|
وزير الزراعة يضع النقاط فوق الحروف
إمانويل ماريو
الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 22:14
المحور:
كتابات ساخرة
قبل ثلاثة أشهر أو ما يزيد، نَفت الحكومة إقبال البلاد على فجوة غذائية تُضرِب أماكن متفرقة منها بناءاً على تقارير مُنظمات دولية مُختصة في مجال الأغذية والعون الإنساني، ورُغم وضوح الأمر جلياً حتى بالنسبة لغير المُتابعين مُنذ ذلك الوقت، إلا أن الحكومة أصرت على نفي كُل تلك التقارير وبدون تقديم أي مؤشرات تدل على عدم تعرض البلاد للفجوة التي يتوهمها تلك المنظمات بحسب إعتقادها، ولكن مع مُرور الوقت أصابت الحكومة لعنة إنكار الموجود لتعود وتعترف بالفجوة الغذائية على لسان وزير الزراعة. وأثببت وزارة الزراعة في المؤتمر الصحفي التي أقيمت يوم الأربعاء الماضي صحة وهم تلك المنظمات السابق، مما حدا بسعادة الوزير "بيدا مشار" الإعتراف بأن هُنالك فجوة غذائية ستُضرِب مناطق متفرقة من البلاد، وأن الهدف من إقامة المؤتمر هو تقديم تقريراً (بالتأكيد للمنظمات الإنسانية) حول الأمن الغذائي بالبلاد. طبعاً هذا من المواقف التي لا تُثير دَهشة الرجُل العادي، لسبب بسيط وهو سلوك الحكومة في إدارة أزمات الوطن وبحث الحلول لها عقب أن يقع (الفأس في الرأس) وينهار كُل ما كان يُمكن أن تُساعدها على الأقل في تخفيف وطأة الكارثة، فموضوع الفجوة الغذائية ليس أمراً جديداً ليعقد لها مؤتمراً ويُفتَش عليها المنظمات قبل شهر من وقوعها، إنما كانت كُل المُؤشرات تشير إلى حدوث ذلك فعلاً ولكن يبدو أن الحكومة في تلك الفترة قد أعمتها القليل من البضائع اليوغندية المعروضة في أسواق البلاد وجعلها تتغافل عن واقع الفجوة الغذائية، وما لفتت إنتباهها الأن في إعتقادي هو موجة الغلاء ونُدرة بعض السلع التي ضربت الأسواق مؤخراً بسبب إرتفاع قيمة الدولار (يعني أزال مفعول المخدر). وإشتركت الوزارة بحسب تصريح سعادة الوزير مع المنظمات التي كانت لها شرف الحضور بدعوى من الوزارة للبحث حول مشكلة الأمن الغذائي بجنوب السودان، يعني من الأخر كدة تلك المنظمات قد أوضحت تلك الأمر للحكومة في وقت يمكن تفادية ببذل جهود إغاثة إضافية وفي حييز زمني مريح ومناسب، إلا أن حرافة حكومتنا جعلتها تتعامل مع الأزمة في والوقت التي أوشكت فيها على الوقوع (من شهر يونيو وتستمر حتى شهر سبتمبر والأن شهر مايو)ولنا أن نتساءل إذا كانت الحكومة فعلاً قادرة على التعامل مع تلك الأزمة لماذا إستدعت المنظمات للتفاكر معها حول تلك المُشكلة، في وقت لم يكن هُنالك أزمة حقيقية تضرب البلاد بحسب القراءات السليمة؟ وأليس تلك المنظمات قد قدمت من قبل تشخيصاً لمشكلة الفجوة الغذائية ولكن رفضتها الحكومة؟. بالطبع لم تُقصر المُنظمات في تقديم التقارير للحكومة ولكن، يقع عبء تلك الفجوة المتوقعة على كاهل المسئولين الحكوميين الذين نفوا تلك التقارير أكثر من مرة و إهملوها من قبل، والغريب في الأمر إنو في النهاية رجعوا إلى نفس تلك التقارير والتي قدمت لهم من قبل. بالمنطق العادي ودون بذل أي مجهود فكري، ومن خلال متابعة أثير الإذعات المحلية نجد أن هُنالك شكاوى عدة من مواطني الأقاليم في بحر الغزال على سبيل المثال بشح كميات الأمطار هذا العام مما يوحي بفجوة غذائية ستُضرب تلك الأقاليم، في وقت يعاني فيها ثلاث ولايات من نيران الحرب والذي يشكل عائقاً طبيعيا أمام زراعة الإكتفاء الذاتي من ناحية، وعائقاً أخر أمام إنسياب حركة البضاعة إلى المناطق المتضررة بالحرب، وبالتالي النتاج الطبيعي لهذا الوضع يفرض على مواطني تلك المناطق النزوح إلى أماكن يمكنهم فيها إيجاد قوت يومهم وهو ما سيسبب الكثير من المشاكل. ويُفترض بمسئولي الحكومة أن يأخذوا العبر ويستفيدوا من الدورس والعبر التي قدمتها لهم طريقة تعاملهم مع العديد من الأحداث التي مرت بها البلاد لضمان عدم إقحام أنفسهم في وضع يعود اللائمة فيها عليهم ورغم فوات الأوان إلا ان وضع وزير الزراعة النقاط فوق الحروف نتمناها ان تسهم في تخفيف وطء الفجوة الغذائية المتوقعة.
#إمانويل_ماريو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن مجلس إدارة الهيئة القومية للكهرباء
-
إعادة توزيع التراكتورات يبدو خياراً منطقياً
-
جون كيري والمحكمة المختلطة
-
القاهرة وجوبا ... حوار المصالح والتوازنات
المزيد.....
-
أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه
...
-
وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا
...
-
عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب
...
-
موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر
...
-
بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan
...
-
الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية
-
فيلم -رحلة 404- يمثل مصر في أوسكار 2024
-
-رحلة 404- يمثّل مصر في -أوسكار- أفضل فيلم دولي
-
فيلم -رحلة 404- ممثلاً لمصر في المنافسة على جوائز الأوسكار
-
فنانون من روسيا والصين يفوزون في مهرجان -خارج الحدود- لفن ال
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|