رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 4842 - 2015 / 6 / 19 - 21:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقول الأستاذ فكور سومر مستشار جامعة سلجوق في تركيا بأن تركيا لم ولن تستخدم للمياه كسلاح ضد جيرانها دول الوسط والمصب سورية والعراق في حوضي دجلة والفرات على الرغم من تركيا باعتبارها قوة مهيمنة على المياه في حوضي دجلة والفرات العابرين للحدود نظرا لموقعها الجغرافي كونها هي دولة المنبع لهذين النهرين والتي شيدت على ضفافها أقدم الحضارات البشرية وتسمى ميزوبوتاميا حيث منابع ومصب نهري دجلة والفرات ويضاف الى ذلك قيام تركيا في أواسط القرن المنصرم باالبدء بإنشاء اضخم مشروع للري ولتوليد الكهرباء والمعروف بمشروع جنوب شرق الاناضول أو مشروع "الكاب"، لخزن كميات هائلة من مياه النهرين، وتدعى السيادة الكاملة على تسير مجريات الامور في الحوضين دون المشاورة مع جيرانها كونها تمتلك قواعد اللعب كلاعب رئيسي ضمن منطقة الحوضين حيث تعد العلاقات المائية في الأحواض العابرة للحدود بين الدول المشاطئة أحد "النقاط الساخنة"، مع الميل المتأصل للحرب على قول الأستاذ فيكور حين وصلت العلاقات الى ادنى حدودها واصبح الصراع قاب قوسين أوأدنى وفي ذروته في 1990 عندما أقفلت تركيا بوابات سد أتاتورك لمنع جريان نهر الفرات لمدة شهر كامل وكان هذا ناقوس خطر وإشارة قوية لدولة الوسط سورية وللعراق كدولة مصب. ولكن ظروف العراق لم تكن لتسمح لها بدخول حرب ثالثة بعد خروجها من حربين مدمرين هما حرب الخليج الأولى والثانية وبعدها دخول العراق في حرب اهلية لم يتعافى منها الى يومنا هذا وكذلك ما تشهده سورية منذ العام 2010 كل هذا أجل دخول هذه الأطراف الثلاثة في أن تدخل في صراع ساخن حول تقاسم المياه.
تغييرات المناخ وفترات الجفاف المستمرة على نطاق واسع قد تؤدي الى زعزعة الاستقرار الاجتماعي في سورية والعراق البلدين الذي تنهكه الحرب منذ أمد، ولكن تركيا تصر بأن تضر جيرانها عن طريق خفض مناسيب المياه في النهرين وبشكل كبيرفي نهر الفرات وسيكون بهذا القدر أواكثر في نهر دجلة بعد إكتمال وتشغيل سدي إليسو والجزرة على نهر دجلة بالقرب من الحدود السورية والعراقية في إقليم كوردستان لتقلل من تدفق المياه في مجرى نهر دجلة الى أقل من 60 متر مكعب في الثانية وهذه الكمية لاتفي بالإحتياجات البيئية لمجرى النهر أضافة الى تغيير مورفولوجية النهر والإضرار بالتنوع الإحيائي في دول وسط ومصب النهر.
الماء هو سلاح تركيا وقد إستخدمته بعقلانية حين أستغلت ظروف جيرانها وما محاولات تنظيم داعش السيطرة على المنشاءات الهيدرولوكية من السدود والنواظم على مجرى هذين النهرين في سورية والعراق إلا شكل من أشكال من حرب المياه الدائرة في المنطقة على الرغم من إعلان تركيا رسميا (في سياق العلاقات بين تركيا وسوريا) أنها لن تستخدم المياه كسلاح.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟