أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شمخي جبر - الشاعر الخباز الذي رتل














المزيد.....

الشاعر الخباز الذي رتل


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1341 - 2005 / 10 / 8 - 11:54
المحور: الادب والفن
    



كثرت الجثث ولابد من قيامة


- هل تذكرت الآن عقيل علي لترثيه او تؤبنه (سألني احدهم )
- هل نسيته حتى أتذكره (قلت له )
- هل هذا تأبين متأخر (تساءلت مع نفسي )
- كل الأوقات تصلح للتأبين ما دمنا نتذكر ( أجبت )
مع كل اللقاءات الحميمة والغير حميمة التي جمعتني بعقيل علي ، لم أحاول أن أدس انفي في خصوصياته او الطواف في متحف ذاكرته . لم اجلس معه الا متعلما ، كنت اعرف ماذا أتعلم من عقيل علي وان لم أتعلم منه غير الحب لكفاني تلميذا وكفاه أستاذا .
- هل أنا حزين على فقدانه ؟
- متى بدء حزني ؟
بدء حزني منذ عرفته
حين سئل احد المفجوعين عن مدى حزنه لفقدان احد أعمدة القلب قال : يبدأ حزني حين ينتهي حزن الآخرين
كان يعرف ان لابد ان تمسح هبة النسيان التي منحنا الله إياه أقسى الذكريات الحزينة ف هل استطاعت فرشاة النسيان هذه ان تمسح ذكرى رحيل عقيل علي ؟ سؤال يلح عليّ ضاجا بالحزن والحسرة المرة هل لعقيل علي أصدقاء ؟
ربما يبدو هذا التساؤل غير مشروع إلا انه يكتسب شرعيته من هذا الكم الهائل من الحاسدين والناهشين لحمه حيا وميتا الشاربين (الدم النيئ ) ..نهشوه قبل ان يوارى التراب يا لشجاعتهم نباشي قبور الأحياء والأموات هؤلاء كان يؤشر كل خطاياهم وسيئاتهم عاش بينهم منبوذا لم يرى الا تكشيرة انيابهم لقد غادر قطار حياتهم قبل ان يصل المحطة الأخيرة حين لم يجد جدوى من الاستمرار على ظهر هذا القطار الصاعد نحو الكراهية والمعبأ بالموت .. حين قال احدهم ( لا يربطني بهذا العالم سوى حذائي ) كان عقيل علي يقول لا يربطني بدنياكم سوى الشعر والحب فكان عزاءه الاخير ولذته الكبرى وفوزه العظيم كان مسمرا أمام تنانيرهم قضى العمر ملتصقا بها أطعمهم الخبز فأطعموه كراهية وحقدا بل أطعموه من دماء جبهته وانفه (دما نيئا) حتى ساقيه التي كانت تحمله واقفا حول تنانيرهم كسروها له .. كان يعطيهم الحب فلم يعطوه ما يسكن لواعجه ويزيل اغترابه وغربته بينهم لم يعطوه إلا الازدراء والصدود والإهمال رحل عقيل علي حين فرشتم شوارعكم بالموت والحقد والكراهية وملئتم أنديتكم ومقاهيكم وتجمعاتكم بالأفاقين الشاحبة أرواحهم وقلوبهم التي غادرها الحب الى غير رجعة غادر كم حين وجد ان حياتكم بدأت تذوي وشوارعكم تذبل وتنكمش كان يرى التغضنات التي ملئت وجه الشعر والشيب الذي غزا مفرق القصيدة وشيخوخة الإبداع هذا السومري الجنوبي القادم من ارض تصرخ بالإبداع (وجعلنا من الماء كل شيء حي ) فكان القصب والبردي والشعر والغناء والزقورات والإبداع في كل شيء .
القادم من بلد سومر ،و كلكامش ماذا وجد حين فارق زقوراته وأعطى ظهره للحبوبي هل وجد ضالته لم يجد إلا تنانيركم في استقباله الى أين ساقته قدماه كان يبحث بين الوجوه عن رفيق دربه انكيدو كل الذين توهمهم لم يكونوا كذلك لطيبته خدعتموه كثيرا .
ماذا كنا نريد من عقيل علي ؟ في عالمنا الخراب ماذا عليه ان يفعل ؟ لا يجيد غير صناعة الشعر والخبز صحيح ان (ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان ) لكن عقيل علي جمع معه الشعر فاشبع الروح والجسد لكن لاشيء يجدي في الأرض اليباب .
من كان يريد من عقيل علي غير الشعر والخبر فهو موهوم لأنه لا يملك في هذه الدنيا غيرهما فاعطانا من الشعر أجمله بل أوصل البعض الى حد الفزع والارتباك حين قرأ لعقيل علي .
هل كانوا يريدون التنظير وهو ما درج عليه الكثير من مدعي الإبداع ؛ والمداحون يقول احدهم ان عقيل علي لا يملك (حدوسات ) ولا ادري ماذا يعني بها هل هي جمع حدس مثلا؛ آخر يقول ( كان خاليا من ايما طروحات لغوية او خامات شعرية ) واحدهم سماه (ملهاة شعبية ) واخر يقول (كان بعيدا عن الأضواء والنجومية ) ولا يدرون ان أضوائهم عمياء ونجوميتهم ميتة في سماءهم السوداء فعقيل علي شاعر كبير لا يطاوله الأقزام .
الكثيرون يجيدون التنظير ولكن ما اقل المبدعين ، لم يكن يجد غير الشعر فحسب منقصة فيه ، استكثروا على هذا الخباز السومري ان يغترف الشعر من ذلك التنور الطيني ، ولكن كيف يكون الخباز شاعرنا ؟
مات عقيل علي وبقى القتلة والمحرضون على القتل ؛الا ان هناك سيارة مفخخة كانت تبحث عنه لان سائقها لا يجيد القراءة فلم يعلم بموت عقيل علي .
نقول لعقيل علي ( نحن معك نمسك أرغفة الخبز وأطالس القرية الفينيقية ) ؛ كيف عبرت مفاوز الشعر الزيتوني بكل هذا الدمل ، وتعاليت بكل جلالك النبوي وتأرجحت في ذكراتي الذابلة ، جعلتني أشم صدى صوتك السومري يمتد قنطرة مراثي من (بستان زامل ) حتى (دويرة الحبوبي ) حذرني منك الشعراء ذوي المسدسات (االستيل) قالوا (انه يستنجي بصورة الخرتيت ) وهو (جامع حليب الالهة )
متامرة وصلعاء ايتها الغيمة ان لم تبلي كتفيه المعشوشبين ( بالنفل والحندقوق ).



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقفو القبائل والطوائف ومسؤلية المثقف العراقي
- دولة القانون .............دولة المليشيات
- الجندر : علم النوع الاجتماعي؛ هل نحتاج هذا العلم؟ ، وماذا يت ...
- المعوقات التي تواجه الكتاب العراقي ؛ البحث عن حل
- التحديات أمام الهوية العراقية ؛تذويت ألهويات الفرعية
- استشهاد عثمان علي درس في الإخاء والتضامن وصفعة للطائفيين
- ثقافة الاستبداد وصناعة الرمز
- عثرات الحكومة من يقيلها ؟
- واقعة جسر الأئمة
- المواطنة وتجاذبات المكونات الفئوية و تأثيرها على كتابة الدست ...
- من ينام على سرير بروكست (قراءة في مرجعية العنف في العراق
- الحراك السياسي في العراق حضور القبيلة والطائفة _غياب المواطن ...
- أزمة المواطنة والهويات الفرعية
- الميت يمسك بتلابيب الحي ثنائيات الفكرالواقع؛الماضي الحاضر
- في ظل سيطرت القبلية والطائفية؛ ومواطنة ومجتمع مدني مغيبين من ...


المزيد.....




- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- - كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي ...
- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي
- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شمخي جبر - الشاعر الخباز الذي رتل