أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم الخياط - علم المقابر اليونانية














المزيد.....

علم المقابر اليونانية


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 1340 - 2005 / 10 / 7 - 10:50
المحور: كتابات ساخرة
    


كانت تأتي عربة الاجرة وتقف امام البيت المنكوب وغالبا ما كان سائقها ينال علقة ساخنة امام العلم الذي يلف تابوت الضحية فكان دائما ـ نعم دائما يمزق .. هكذا كانت حال ربوعنا ايام حرب ايران ـ كما شاع نعت الحرب … فنساؤنا من الأمهات .. من أخوات .. من بنات.. ومن حبيبات كن يعرفن ان العلم نذير شؤم فكل حارة وكل حي وكل سلف كان يقف برمته وكأن الطير على رؤوسهم حين تلوح من بعيد عربة يملوها المستطيل المقلم المنجم .. ثم صارت العربات ـ خشية ـ تعرج على مراكز الشرطة ليحموا السائقين والسيارات والعلم الذي شبع اهانة .. انهن نساؤنا الكريمات اللواتي من عشرين ونيف مرّغن جبروت العلم في وحل المآتم التي غطت أديم العراق طولاً وعرضا ، وما سمع احد منا ولا رأى ان أيّاً من اهل المعارضة قد تظاهر واحرق العلم الفاشي رغم بغضهم ومقتهم له … لم يحرقوه كيلا يقال ان معارضة العراق احرقوا ما يحسب انه رمزهم .. هو العلم الذي لفّ نعوش مئات الآلاف من أبرياء العراق .. انه العلم الذي غطى قبور ابنائنا واحداً واحداً من أولئك الآلاف الذين بعددهم وزيادة صار العلم خرقة ومزقة وحتى بات العراقي ايام الحرب الأولى يستحي من هوان ما يجب ان تراعى ذمته . ان العلم الذي رفرف في فتوحات حلبجة والدجيل وجيزاني الجول ( حلبجة العرب ) … والذي عاليا كان يخفق في ساحات الشرف الزيتوني .. في ساحات المقابر .. صار محط تندر!انا قد لا أوالي علماً جديداً لكن القديم ، وبئسه من علم ،يشير الى سود سنين بلغن أربعين ونيفاً من فاشيات الأعوام ومجدباتها بل عجافها .
ان العلم المقترح كما قال مصممه ـ الفنان رفعت الجادرجي ـ هو اقرب الى العلم اليوناني منه الى غيره مما يتقولون .. وكلنا يدري ان اليونان ليست اقل خصوبة منا ولا اقل ماء ولا اقل شجراً ولا اقل حضارة ولا اقل تاريخا، واخيراً ـ لا اقل وطنية ومع ذلك فلم يتنكر ايّ يوناني لعلمه البسيط الثرّ فعندهم ـ كما نحن ـ الماء والخضراء وعيون المها ورديف النخل والشعراء والإغريق والماراثون والأولمبياد السحيق وحشد من الأنبياء الأرضيين والأكاديميين والفلاسفة وأهل الحكمة والعلم والفن ولكن ـ لبختهم الذي مثل بحرهم هو جميل ـ ليس عندهم مصعب ولا أبوه الزرقاوي ولا حلفاؤه من أيتام حزب البعث ( اليوناني ) الاشتراكي ..



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يتعظ المداحون؟
- يا فضائيات هذه بعقوبة الحقيقية
- انه اتحاد ادباء العراق
- حتى لا نعيد مأساة عبد الكريم قاسم
- ادباء المنفى بين جريدة الصباح ووزارة الثقافة
- عن الشعر والشيوعية ووزارة الثقافة


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم الخياط - علم المقابر اليونانية