أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الدكتور كمال اللبواني قصد حضارة النحر الجارية في كوباني والحسكة الأن















المزيد.....

الدكتور كمال اللبواني قصد حضارة النحر الجارية في كوباني والحسكة الأن


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4849 - 2015 / 6 / 26 - 02:28
المحور: القضية الكردية
    


لم يكن تهديد السيد كمال اللبواني السابق وبالكلمات التالية التي وردت في سياق مقالته (... وعلى دول المنطقة أن تتعظ مما يجري، وعلى شعوبها أن تحمل السلاح وتقاتل من أجل الحضارة التي أصبحت في مكان لا تستطيع القضية الكردية أن تدخله …) رؤية استباقية، بل معرفة ما بالمخطط والمؤامرة التي تشترك فيها القوى المعادية للشعب الكردي، بينهم المعارضة البعثية والتكفيريين، وتنفذها داعش، بدعم من سلطة بشار الأسد، ورغبة تركية. ولنترك أبعاد المؤامرة لبحث منفصل، وسنبحث هنا عن الحضارة التي يتحدث عنها الدكتور.
لا يعقل أن تقوم قائمة لحضارة في شرقنا، وعلى مدى قرون قادمة، حيث البنية الثقافية والاجتماعية النابذة لها، لكننا، تجاوزاً سنذكر بأنه في الشرق يبنى كيان يلفظ الكرد، أو مجتمع بشري لا يتمكن الكرد من ولوجه( لعلم البعض، أن الحضارة السائدة حاليا على الأرض أبوابها مشرعة لكل الشعوب) وهي معالم في كل أبعادها نقيض الحضارة، تسود أو ستسود المنطقة، تبنى على الجريمة والسبي، وإلغاء الأخر، ونشر الثقافة الموبوءة، وخلق النعرات الطائفية والقومية، يمكن وصفها ب (حضارة النحر)، ولربما هذه هي التي عرضها البعض من المعارضة السورية، في حلقات دفاعهم عن النسيج العربي المهاجر عن المنطقة تحت ظروف الحرب، أو عن المجموعات الحاضنة لداعش أو التي ساندتها عند تدميرها لكوباني، والهاربة حاضراً مع جحافلهم إلى عاصمة الخلافة. وما يجري من الاتهامات وإطلاق الكلمات السوقية بحق الشعب الكردي وبعمومياته، ليست سوى خطط استباقية لتمرير أجندات القوى الإقليمية ومساندة داعش، تحت سقف محاربة سلطة بشار الأسد، ملمحين ضمن السياق العدائي، إلى أعمال بعض القوى السياسية، المحسوبة على الكرد، والمتبنية النهج الأممي المطبق على أرض الواقع، بقيامهم بعمليات التهجير والتطهير العرقي بحق العشائر العربية (وإن حدثت فهي مرفوضة من الشعب الكردي) مع التناسي والتغاضي، والصمت بخبث، عن الهجرة الكردية الواسعة والنزوح الهائل من المنطقة خلال سنوات الثورة السورية هذه، والمتجاوزة نصف الشعب الكردي، والتي تقف وراءها سلطة بشار الأسد وأدواته، وعلى خلفية صراعاتهم الوهمية مع جحافل داعش المدعومة من بعض أطراف المعارضة السورية السياسية والمسلحة.
ونحن اليوم في ذكرى عمليات التعريب والاستيطان العنصري العروبي الذي تم في 24 حزيران عام 1974 م دون ظهور بيان تنديد أو شجب لماض الأسدين والبعث في هذه القضية، التي أدت إلى تهجير ونزوح مئات الألاف من الكرد من غربي كردستان جراء القهر والتجويع والمعاناة المخطط. فالهجمات الإعلامية المبنية على هذا البعد، تندرج ضمن جدال ضحل الغاية، يراد منه خلق الصراعات العنصرية بين الكرد والعرب، وتدمير الروح الوطنية، والنيل من الكرد كشعب مطالب بحقه ضمن سوريا القادمة، وبتكتيك سياسي معروض تحت ضغوط قوى إقليمية، ولأجندات ذاتية، غايتها تهميش قضيتهم المتصاعدة إقليميا ودولياً، والذي لا يطيب للبعض هذا الظهور، وعليه يكثفون جهودهم لتشويه تاريخ الكرد والتلاعب بديمغرافيتهم في غرب كردستان، ونعتهم بما يسمح لهم ضميرهم.
لا شك، وضمن هذا السياق، تصبح مهاجمة السيد كمال اللبواني، للكرد كشعب، وللمعارضة السورية كشريحة، ومعاتبة داعش كتلميح، ومناصرة حاضني داعش والبعثيين القدامى، تحت حجة مناصرة العشائر العربية، واعتراضه على التعامل مع الحركة الكردية، واضحة أبعادها، وتعكس ما يجول في اللاشعور، حيث التعصب القومي، والحقد تجاه الأخرين، والمتكونة على خلفية ماضية لا يستطيع التحرر منها.
حقيقة واضحة للدكتور أكثر من غيره، أن الكرد كشعب، براء من التهمة، كتبرؤهم من الحضارة المقصودة، المبنية على النحر والسبي، ولهم الفخر بأنهم لن ينتموا إليها، وسينبذونها قدر المستطاع، فهم يرفضون الثقافة الملوثة التي شاعتها السلطات العروبية الشمولية بين شعوب الشرق على مدى قرون متتالية، وتحت حجج ومفاهيم متنوعة، ويعتزون بأنهم لم يكونوا دعاة حرب يوما ما، رغم كل المآسي التاريخية، ولم يجتاحوا أراضي الغير، وشاركوا في بناء معظم الحضارات، وكان لهم الفضل في بقاء البعض بأسمائهم العربية والإسلامية. وكل ما فعلوه، على مر التاريخ، أنهم حموا قدر المستطاع شعوب المنطقة وذاتهم من جحافل الإرهاب، واليوم يجاهدون لإفشال المخططات الجارية لإخراجهم من جغرافيتهم وطمس تاريخهم. ولم يتخلى الكرد طوال التاريخ عن التعامل الإنساني ومحاولات فتح أبواب الإخوة بينهم وبين الشعوب المجاورة بعيدا عن حضارة النحر، وسنكون أول من سيتحاور معكم ومع المعارضة العروبية إذا تنحيتم عن أبعادكم العنصرية وتبنيتم البعد الوطني حيث سوريا لا مركزية فيدرالية حاضنة للكل. وما نذكره ليس وصف أدبي، بل انعكاس لرؤية صفحات التاريخ الذي يستطيع كل قارئ تتبعه، والتنقيب فيه، ولا أخالكم أن الدكتور أعلم من الكثيرين بهذه الحقائق.
تحدث السيد اللبواني كأحد شخصيات المعارضة السورية المعروفة، عن الانتماء الحضاري، بدون تحديد مقومات الانتماء إليها، ويعرض جدلية تخلف الكرد عنها، ونبذها لهم كشعب. متناسياً أن الحضارات لا تميز بين الشعوب، ولا تظهر في بيئة تسود فيها الظلاميون، والتكفيريون ومن والاهم، وهؤلاء يدركون تماما، أن أول من سيلفظهم التاريخ والحضارة، هم الشريحة التي سادت بظلامية وعلى مدى قرون من الزمن، ومعهم الشريحة المتبعة والمتقمصة جلباب رواد المعارضة السورية حاضراً.
ولا شك، يدرك الدكتور والأخرين من المعارضة العروبية، أن الحضارة انعدمت في الشرق منذ أكثر من 14 قرنا، وأنقطع الأمل بظهورها بعد طغيان الثقافات الشمولية، ونشر المفاهيم السادية، وكانت نهاية كل شيء اسمها حضارة، عندما قضيت على العلاقات الإنسانية، وطغى التعامل بين الشعوب على مبادئ النحر. أنعدم الأمل عندما نشرت وفرضت على الإنسان في الشرق المطلق الإلهي بسيادة المطلق البشري، وبها قضي على كل مرتكزات الحضارة، وهدمت كل أمل بإعادة بناء حضاري. وسوف لن تقم لها قائمة في المنطقة مادام هناك طغيان للفكر العروبي، واستمرت السيادة للعروبيون، وساد الفكر الإسلامي الجهادي العنفي.
وهؤلاء الإخوة الذين كانوا من قادة المعارضة الوطنية السورية، كثيرا ما يبرزون على الساحة الإعلامية، بهذه الذات المتناقضة والمهشمة فكريا، يحاولون في لا شعورهم بناء سوريا، لكنهم في الواقع العملي يدمرون البعد الوطني لسوريا، ويمزقون نسيجه المشتت أصلا من قبل الأسدين. وكلما تزايد هجومهم، في الإعلام العربي، أو على المواقع، أو في مواقع التواصل الاجتماعي، على الكرد، ستتوسع هوة الخلافات بين أطراف المجتمع السوري، وستدفع بسوريا إلى واقع الانقسام والتمزق، والتخلف الفكري، وهم أولا وأخيراً مع سلطة بشار الأسد سيحملون وزرها، وسيحاسبون عليها مستقبلاً.
أثبتت الشريحة المعادية للشعب الكردي من المعارضة العروبية السورية، وعلى مدى سنوات الثورة، وفي المؤتمرات العديدة، من خلال بياناتهم وتصريحاتهم، عدم إيمانهم بدولة المواطنة، ورفضهم الشراكة مع الشعب الكردي، وإقامة سوريا لا مركزية، بنظام فيدرالي. وتوضحت بأنهم ضد منطق المساواة، في الوطن، وفي الدستور، والشراكة في كتابة بنوده. ومن المؤسف، أن عيش الكردي مع العربي المقاد بهذه المفاهيم، لن تكون مسيرة أمان. ومع استمرار منطق الأغلبية والأقلية، والسيادة في الرأي والقيادة، سيضطر الكردي النزوع إلى حماية الذات ضمن سوريا لا مركزية، وهو حق لا يتعارض والقوانين الإلهية، من بعده المطلق، ولا البشرية في مجالاته النسبية، ويحق للعروبي ولهذه الشخصيات المعارضة السورية، اتباع مبدأ السلطات الشمولية السابقة، باتباع الخطط والتكتيكات لإعاقة المخطط الكردي، واتهامه بكل الموبقات، ومن السذاجة للكردي مطالبة هؤلاء بتحقيق العدالة، حيث منطق الضعيف، قبل أن تكون دعوة حقوقية أو عدالة بشرية-إلهية، ولا نستبعد أن هؤلاء الذين يثيرون الصراع بين الكرد والعرب، وفي مقدمتهم الذين كشفوا عن ذاتهم سابقا، والأن الدكتور كمال اللبواني وبسام جعارة وآخرين سبقوهما، لا يختلفون عن سلطة بشار الأسد في كثيره بالتحريض بين الشعبين الكردي والعربي، وسوف يحاكمون أمام محاكم الشعب السوري، وسيكون الكردي أول من سيطالب بمقاضاتهم، لمهاجمتهم الشعب الكردية بكليته، وخلقهم الصراع العنصري بينهم وبين العرب، ومساندتهم للمنظمات التكفيرية التي ساعدت السلطة على تحريف الثورة السورية، وألصقوا بالشعب الكردي التهم العنصرية من خلال استراتيجية حزب أممي يدعي تمثيل النسيج السوري قبل أن يمثل القومية الكردية.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور كمال اللبواني سيحاسبك الشعب السوري
- صعود أردوغان وهبوطه
- مبايعة أردوغان للبغدادي
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه-الجزء الأخير
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه - الجزء الثالث
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء الثالث عشر
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه - الجزء الثاني
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه - الجزء الأول
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الأخير
- أمريكا قتلت
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الرابع
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الثالث
- السيد مسعود برزاني في واشنطن
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار - الجزء الثاني
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الأول
- ماذا فعل المربع الأمني بالعامل والمستثمر الكردي-الجزء الثالث
- ماذا فعل المربع الأمني بالعامل والمستثمر الكردي- الجزء الثان ...
- ماذا فعل المربع الأمني بالعامل والمستثمر الكردي- الجزء الأخي ...
- هل ستتحرر إيران؟ ما بين لوزان وحرب اليمن -الجزء الثاني
- هل ستتحرر إيران؟ ما بين معاهدة لوزان وحرب اليمن- الجزء الأول


المزيد.....




- برنامج الأغذية العالمي يحذر من تداعيات أزمة السودان على دول ...
- هل -فشلت- ميتا في حماية الأطفال على منصاتها؟
- الأونروا: المجاعة تنتقل من شمال إلى جنوب غزة.. والكوليرا على ...
- مصدران: اعتقال عارضة أزياء يمنية وزوجها بعد ظهورها في صور بد ...
- مظاهرات حاشدة في إسرائيل تطالب بـ -خلاص الأسرى- وانتخابات مب ...
- نائب أمين عام الأمم المتحدة سابقا يوضح لـ RT أسباب فشل واشنط ...
- الدفاع المدني في غزة: تعاملنا منذ الصباح مع عدة استهدافات لب ...
- السعودية.. وزارة الداخلية تعلن إعدام الذبياني قصاصا وتكشف عن ...
- فيديو: مقتل 25 فلسطينيًا وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي لخيا ...
- 15 شهيدا خلال 9 أيام بالضفة الغربية وعدد المعتقلين يرتفع


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الدكتور كمال اللبواني قصد حضارة النحر الجارية في كوباني والحسكة الأن