الحدّ الأدنى من اللغة

عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4841 - 2015 / 6 / 18 - 22:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

أريدُ الحدّ الأدنى من اللغة .
اللغة التي لها قلب .
لا أريدُ أن يحبّني أحد .
لقد أحببْتُ ، وأحبَبْتُ ، وأحبَبْتْ .. إلى أن أصبحتُ أكرهُ الحبُّ .. وأصبحَ الحبُّ يكرهني .
أحببْتهُمْ .. إلى أن تقيّأتَهُم . هُنا على أرصفةِ الطاعون التي يكتبُ بعضُ " المثقّفين " عليها تفاصيل تاريخهم بالغائطِ الحار .
أحببْتهُمْ .. إلى أن بصَقْتَهُم . هُنا في اسواق الشِعرِ الرديء ، الذي تشبهُ قصائدَهُ ذلك القمل الأبيض في حروب العراق السابق . القمل الذي لايزالُ يلهثُ في آباطِ الجنود القدماء ،ويتثائبُ في ثنايا ملابسهم الداخليّة الغامقة.
أريدُ الحدّ الأدنى من اللغة .
اللغة التي لها قلب .
لا أريدُ أن تشْتُمَني تلك العيون الضاحكة لي ، وجهاً لوجه ، بالسَبابِ الصفيق .
وعندما أحضُنُهُم في " بازار " البلدةِ الكبير .. يتبَوّلُ بعضهُم عليّ ،وأشُمُّ رائحةَ ذلك ، وأضحَك .. ومعَ ذلكَ يقولونَ عنّي .. أنّني قوّاد .
وأحياناً أقبّلُ بعضَهُم بمودّة .. فيقولُ لهم هؤلاء الذين ضمَمْتَهُم توّاً إلى صدري .. صدري الساكتِ من الخوف ، في هذا العالَم الموحِش .. خذوا حذَرَكُم منه .. إنّهُ مُصابٌ بالأيدز .
لا أريدُ أن يحبّني منهُم أحد .
أريدُ الحدّ الأدنى من اللغة .
اللغة التي لها قلب .

#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات