أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - بشير الوندي - حين يكون النظام فوضى














المزيد.....

حين يكون النظام فوضى


بشير الوندي

الحوار المتمدن-العدد: 4848 - 2015 / 6 / 25 - 09:08
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


حين يكون النظام فوضى

بشير الوندي. ==============
مدخل ==============
مثلما يكون اتجاه الامن الاجتماعي حماية المجتمع بكل الوانه , ومثلما هي مهمة الامن الثقافي الحفاظ على الهوية الثقافية العراقية , فان الامن السياسي مهمته حفظ السلطة من اي تهديد , وحفظ المواطنين من تهديد السلطة ,ولانعني هنا باصطلاح الامن السياسي , دوائر الامن التي تلاحق التواقين الى الحرية في الدول البوليسية .
=================
مستويات ترسخ السلطة ==============
ان اية سلطة تتوق للنجاح , فلابد من ان تحظى بثلاثة مستويات هي المشروعية والمقبولية والاجماع , وقد تحظى سلطة ما على مستوى او مستويين من الثلاثة , فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم , كان يحظى بالمقبولية منذ شبابه(الصادق الامين), ثم تنازعت القبائل حول الحجر اﻻ-;-سود واحتكمت الى دعوته ليحظى على الاجماع , الا ان المشروعية لم تأتيه الا بعد اﻻ-;-ربعين عام , فحاز صلى الله عليه وسلم المستويات الثلاثة .
ولكن بالرغم من ذلك فان اية دولة تبقى مهزوزة مالم تكون لها هوية تبين ملامحها السياسية بلا لبس , وتعرف من ملامحها السياسية تحالفاتها , واتجاهاتها الدولية والاقليمية , وبغير ذلك يكون مصيرها في مهب الريح .
وهو امر زاد تكراره في بلدان كثيرة , كان العامل المشترك في حركتها التاريخية ان تحديد الهوية اياً كانت , يصبح عامل قوة في بناء الدولة , فيما يكون فقدان الهوية ملازم لهشاشة البناء , ومن ثم السقوط.
فقطر, نقطة في بحار مساحات الدول, لكنها حسمت هويتها واتجاهاتها وتحالفاتها , فازداد نفوذها , وكذا الامر مع الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تعمقت فيها هويتها السياسية حتى وصلت الى ياقة القميص (كالصين) فكانت هويتها مصدراً لقوتها .
بل ان مثال الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات , ليشير بوضوح الى تأثير عامل الهوية السياسية , فحين اراد عرفات ان يحاكي المتناقضات الدولية من خلال ارضاء الجميع , اصبحت منظمته بلا هوية , فكان ان تخلى الجميع عنه وعن منظمته , وحشر معها في باخرة لتونس على صدى محمود درويش وهو يردد "يااهل لبنان الوداعا ...شكراً لكل مسدس غطى رحيلي ...وكان يبكي او يزغرد مااستطاعا"
ولكن حين حدد الزعيم الاسطوري بوصلته في اوسلو, وبلور هوية سياسية محددة , بنوا له دولة !!! ===============
عراق بلا هوية
===============
ولقد عانينا في العراق من ازمة الهوية بعد انهيار النظام الملكي,فالفترة الملكية كانت واضحة الاتجاهات والولاءآت والتحالفات, ولكن بسقوط الملكية تضببت الهوية السياسية للعراق الحديث , فالزعيم عبد الكريم قاسم (وهو من اقرب الحكام الى قلوب شعبه في تاريخ العراق), الا ان العراق لم يبلور في عهده هوية سياسية محددة مما سبَّبَ التعجيل بالنهاية المأساوية لحكمه ومقتله , برغم التفاف الشعب حوله.
وبرغم شعارات البعث البراقة والتي تشير الى بناء هوية واضحة المعالم , الا ان التطبيق العملي لحكمهم في مراحله المختلفة في العراق, اثبت انهم عصابة بلا هوية واذا بشعار القومية العربية يتحول على يد (كبيرهم الذي علمهم السحر ) الى حكم القرية , والعبث بهوية العراق بتأرجح وتناقض غريبين , بين النظام الاشتراكي والاخر الرأسمالي , بالاضافة الى الداء القاتل (داء اللعب على الدول الكبرى). ===============
ضياع البوصلة
=================
رغم مرور اكثر من عقد على التغيير القسري والعنيف للنظام باسقاط الامريكان لحكم الطاغية صدام , الا اننا لم نفلح للان في تحديد الملامح السياسية للحكم في العراق الجديد .
وزاد نظام المحاصصة على بعثرة امكانات بناء الهوية السياسية للحكم , وزاد الامر قتامة نوعية الطبقة السياسية الهشة التي تصدت لزمام الامور , والتي لم يتحدد لها سوى ملمح واحد هو الاصرار على استشراء الفساد , الذي نرى ملامحه القاتمة في كل مكان ابتداءاً بابتلاع المال العام وانتهاءاً بمواكب اسطورية جعلت رئيس الوزراء السابق يسير بموكب يتجاوز ال100 سيارة !!! , فيما يسير اوباما ب12 سيارة , والرئيس الايراني بثلاث سيارات فقط .
ولأن وضوح الهوية السياسية يعني امكانية توقع موقف الدولة من اي حدث سياسي, فان ضياع الهوية يجعل المواقف السياسية اعتباطية , وهو مانجده في العراق الجديد .
فانتجنا سياسة انفعالية ومشخصنة بلا قواعد استراتيجية نابعة من هوية سياسية للحكم , فصرنا نتهم (على سبيل المثال )سوريا ونسعى لنشكوها في المحافل الدولية بتهمة دعم التفجيرات والارهاب , وفي مرحلة لاحقة نقاتل من اجلها !!!!.
ونرى ساستنا في طهران يتحدثون خلف الابواب المغلقة كمعارضين لواشنطن , فيما يتحدثون خلف الابواب المغلقة في واشنطن ضد طهران , وقد جائت بعض وثائق ويكيليكس السعودية لتكشف عمق النفاق السياسي العراقي .
والذي لايعرفه هؤلاء الساسة انهم مفتضحون عند كل الاطراف تلك , ولكن السؤال الجوهري هنا ليس العجب من النفاق السياسي فقط ولكن الاهم من ذلك هو : اين العراق وهويته ومصالحه من كل هذا؟.
ولم يكن النفاق السياسي ليقف في مجال دون غيره , فنحن بلد نضع المراة في البرلمان ونعمل لها وزارة , وهي في نفس الوقت تعامل كالكلاب بالفصل العشائري!!!!. ================
خلاصة
===================
لقد حددت دولة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هويتها السياسية بوضوح وثبات من خلال الاية الكريمة (لكم دينكم ولي دين) , اما نحن فقد تخبط سياسيونا (والحق نقول , ان مجموعة لابأس منهم لاتنطبق عليهم سوى عبارة عملاء) فاضاعوا فرصة تاريخية لتحديد الهوية السياسية للعراق مما جعل الوضع العراقي بالغ الهشاشة , فلانحن بنظام راسمالي ولابنظام اشتراكي , ولانحن بدولة اسلامية ولاعلمانية , فصار العراق سفينة تتلاطمها امواج بلا هوية , واصبحت هويتنا الضبابية أُسَّ ضعفنا وتمزقنا , وسهلنا على الجميع اختراقنا حتى العظم .
ونقول هنا ان علينا ان نحدد هويتنا السياسية بوضوح وحينها فقط يحترمنا العالم ويحسب لنا حسابا ..والله الموفق



#بشير_الوندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخطر مهنة في التاريخ ..تجنيد المصادر
- حروب الضد النوعي الانتي بايتيك
- الجهد اللوجستي ..مشيمة الجيوش
- دروس من النصر والهزيمة
- الامن والاستخبارات في القران والسيرة
- عاصفة الحزم .. بقالة العصا والجزرة
- جنرالات واقنعة
- البغدادي ...ارهاب بنكهة البعث
- العلوج تطل من جديد ..الامن الاعلامي
- مخاطر معركة الموصل بين التكتيك والاستراتيجية
- مدخل الى معضلة الاستخبارات في العراق
- أوامر امنية وعسكرية مشوشة
- الحرس الوطني ..اشكالات وحلول
- مملكة للقتل
- ثورة اقتصادية او الطوفان
- الاصلاح الاداري في القوات المسلحة
- ضباط الدمج ...مشكلة القناعات المسبقة
- الجيش لم ينسحب من الموصل!!!!!
- كيف نحقق الامن في اخطر عاصمة بالعالم ...بغداد


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - بشير الوندي - حين يكون النظام فوضى