مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 4841 - 2015 / 6 / 18 - 23:54
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
أعترف أن خططي الجهنمية الدنيئة لإحراق هذه الأرض قد باءت بالفشل , لكني لم أهزم بعد .. أنا في التاسعة و الأربعين , و قد بلغت مكانا آمنا بعض الشيء , و لم يكتشفوا أمري , و ما زلت أحمل قنبلتي معي في رأسي , و ربما إذا أعدت تركيبها من جديد , ربما بشيء من الفطنة , أستطيع أن أنجح في المرة القادمة .. ربما أزيد النيتروغلسيرين قليلا , أضيف شيئا من حمض الكبريت , و معها ضحكة طفل يلتهم ثدي أمه , و دمعة عين تذكرت حبيبا غاب و لم يرجع , و شيئا من المفرزات المهبلية لفتاة تبلغ شهوتها الأولى , و بعض سائل منوي من رجل محكوم بالعزلة الأبدية , و إذا أضفت إليها شيئا من برد ساعات الفجر الأولى و صرخات مجنون استفزه شيء ما , فربما تعمل قنبلتي أفضل في المرة القادمة .. و سأشحذ نصل كلماتي , و أجعل رؤوسها مدبدبة كالرصاص , و ساصنع آلاف القنابل , و أخبئها , و إذا بحثوا عني ساختبأ فيكم , و إذا دلت علي شجرة الزقوم سيكون الوقت قد تأخر كثيرا و ستكون قنابلي في كل مكان , و عندما ستنفجر سيعرفكم ضجيجها و لهيبها أنكم عميان و طرشان , ككل البشر , و سيتلمس أحدكم عود ثقاب و سيشعله و يلقيه قريبا , و ربما يفعل ذلك آخر , و آخر , و ستكون الحرائق أكثر مما يمكن لرجال الإطفاء و اللاهوت و المباحث أن يطفئوه , و ربما أصبحوا مثلنا مجانينا و سيحرقون معنا كل شيء , ثم سنبدأ جميعا بالرقص على أنقاض كل الكنائس و المساجد و القصور , سنرقص إلى الأبد , سنرقص على قبورنا و نردد تراتيل العدم , و سيرقص معنا كل الأنبياء و القياصرة و القديسين و يضحكون على أنفسهم و سيصبحون مثلنا , مجرد مهرجين , و سيصفعون بعضهم بعضا و يضحكون , و سنعيد تركيب و تفكيك هذا العالم ملايين المرات , و سنمارس الجنس في كل مكان , فوق قبورنا , و داخلها , و على الأشجار و في الكهوف , و سنحرق كل الرايات و الصلبان لنشعل نارا لا تنطفئ , لتدفئنا من برودة هذا الكون المهجور .. كل ذلك قد يحدث , ربما في المرة القادمة .. أوه , يا معلمي ! يا دون كيخوتي الحبيب , منذ أن سميتني سانشو بانزا و أنا أبحث عن عود ثقاب .. لكني قلت لك يا معلم أن قلاع الطواحين تلك منيعة جدا , و أن ذلك التنين لا يقفه كلام الفرسان , لكنك أمسكت عود الثقاب , و حضنته , و قبلته , ثم أشعلته رغم كل تحذيرات العرافات , و حاولت .. يا معلمي , البوعزيزي , هات يدك , قم , استيقظ , لنجرب مرة أخرى , فعلى هذه الأرض ما يجب أن يحرق , و إذا كانت حظوظنا أفضل يا دون كيخوتي العزيز , ربما ننجح في المرة القادمة .....
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟