يحيى رمضان حمادي
الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 23:46
المحور:
الادب والفن
صراخ كلّ ليلة
يحيى رمضان حمادي
...........................
نتساقط
ونحن نركض خلف صوتك المخبوء في ذاكرة الغيمة
ننتشي ونحن نمد أصابعنا وندورها حولنا رؤوسنا الممتلئة بالصداع
نتقاذف كرة الخوف
نتمطي صراخ الباعة ونعدو في أزقتنا
هناك حيث كان لخطوك مواويل عشق
وأنت تمنح الصباحات الجائعة أرغفة من الصبر
تستكين الخيبة ونمضي مثل ظل !!
كيف لنا أن نشكل من قاماتنا الواهية خط مستقيم
يمتد بموازة انهزامات ايامنا الموجوعة
خط لاينقطع ولا يلتقي وليس له فكرة واضحة
هكذا كنا نجمع بقايا دموع الامهات ونعصرها حين العطش
ترقد صفصافتك التي هاجرت تفاصيلها العصافير
حين ملت انتظارك الشحيح بالقاء !!!
أنت ياهذا الذي لا نطيق فراقك ورغم ضعفنا غاب وجهك عنا
أما لهذا الزيف الذي نمتطيه ونبكي لسقطات أيامه أن ينتهي !!!
من هنا تبدأ سوالف العجائز
والونين وداخل حسن وترنيمة (عدوك عليل وساكن الچول ) والسعلوة وأنت وما لا أشتهي الأن أن امنحه مساحة رقص
أنت ترقد حيث أغفائة لا ضجيج ينقض وضوئها
ونحن نيمم شطرك كل مساء
نقرأ جراحتنا التي تراكمت بعد صراعك أنت والحقيقة الوحيدة التي نعرفها !!
الليل شريط موجع نقصه ونحن نحتفل بوحدتنا القاتلة !!
والنهارات تمضي بلا رغبة في البقاء
ورغم التمني الا أن وجه الصورة المعلقة تترك مساحتها في حائط الغرفة المكتظة بأصواتنا
وتأتي إلى حضن اصغرنا حين يبكي
تركتم أخاكم وحده في بئر يوسف ؟
هو أختار هذا البقاء ؟
ونحن رضخنا لخيباتنا
خيبة تلو أخرى وصمت يحيل وجوه الصبايا إلى شقوق متجاورة تنضح بالدمع والدم والزعفران
حكايتنا ونحن نركض نحوك مؤلمة
ولسنا سوى رائحة للدخان المتصاعد من حناجرنا التي ملت صراخ المقابر
ونمضي ويستمر التساقط
ويركض خلفنا أخرون
فراغ يمتد ليمحو فراغ
ونحن نعانق أوجاعنا
يحيى رمضان حمادي
#يحيى_رمضان_حمادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟