أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أنطوني ولسن أستراليا - الحب














المزيد.....

الحب


أنطوني ولسن أستراليا

الحوار المتمدن-العدد: 4842 - 2015 / 6 / 19 - 15:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



الحب كلمة مكونة من أربعة حروف . لو أخذنا كل حرف من هذه الحروف ووضعناه في ركن من أركان الدنيا الأربعة ، لغلف هذه الدنيا بغلاف أبيض شفاف وتحولت من دنيا " أي سفلى " إلى معمورة " أي ممتلئة حياة وحركة " .
هذه الكلمة " الحب ، نجدها كلمة مقدسة مفضلة عند الله ، " الله محبة " ، هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ... " .
الحب أذا هو البذل والعطاء . من يحب يعطي ، ويعطي بسخاء دون أنتظار كلمة شكر ، أو معايرة . لأنه أعطى من يحبه .
لا أظن أن أنسانا أحب وأخلص في حبه وأنتظر من المحبوب شيئا مقابل عطائه . أقصد هنا الحب بمعناه الطاهر العفيف . وليس حب الشهوة والجسد .
كلما سمعت هذه الكلمة ترتبط معها في ذهني " قصة مدينتين " لشارلز ديكنز كانت مقررة علينا في الثانوية في الخمسيناات . لا يمكن أن أنسى هذا المحب الذي يشاء القدر أن يكون صورة طبق الأصل لزوج محبوبته المقبوض عليه ابان الثورة الفرنسية الدامية . يحكم على الزوج بالأعدام . والمحب صامت لم يفتح فمه ولم يبد شيئا مما ينوي أن يفعله .
لقد أخذ قرارا حاسما . فكر في من أحب . أنها لا تعلم عن حبه شيئا . لم يبح لها بمكنون قلبه ، كما يفعل محبو هذه الأيام من استخدام الكلمة وكأنها " لبانة / علكة " يتشدق بها مع كل امرأة أو العكس تتشدق بها كل امرأة مع كل رجل تشتهيه .
قرر وأخذ قرارا حاسما كما قلت . ونفذ القرار في ليلة الحكم بالأعدام . دخل السجن وقدم نفسه قربانا للحب . أخذ مكان الزوج . ليس في السرير. لا . في السجن ونفذ فيه حكم الأعدام بقطع رقبته تحت المقصلة ونجا الزوج وعاد الى زوجته حبيبته هاربا من البلاد .
هذا هو الحب الذي قال عنه الكتاب المقدس . هذا هو الحب المعطي بدون مقابل . هذا هو الحب الذي يجب أن نحتفل به كل عام . لا أعتراض عندي على يوم الحب " فالنتين داي " . جميل جدا أن يكون لدينا هذا اليوم ليحتفل به المحبون والعاشقون . يتذكر كل محب حبيبه وتقدم الهدايا ويتعانق الجميع بقبلة الحب الطاهرة .
مع ذلك يوم واحد للأحتفال بهذه الكلمة " الحب " في رأي المتواضع لا يكفي . أتمنى أن يدرك العالم كله أهمية هذه الكلمة . أتمنى أن يعي الناس معنى هذه الكلمة . أتمنى أن يتحول الأحتفال بها من يوم واحد الى ثلاثة أيام . لا .. أسبوع كامل . ليس فقط ليتبادل فيه المحبون القبلات والهدايا ، لا .. تتوقف في خلال أسبوع الحب الحروب في جميع أنحاء الدنيا . مهما كانت نتيجة الحروب في صالح من . عندما يأتي الرابع عشر من فبراير من كل عام ولمدة أسبوع ، يسكت صوت القذيفة ويبدأ نغم الحب الأصيل . بل أتمنى أكثر من هذا . أتمنى أن تتوقف أعمال الشر على وجه المعمورة في كل بلد وفي كل قرية وفي كل شارع وحارة . السارق ، لا يسرق . القاتل لا يقتل ، الزاني لا يزني ، الغشاش لا يغش ، المخادع الكذاب لا يخدع ولا يكذب . فقط لمدة سبعة أيام في العام يظهر العالم كله بجميع أجناسه وأشكاله وألوانه ولغاته ، أنهم أبناء أب واحد وأم واحدة . أنهم يعرفون هذه الكلمة " الحب " ويقدسونها ويحترمونها ويحتفلون بها . تقام المهرجانات والأحتفالات في كل مكان في العالم . من يضبط بفعل شر في هذا الأسبوع تتضاعف عقوبته . لا أكون مغاليا لو تمنيت أن تجعل كل دولة من هذا الأسبوع تكفير وتطلق سراح بعض من المسجونين حسني السلوك .
هكذا يترنم العالم بترنيمة الحب . هكذا يحس كل انسان بمذاق وطعم الحب النبيل الجميل المخلص والمضحي . لأن الحقيقة أن كان " الله محبة " . فالأنسان هو الحب الذي أحبه الله . وما أعظم محبتك يا رب .



#أنطوني_ولسن__أستراليا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (1)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إله خلق الإنسان، وإله خلقه الإنسان!


المزيد.....




- هكذا كشفت المغنية ريانا عن حملها الثالث في حفل -ميت غالا-
- فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على ...
- حزب -الحلم الجورجي- الحاكم يختار رئيسا جديدا له
- كينيا.. الحكم على سارقي 5000 نملة إفريقية بأقصى عقوبة
- إطلالة -جريئة- لمغنية البوب ليزا في ميت غالا
- في أول مقابلة منذ مغادرته البيت الأبيض، بايدن لبي بي سي: ترا ...
- حماس تنعى القائد في كتائب القسام خالد الأحمد إثر غارة إسرائي ...
- شركات وادي السيليكون تتسابق لإطلاق السيارات الطائرة.. لماذا؟ ...
- خسائر -ضخمة- بمطار صنعاء وقتلى في غارة إسرائيلية على غزة
- مراسلنا: عشرات القتلى والجرحى في قطاع غزة وارتفاع قتلى مدرسة ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أنطوني ولسن أستراليا - الحب