أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - الحصان














المزيد.....


الحصان


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4839 - 2015 / 6 / 16 - 21:46
المحور: الادب والفن
    



نزل من العربة وراح يحدثه ويهدده، ان فعلت هذا مرة ثانية، فسترى ماذا افعل فيك، حمحم الحصان واشاح برأسه بعيدا، انه يفهم مايقول الحوذي، ولذا تراجع بأدب الى المكان المطلوب، ربت على ظهره وانطلق الاثنان، لكن الحديث لم ينته عند هذا، استمر مسلسل العتب بين الاثنين، بين لحظة واخرى يدير الحصان رأسه نحو الحوذي، استنكارا لفعل او قول، وكأنه يعارض في بعض الاحيان، سئم هذه المعاملة، واتخم من حديث الحوذي اليومي، المطلوب منه دائما ان يشنف اذنيه لسماع الاحاديث الفارغة، هل رأيت حصان علاوي، يفهم بالاشارة وانت كبرت وخرفت، اسحب اللجام وانت لاهٍ عني، لا ادري ماذا تريد، سارميك باول بحيرة مالحة لترتاح قليلا.
انا اعلم انك تعترض على حديثي وتحرن في بعض الاحيان، لكنك تبقى مستودع اسراري، اتعرف ماجرى ايها الحصان الوفي، راح ابني للحشد الشعبي، ومضى اكثر من شهرين لم اره، اتعرف مايعني لي ابني، يعني مستقبلي، شيخوختي التي ستكون كارثية اذا لم يتوفر فيها علي.. ابني، اتعلم ايها الحصان الوفي انني كنت انتظره يكبر، كي يرتقي هذه العربة لارتاح، لكنه حمل بندقيته ورحل، لم يسمعني، كان يرد على كل اعتراض لي بحجته الدامغة: انت تريدني ان لا امتثل لفتوى السيد.
كان يقول مايدور في باله، والحصان يسير بخطى ثابتة، كأنه يوحي اليه انه يسمعه، ولايريد مقاطعته، تعرف ايها الحيوان ان صديقه قد جلبوه شهيدا من ارض المعركة، هذا يعني ان المكان المتواجد فيه، مكان خطر جدا، وانا خائف،نعم.... نعم بعض الاحيان تنام انت بلا عشاء، اتدري لماذا، انت معي وتعرف اننا في بعض الايام لانكسب شيئا، لم تعد هناك اشياء عتيقة محترمة، بدأت البضاعة الصينية هي العتيق الوحيد لدى الناس، وتعرف انها لاتحتوي على مواد اولية مهمة ولذا تعطب بسرعة، الحمد لله انك تفهمني، لكنني اليوم حصلت لك على عشاء فاخر: قشور الرقي والخبز اليابس، ستشبع وتنام مطمئنا.
مازلت معي لاتخف من الشيخوخة، ساقتسم رغيفي معك، انت اخي، ادار الحصان برأسه نحوه، وكأنه يريد ان يعانقه، كانا يسيران ظهرا تحت حرارة الشمس اللاهبة، طرق احد الابواب، وطلب (سطلا من الماء) له وللحصان، شرب هو ثم وضع السطل امام الحصان فورد الآخر حتى ارتوى، اكملا سيرهما مع صيحات تقطع حديثهما بين حين وآخر، عتيك ، طحين، خبز يابس، غراض عتيكه للبيع، ويعود ثانية ليكمل حديثه، مع انصات تام من قبل الحصان، دارا الازقة زقاقا بعد الآخر، بح صوت الرجل ولم يحصلا على شيء.
حين احس بحرارة الشمس اللاهبة، وقف ووضع منديلا على رأس الحصان ورقبته، وبللهما بالماء، سنذهب الى البيت لاتبتئس، سوف تدخل الى مكانك وترتاح من هذه الحرارة، اليوم لايوجد شيء والابواب جميعها مقفلة وكأن اصحابها موتى ،لايسمعون صياحا ولا صراخا، هيا لنعود سحب اللجام، واتجها بعيدا حيث حي انشىء جديدا، والبيت عبارة عن غرفتين، واحدة له هو وعائلته، واخرى للحصان، بعض الاحيان كان يضجر من الزحام ويأتي لينام بقرب الحصان، من بعيد تراءى له منظر غريب، سراويل مرقطة، وتيشيرتات سوداء، مع سيارة حمل تحمل علما للعراق، صاح بالحصان: ولك بس علاوي، وبكى بهستيريا واضحة، وصهل الحصان صهيلا مرتفعا.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انكيدو في اوروك لم يمت بعد
- سافتح ازرار الوقت
- القمر الاحمر
- قيثارة الشمس
- الاساور المدفونة
- اريد ان اطير
- نص صوفي وجد على اعتاب ضريح عارف كبير
- عندما تقاتل الحضارة
- اسطورتي الشخصية
- بس تعالوا
- في المرآة
- البقعة الحمراء
- شعرة الوطن المقطوعة
- انني احتضر، لكنني لم امت بعد
- اعدام كلب
- الضريح الكبير
- جرغد امي
- بعضي سيقتل بعضي
- يوم عيد الام: ستة اولاد قد دعاهم الله
- اقليم الله


المزيد.....




- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته
- فرنسا: جدل حول متطلبات اختبار اللغة في قانون الهجرة الجديد
- جثث بالمتاحف.. دعوات لوقف عرض رفات أفارقة جُلب لبريطانيا خلا ...
- المدينة العتيقة بتونس.. معلم تاريخي يتوهج في رمضان
- عام على رحيل صانع الحلم العربي محمد الشارخ
- للشعبة الأدبي والعلمي “جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 ال ...
- من هو ضحية رامز في 13 رمضان؟ .. لاعب كرة قدم أو فنان مشهور “ ...
- فنانون يبحثون عن الهوية بين أرشيف التاريخ وصدى الذاكرة
- أمير كوستوريتسا: الأداء الأفضل في فيلم -أنورا- كان للممثل ال ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - الحصان