جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4848 - 2015 / 6 / 25 - 13:18
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
القرآن: نظام ام خربطة؟
لو قامت الشعوب الشرقية بتحليل لنقاط قوتها و ضعفها او ما تسميه الانجليزية بـ SWOT Analysis فانها لن تجد النظام و التنظيم جزء من ميزاتها الايجابية لانها لم تكن منظمة في تأريخها الا باسماء مثل نظام الدين و انظمتها الرجعية و الدكتاتورية و القمعية التي تستند على التخويف.
https://www.google.de/search?q=swot&biw=1273&bih=810&tbm=isch&tbo=u&source=univ&sa=X&ei=6LaLVe5O5_jJA-emregO&ved=0CFIQsAQ&dpr=1
لقد تطرقنا في المقال السابق الى خربطة نصوص القرآن و لكن الاستاذ الفرنسي Jacques Berque ينتقد هذا الانتقاد و يعتبره سطحيا:
https://en.wikipedia.org/wiki/Jacques_Berque
يسمي الاستاذ المذكور بان قفز القرآن من موضوع الى موضوع دون تكملة موضوع او ربط بـ (مجسم) اي (كثير السطوح) اي يقودنا هذا القفز و التنوع القرآني الى وحدانية الهية او دعني اسميه شخصيا بانه يعتقد بان جمع القرآن يصب في المفرد.
هذا يعني انه لا يهم اذا شوشنا القرآن بخربطة مواضيعه لانه في النهاية يصبنا في بحر الله (الواحد القهار) في وحدة نهائية اذا تعمقنا فيه. يعتبر عدد من المستشرقين بان سورة الاخلاص هي اجمل سورة في القرآن و تلخص كلمة واحدة فيها (احد) القرآن كله (6200 آية) و البقية ليست الا روافد لنهر واحد رغم ان (احد) يعتبر غلطة قرآنية تخالف قواعد اللغة العربية و تعتبركلمة (صمد) لغويا غامضة المعنى في المحيط الصحراوي الرملي:
قل هو الله احد – الله الصمد ـ لم يلد و لم يولد - و لم يكن له كفوا احد
يضيف الاستاذ الفرنسي بانه رغم هذه الخربطة فان المسلم الذي يقرأ القرآن يستطيع ان يحدد مكان كل كلمة قرآنية يسمعها بسرعة و هذا يدل على النظام في الخربطة و اخيرا يكتشف المتعمق في القرآن بان الخربطة التي اعتقدها هي في الحقيقة مواضيع ترتبط بعضها ببعض اي ان صراخ هذه الكلمات و الصور القرآنية تتحرك على خطوط كثيرة متنوعة تتوحد في النهاية. الوحدة في التنوع او الجمع في المفرد و يتساءل: هل اتى هذا التناظر و التناسق بالصدفة؟ و يجيب: تقودنا هذه الصدفات جميعها الى قطب مركزي واحد و هذا يدل على النظام.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟