أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - حرب الاعصاب بوعود وبوعيد منذ التهديد الثلاثي إلى الثلاثيني الى -مئة- المالكي














المزيد.....

حرب الاعصاب بوعود وبوعيد منذ التهديد الثلاثي إلى الثلاثيني الى -مئة- المالكي


طلال الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 00:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عمليّات تهديد الخصم سلوك بشري أيضًا قديم قدم الانسان نفسه وأقدم منه ,وكذلك الوعود.. وقد تشكّلت كلتا الحالتين متناقضتي طبيعتيهما رغم أنّهما يسلكان مسار مشابه بتشكيلات عدّة وتطوّرتا مع تطوّر المدن وأساليب التحضّر.. ولعلّ لغة التهديد هي أوّل إرهاصات الحروب قبل ما تبدأ ,وعادةً ما تستخدمه الدول القويّة ضدّ الدول الصغيرة أو الضعيفة قصد إذعانها ..والتهديد بعواقب عدم الإذعان صفة استعماريّة وعادةً ما تكون مرافقة لانتفاضات الشعوب وثوراتها ,فمع كل قمع لتظاهرة أو لثورة مسلّحة يكون التهديد وصل أقصى درجاته برفقة وعود تطمينيّة لمحاولة مصادرة نوايا الخصم بالإغراءات إعمار وحقوق وما إلى ذلك لإبطال مفعول نزعات التحرّر لنزع فتيل الثورة, وذلك يحدث حتّى على مستوى الداخلي للمؤسّسات أو للشركات!.. وفي عصرنا الحديث مورس التهديد "المناور" بأبشع أشكاله ,وأوّل التياع للعرب من هذا النوع من الحروب باعتبارهم الأضعف تحت تأثير التهديد والوعيد أطلقتها ضدّهم كلًّا من بريطانيا وفرنسا بتهديد مصر في الستّة أشهر الأولى قبل عدوانهما "الثلاثي" عليها بجريرة تأميمها لقناة السويس ..والثانية مورست ضدّ العراق ,أيضًا في الستّة أشهر الأولى قبل بدأ عمليّات ما عُرفت بتحرير الكويت! وبأبشع صور التهديد تلوّن خلفيّة التحضير لشنّ هجمات "التحرير" ,وفيما بعد مورست ذات الحرب الاعلاميّة رفقة موجات الدمار على شكل نوبات رافقت حصار أممي ضدّ العراق ليس له مثيل ولمدّة ثلاثة عشر عام رفقة سيل وعود اشتغلت على خطّ ثالث هذه المرّة لتطمين العراقيين بوعود الديمقراطيّة وعصر من الثراء بانتظارهم وبوعد جعل العراق قمّة من قمم التطوّر! ..العراق بعد غزوه دخل فوضى عارمة كما هو معروف لازالت متّقدة لغاية اليوم ,ومع كلّ انتخابات تدخل مشاعر المواطن العراقي حالة إنذار لما تتعرّض له من كم هائل من مستقبل مثالي ينتظره ووعود بانقضاء قرون الحرمان الطويل.. وبعد أن سقط كلّ شيء ولم يحصل الشعب على أيّ شيء من تلك الوعود المعسولة بدأت مفاعيل "إعلام ذاتي" تتفاعل سلبيًّا بطريقة تلقائيّة متشكّلة من نوبات لردود أفعال داخل كيان كلّ عراقي بعدما تأزّمت المشاعر وعند ذاك تحوّلت الحياة في العراق لجملة كوابيس تتناوب بتمزيق آمال الشعب وأحلامه بعدما ذابت في خضمّ أكاذيب ساسته الجدد ,فانتقلت أحاسيسه هبوطًا من الشعور بأنّه الشعب الوحيد المحظوظ في العالم وموضع اهتمامه طيلة عقود من الزمن ,وإذا بهذه الأحاسيس تتبلّد بعدما أدرك العراقيين لم يعودوا يثيروا اهتمام هذا العالم ولا يأتي على ذكرهم إلّا عبر أبواب أخرى لم تخطر بالبال كالقاعدة وخطب زعيمها بن لادن, فانفجرت المشاعر العراقيّة كالبركان الهائج فكانت أوّل من فتح بوّابة الربيع ,فانفضّ الغضب العراقي مزمجرا وقد غصّت به شوارع العاصمة والمحافظات ما أجبر ذاكرة العالم لإعادة إنتاج العراق عالميًّا بعد آخر عهدها بهم بقضايا التعذيب وبأبو غريب, وبنفس الوقت أعطت أميركا الإيعاز لأحد صنائعها النجباء "بالتصرّف" بقمعها بأبشع الأساليب رافقها وعود إعلاميّة مرسومة أميركيًّا من مئة يوم لإصلاح كلّ شيء لا زال لم يُصلّح طيلة سبع سنوات! ..بعد القمع الاجرامي لم يعد يُذكر العراق إلّا وذكرت معه داعش مثلًا!. عوامل إحباط متلاحقة تضغط على الشعب العراقي أفرادًا أو جماعات ,مهمل مركون مطوي ,كوارثه يوميّة باتت تنهال عليه بعد أن كانت نوبات شهريّة أو سنويّة ..لقد ناورت أميركا بالعراقيين بعد أن حصلت على ما تريد حين نقلت الضغط المسلّط على العراقيين من سطوة آلتها الاعلاميّة إلى طاحونة إعلاميّة داخليّة هي الأخرى مليئة بالوعود وبالأكاذيب يشنّها تلامذة أميركا النجباء على أبناء جلدتهم المفترضون وبمزيد من الوعود لا يحصد منها المواطن إلّا الكوارث والنزوح ,والكوارث أكثر من تعدّ ولا تحتاج لتسليط الضوء على أنواعها فباتت وسط حيرة المواطن موضع للتندّر الأسود فركنها في زاوية من زوايا حياته البائسة كمكبّ لنفايات همومه اليوميّة الضاغطة..



#طلال_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلّ إعفاء -وأنتم- المعنيّون به ,وبالقانون
- كلّ إعفاء وأنتم المعنيّون به ,وبالقانون
- درجة حرارة بغداد اليوم برعاية أبو لهب
- من بعدك يا صدّام ضاعت هيبتنا كعراقيين وكعرب
- استحلف العبادي؛ الثأري ينحرف بأخلاق الآل فلصالح -ألباسا-؟.. ...
- كم مشتاق لدخول الحرم النبوي من باب سيدنا عثمان رضي الله عنه
- التخويف -بالتجويف- وبالفجوات.. -إمام المستضعفين- نموذجًا..
- محاولة فتح أفق يطلّ على آفاق ..قضيّة ما بعد الموت
- ( نصر من الله وفتح قريب ) إعجاز علمي أيضًا
- الى من لاحت رؤوس حرابهم تلمع بين روابي؛ رؤوسهم مختبأة خلفها, ...
- بعدما -طلعوه من ط... الچلب- ما ذاكرة الأمم عن العرب بلا هارو ...
- الطقوس ,وطوابير -الطاسة- المرعوبون من عواقب -الكيس-!
- آن لأوباما يغادر.. استعراض عسكري روسي للقوّة مُرعب وبحضور صي ...
- .. كفى ..ترجّلوا عن منابر الدولة, اصعدوا منابر مساجدكم
- أميركا هالَكَها العراق ,سعّرت في النفط لعلّ, فانتعشت قطبيّة ...
- ( وهُزّي.. ).. -الخشلوك- يُعلن -بنخلته- ؛المسيح وُلد في العر ...
- جون وأين, والمهندس وسليماني ..وتوفيق الدقن
- داعش أفضل عزيزي الطائفي أم -الاستعمار-..؟
- متحچون! -شبيكم- خايفين تگولون صدّام كان محقًّا عندما قاتل نظ ...
- انعكاسات -جثّة- كشفت هواجس من أطلقها.. -ديكارت- بهذه الثالثة


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - حرب الاعصاب بوعود وبوعيد منذ التهديد الثلاثي إلى الثلاثيني الى -مئة- المالكي