عادل صالح الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4849 - 2015 / 6 / 26 - 04:47
المحور:
الادب والفن
ترجمة: عادل صالح الزبيدي
شاعرة وكاتبة عربية اميركية من مواليد دمشق لعام 1967 انتقلت مع اسرتها الى الولايات المتحدة في العام 1971 واكملت دراستها لتنال شهادة الدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة روتغرز وتعمل حاليا أستاذة للأدب المقارن في جامعة آركنسو. صدرت لها اول مجموعة شعرية بعنوان ((رسائل الكترونية من شهرزاد)) عام 2003 وصدرت لها رواية بعنوان ((الفتاة ذات الوشاح البرتقالي)).
حمل فاطمة في الضوء
ساقاها ممتلئتان ببنطال ضيق تحت تنورة انيقة
--الفتيات الصغيرات متعة للأمهات حين يلبسنهن ملابسهن—
تضطجع ممدة على الأرضية
كتلة من اللحم الأحمر تندلق من رقبتها الأعصاب.
اربعة اطفال موتى واثنان بالغان يحتشد بهم شريط فيديو
عن منزل استحال حطاما من قصف نظام مصمم
على اجتثاث الانتفاضة.
انا. لا. انظر. الى الصورة الفوتوغرافية للفتاة الصغيرة المقطوعة الرأس،
لكنها موجودة حين اغمض عينيّ.
اتوسل ان يكون الأمر كذبة. صنعها بالفوتوشوب كذاب
يعتقد ان الكذب يقدم عونا للانتفاضة.
ثم يخبرونني في قرية كفر عويد أنه في هذه الليلة
يثير أب ضجة ذاهبا في شارع وعائدا من شارع
صارخا: "هل رأى احد رأس ابنتي؟
هل رأيتم رأسها؟ رأس ابنتي الصغيرة، ان رآه
احد، ان وجدتموه، ارجوكم اعيدوا رأسها الىّ."
انه عرفٌ في القرى السورية، الصياح
في الأماكن العامة بحثا عن الأطفال المفقودين، احدى آخر
حريات الكلام المدنية التي لم تُمح خلال التسع وأربعين عاما
من الحكم المطلق. لم تستخدم قط من قبل
للعثور على اشلاء مفقودة لأطفال موتى.
ان علينا العيش كي نسمع جملا كهذه.
ان علينا ان نعيش—
في ارجاء الأرض يتكلم الناس عن الجيوبوليتيك.
ثمة الكثير من الرؤوس المتكلمة،
ولكن ليس بينها الرأس الذي نريده،
الرأس الذي تفوق اهميته
نهاية كل لعبة. اريد
ان اعيش في ذلك العالم الذي يكون فيه رأس الفتاة الصغيرة مهما،
تفوق اهميته الأفلام السينمائية، والسياسة،
والدين، وكل شيء،
يكون المفقود فيه من فوق تلك الكتلة المتشابكة من الأعصاب المضرجة
الفجوة التي توقف كل جملة، كل طلق ناري، امرا لا يمكن تصوره.
هل عثرت على رأس الفتاة الصغيرة، هل اغلقت
فمك وأوقفت خطوك كي تقدم العون،
كي تبارك، كي تحتضن بقلبك في الأقل فكرة واحدة من اجل العثور عليه.
هل فعلت. هل فعلت. هل فعلت. هل فعلت—
#عادل_صالح_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟