عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب
(Abderrahim Tourani)
الحوار المتمدن-العدد: 4842 - 2015 / 6 / 19 - 16:31
المحور:
الادب والفن
بعد موته بسنوات رأيته، كنت سائحا في إحدى القرى البعيدة لما صادفته، تقدم صوبي معتذرا عما ألحقه بي من ضرر. ظللت صامتا غير قادر على الكلام، تذكرت أني واحد ممن حضروا جنازته البسيطة. تساءلت في سري هل هو كالقطط، من ذوي الأرواح السبعة، فاجأني بالجواب::
- أنا مثلك لا أملك إلا روحا واحدة، مثل جميع الكائنات، عليك ألا تصدق أسطورة تعدد الأٍرواح في الجسد الواحد.
فركت عيني لعلي أحلم. بادر بالتعليق على حركتي:
- أنت لست في حلم.
تأتأت وأنا أرتعد:
- ألست ميتا.. اعذرني.. أريد القول ألم تمت حقا؟
ملأ أذني بقهقهة عالية قبل أن يجيب:
- بلى.. كلانا ميتٌ منذ سبع سنوات.
جاريته في الضحك، علت ضحكتي على قهقهته.
فوجئت بسماع صياح جاري الذي على اليسار:
- رجاء.. شيئا من الهدوء.. نريد أن ننام قليلا، منذ وصولكما قبل ساعة وأنتما لا تتوقفان عن إزعاج الأرواح الميتة.
التفت إلى صاحبي فبادرني بالقول:
- الساعة هنا بسبع سنوات...
أغمضت عيني ومت.
مت وأنا أحاول موازنة حساب بحساب.
#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)
Abderrahim_Tourani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟