أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - أبنائي














المزيد.....

أبنائي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4845 - 2015 / 6 / 22 - 19:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أبنائي :تضحكني ضحكتهم, يفرحني فرحهم ويؤلمني ألمهم , وتحيرني حيرتهم, واشعرُ بالضيق كلما أشعروا به , وأبكي لبكائهم واصرخ لصراخهم وأنزعجُ كلما استمعت لصوت آهاتهم, أبنائي يقلقني قلقهم,أحزنُ لحزنهم هؤلاء هم أبنائي يشبهونني,على صورتي, على هيئتي ,يمشون على الخريطة, يقطعون درب الآمال الطويلة ويقطعون درب الآلام الحزينة ويمشون كل يوم إلى الجُلجثة.

أبنائي كل يوم يتعذبون كما تعذب ولدي الوحيد.. وما زلت أتعذبُ لعذابهم, هؤلاء أبنائي كل يوم يصرخون كما صرخت, كل يوم يساق منهم الآلاف إلى المذابح. يذبحون بدمٍ بارد, يذبحون وتسلخ جلودهم بكل أعصاب هادئة, لا يشعر الجلادُ بهم, لا تشعرُ ملوك الأرض المزيفون بهم كما أشعرُ أنا, أنا ابن الملك الذي في السموات, أنا تعذبتُ من أجلهم,ونزفتُ من أجلهم وصلبتُ من أجلهم, بل أنا من صلب ابنه الوحيد من أجلبهم, فتشتُ كثيرا عن إنسان وعن ملاك يحمل هذه المهمة فلم أجد أحرص من ابني على حملها, ولو بعثتُ كل ملائكة السماء فلن يستطيع أي أحد منهم أن يلعب الدور كما لعبه ابني الوحيد البار بأبيه.

هذا موعد الصلب, حان موعد الصلب, أبنائي خلقتهم من الطين ومن الطين اتخذوا لهم بيوتا ليسكنوها, خلقتهم من الطين وبالطين يلعبون وهم صغارُ مثل الحملان الوديعة, أبنائي اخترت واحدا منهم لكي يتمم الرسالة...لو أراد أي رجل منكم أن يرسل رسولا له فإنه يختار واحدا وفيا له, يختار واحدا أمينا, يختار واحدا على قدر المسئولية, وأنا كذلك اخترت أقرب المقربين لي, إنه ابني الوحيد.

أبنائي جاعوا في الأرض التي مشى عليها ابني الوحيد, فمن يطعم أبنائي؟ ومن يعطي أحفادي, أبنائي عطشوا في الأرض التي بكى عليها المسيح فمن يروي لي عطشهم, من ينير لهم الطريق؟ من يسهل عليهم حياتهم ومن يملئ قلوبهم وبطونهم.

أبنائي يحتاجون على العطف وإلى الحنان وإلى الرعاية الاجتماعية, فمن يعطي أبنائي حنانا ومن يعطيهم العطف والرضا والحنية, أبنائي بحاجة للهواء النقي فمن يمنحهم نسمة هواء أو هبة هواء , أبنائي يحتاجون إلى الغذاء والدواء فمن يعطيهم علاجا , قلوبهم مجروحة ونفوسهم مكسورة وخواطرهم مكسورة أكثر من أي وقت مضى, ومشاعرهم صارت باردة فمن يدخل الدفء العظيم على قلوبهم وأنفسهم علما أن قلوبهم مجروحة, أبنائي غرقى في وسط البحر ويحتاجون إلى طوق النجاة فمن إلي سيرسل لهم طوق النجاة, ,أبنائي يمشون حفاة وعراةً ولا أحد تأخذ الحمية والغيرة عليهم, أبنائي ضالون يتبعون الشرير فمن سيوقظهم من جهلهم وسباتهم؟..أبنائي يحتاجون إلى اليد الطويلة للمساعدة فمن سيمد إلى أبنائي بيديه ,أبنائي جاعوا طويلا وتعذبوا طويلا وتاهوا طويلا وحجم المؤامرة عليهم كبيرا وقدراتهم أضعف من حجم المؤامرة, أبنائي الآن تائهون في الصحارى لا يعرفون الشرق من الغرب ,أبنائي تعبوا كثيرا حتى تصبب العرق من جبينهم, أبنائي ليس لهم حائطا يسندون إليه ظهورهم, وليس لهم حائطٌ يستظلون تحته من حرارة الشمس ,أبنائي ليس لهم إلا أنا.
كيف من الممكن أن يكون أبناءكم أعزاء عليكم ولا تكونون أنتم أعزاء عليّ!!!لم أشأ أن أتخذكم عبيدا أو سبايا تهان كرامتكم بل أبناء أعزاء والأرض هي بيت أبيكم.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معظم الحروب حروب أهلية
- شهر رمضان
- ابو الدخان في رمضان
- المثقفون في الدول العربية
- حين نكذب نكره أنفسنا وحين نصدق يكرهنا الناس
- الأطباء يدفنون أخطاءهم والمعماريون يعيشون مع أخطائهم
- من حقي أن أعيش بكرامة
- كنتْ
- فاقد حاسة الذوق 2
- الحس الإنساني
- نادين فراشتي السمراء
- العلاقات الأسرية بين الماضي والحاضر
- الأشرار والأخيار
- أسوأ المعاملات
- فضل العلمانية على الديانات
- الحمام 2
- كانت الناس تستحي
- عالم كئيب
- لن نشبع من الخبز ما لم نشبع أولا من السلام
- بيتي


المزيد.....




- فيديو ما قاله ترامب لولي عهد البحرين عن الـ700 مليار.. إعادة ...
- الصين تطلق مناورات عسكرية واسعة النطاق في مضيق تايوان
- الخوف والأمل يجتمعان في قلب الخرطوم المدمّرة
- -إدفع يورو واحدا واشتر منزلا-... إقبال عالمي على عرض مغر لبل ...
- مصر تتجه للاستحواذ على سلاح استراتيجي وسط توتر متزايد مع إسر ...
- الدفاعات الروسية تسقط 93 مسيرة أوكرانية غربي البلاد
- سيناتور ديمقراطي يلقي أطول خطاب في تاريخ مجلس الشيوخ الأمريك ...
- -2 أبريل 2025 يوم التحرر الأميركي-.. ماذا يقصد ترامب؟
- مصر.. فيديو صادم لشخصين يجلسان فوق شاحنة يثير تفاعلا
- مصر.. سيارة تلاحق دراجة والنهاية طلقة بالرأس.. تفاصيل جريمة ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - أبنائي