيب سامي او الملازم الثاني مايكل كنتُ سأوجه خيزرانتي للصدر العراقي وليس العدو .
هذه ليست قاعدة شاذة او استثناء قد يذهب اليها البعض ولكن هذا هو الواقع والشاذ والمستثنى هو البعض القليل من المسؤولين والضباط الذين يحترمون الانسان الاصغر .
لقد تذكرتُ هذه الحادثة البسيطة وانا اتابع وضع الجيش العراقي وطريقة محاربته الارهاب وكيف يترك الساحة بسلاحه ومعداته وكيف وصلت الامور الى ان اصبح الحشد الشعبي الطائفي هو البديل عن كل تاريخ ذلك الجيش . ولكن كيف للجندي ان يحارب وهو مُحتقر ! كيف للعسكري ان يحارب وهو مُهان ورذيل ! كيف للإنسان ان يدافع عن تراب ارضه وبلده وهو حشرة يدوسها كل مًن هو اعلى منه مرتبة واحدة !
هذا هو التراث الذي وصل الينا وهذا هو حال الشعوب العربية برمتها ان لم نستثني بعض البؤر هنا او هناك ! صفة احتقار الآخر هي تربيتنا ومدرستنا في كل شيء ! احتقار مًن يختلف عنك في المذهب ، في الفكر ، في العقيدة ، في المرتبة ، في الظروف الاجتماعية ، في الملبس ، في الشرب وحتى في طريقة المشي . نحن امة نحتقر للإحتقار لأنه مدرستنا وموروثنا وثقافتنا التي تعلمناه من مدارسنا الحقيرة لا لشيء بل لأن التحقير يجري في عروقنا . إلا إذا اعتبر احدكم طريقة التفنن في قتل الآخرين ليست وراثة واحتقار للكل ! كان بودي ان اعطي بعض الامثلة ولكن وقت البرنامج قد انتهى ..شكراً لكم ..
لقد ذهب ضيفي دون ترك بعض الامثلة بالرغم من انني اشك في مقدرته على اعطاء اي مثال حي على ماذكره ( شنو الشغلة تجني وبس ) !!.
انظروا الى مرأة الوضع الحقير الذي نحن فيه .. انظروا الى وجوهنا في المعاكسة وسنرى فيها اي قبح نحن به . تأملوا المشهد السوري والعراقي واليمني والليبي والمصري والتونسي والفرنسي والكويتي وووووووووووووووووو وسترون في اي حقارة نحن ! السؤال هو لماذا !!
نيسان سمو الهوزي 28/06/2015



#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن المسؤول عن تدمير العرب والمسلمون وحتى المسيحيين !!
- قصة طريفة او ظريفة او جميلة !!!
- ألا نخجل قليلاً من انفسنا !!!
- لماذا لا يتحد الدْينيَن المسيحي والاسلامي !!!
- القتل من اجل استنهاض روح الميّت !!!
- هل تَعَلّمَ الالمان الانتحار ايضاً !!!
- المؤامرة اكبر من كل الكُتاب والقُراء ومنا جميعاً !!
- ولما يجي وقت الصلاة ماكو اشطر منا !!
- هل سيكون الطفل الوالد من ثلاثة آباء ملوّن !!
- كيم كارداشيان ستزور السعودية !!
- لماذا خسرنا مع اصحاب العيون الصغيرة !!
- الخْزي والعار لنا بعد فوزنا على إيران !!
- ألم اقل الشغلة صارت مزعطة !!
- العلم الآشوري يرفرف فوق سطح المريخ !!
- قصة الزَوج الحمار !!
- لو لم يقتل الشرطي الواقع على الارض لكانت 100%
- وماذا بعد جولة الداعش يا ايها الغرب !!
- افضل هدية لعام 2015 !!!!
- الحشيش الغربي أم البسكويت الشرقي ! لقاء مع سيف بن ذي يزن .. ...
- الحشيش الغربي أم البسكويت الشرقي ! لقاء مع سيف بن ذي يزن ..


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نيسان سمو الهوزي - الاحتقار !!