|
على ناصية الحرف (3) : حوار جاد مع الشاعر الكبير - صبحي ياسين - تحاوره: سفانة بنت ابن الشاطئ
سفانة بنت ابن الشاطئ
الحوار المتمدن-العدد: 4839 - 2015 / 6 / 16 - 13:26
المحور:
الادب والفن
ضيفي اليوم شاعر صاحب حرف مضمخ بعشق الوطن ،حرفه يأسرك رُغما عنك ..عندما تقرأ له لا تستطيع أن تكون قارئا عابرا بل لا بد أن تتملكك رغبة جامحة بالتصفيق أو الصراخ عاليا بــ "الله " هو ذلك الحرف الفاره النازف عشقا سواءللوطن المأمول أو لتلك الحبيبة التي تعرفنا على ملامحها من خلال قصائد عدة نُقشت حروفها من مداد القلب .. هما وجهان رائعان لقلم باسق ،و كل من تابع قلمه الثائر سيقسم أنه أمام عازف بارع يحترف العزف على كل إيقاعات الخليل .. قابض على جمرة اللغة باقتدار ، شاعر يحمل من الصفات العربية الكثير ،شامخا أبيا لكنه متواضع جدا صفة شحيحة في زماننا .. ولهذا هو دمث يختار الكلمة بعناية قبل أن يوجهها كجراح متمرس..ويطوعها بكل هدوء فتكون له خاضعة مستسلمة لكل أفكاره و مشاعره ..هو مهندس ماهر في رسم الصورة البليغة ..ويعي جيدا أن للشعر سحره و أنه يحمل رسائل لكل طبقات المجتمع لذا نجده يبتعد قدر الإمكان عن الغموض و الرمزية القاتمة و الصورة الضبابية .. فكره صاف يشمئز من الطلاسم التي كثر تداولها في الساحة الأدبية .. هو من الشعب و إلى الشعب يبدع ..
ولأنه صادق مع نفسه و مع القارئ تجد صورته صافية نقية تنعكس فيها روحه و أفكاره بكل تؤدة .. من يقرأ له مرة لابد أن يعود ليبحث عن قلمه بين شوارع الإبداع و أزقتها المكتظة بالغث و السمين من الأقلام .. أما شخصيته الواقعية نكاد نعرفها متكئين على نبض قلمه الباذخ .. لذا أمام زخم إنتاجه الشعري تجده واقفا بشموخ يتأمل محطات العمر و مخاضات الصور حين تزاحمت ذات إلهام .لــ يمر الزمن على صهوة الحنين و تتدافع اللحظات القرمزية .. لــ يشهد حالة تأرجح خاطفة بين الماضي و الحاضر معا ..وقبل أن يعرش اليأس على مفاصل الفكر يلوّح الأمل دوما ولو بإصبعين ليعيدا الزخم للأمل ..و يعود عداد الإنتظار للعمل لعل الغد يأتي محنّى بالأمنيات فـــ يقودُ قلمه العالم إلى حيث يتمنى .. ليعبّر عن تلك اللحظات التاريخية التي سيعيشها .. يُنازل "حلم العودة " ليكون واقعا ملموسا .. فتنطفئ نار الصمت و يرمم ما تآكل في الذات.. حيئذ تتماهى الروح الشاعرة مع القصيدة و عوالمها المتناقضة .. فقلق الكتابة لا غنى عنه ..و كشط الطلاسم من خلال ابراز الممكن لا بد منه .. لنشهد تداعي حر على أديم المعاناة و اجتراح قول الحقيقة .. مع تسليط الضياء على ظلالهما ..
ضيفنا اليوم هو الشاعر الكبير " صبحي سالم محمد ياسين حجازي "المعروف أدبيا باسم " صبحي ياسين " وقد تشابه اسمه مع اسم ثائر فلسطيني استشهد في عمان الأردن عام 1968 وكثيرا ما يتم الخلط بين شاعرنا وبينه في المؤلفات والسيرة ولد شاعرنا في مدينة غزة وفي حي الشجاعية عام 1945 وقد أتمم فيها دراسته بمراحلها الثلاث ، اختارالله والده وهوفي الثانية من عمره ، فتحمّل عبء المسؤولية ، أم وهبت عمرها وشبابها لصغيريها، وفي سن الصبا أدرك شاعرنا حجم المعاناة ،وكان لا بد من قرار لذا واصل الدراسة بكل ما أوتي من جهد، وجمع بينها وبين العمل سرا فيما تيسر من وقت ، وكانت العطلة الصيفية هي الفرصة التي يُجاهد فيها للحصول على المال والتوفير حيث كان يحلم بالدراسة الجامعية و كانت أسرته حينها مقسومة لقسمين من حيث فلسفة الحياة ، قسم يرى العلم وسيلة للوصول وقسم يرى التجارة سبيلا لتحقيق المنى، وشاعرنا و أسرته ينحدر من أسرة من القدس لها باع طويل في التجارة، وكان بنو عمومته من كبار تجار القطاع،وأكثرهم نجاحا لذا كان ينضم صيفا للعمل معهم كصبي يساعد والدته ولما أتمّ الثانوية لم تكن لديه الإمكانات الكافية لاتمام الدراسة وهنا تدخل ابن عمه الحاج مصباح ياسين حجازي بحكمته وشخصيته وقرر الوقوف معه ومع أخيه حتى إتمام الدراسة الجامعية، حصل شاعرنا على الشهادة الجامعية من مصر (الإسكندرية كلية الآداب ، قسم اللغة العربية) عام 1968بعد نكسة 1967 ، انقطع عن الأهل في القطاع وكانت الثورة الفلسطينية في أوجها وكانت الساحة التي جذبت الكثير لساحتها العسكرية٠-;---;-----;---فكان ممن قاتلوا في صفوفها بعد تخرجه حتى عام 1969 حين اقتضت الضرورة للبحث عن عمل حيث تقدمت والدته في السن وعدم تمكن أخيه الأصغر من توفير عمل مناسب له ، تعاقد مع البعثة الجزائرية في اكتوبر 1969 وعمل مدرسا في مدينة سعيدة وفي ثانوية عبد المؤمن المختلطة لمدة خمس سنوات ، سافر بعدها إلى البحرين متعاقدا لكن الحر والرطوبة العالية بعد برودة وثلج الجزائر هربا به صوب ليبيا طمعا في لم شمل اسرة تشردت بعد النكسة حيث معظم شباب العائلة كانوا في ليبيا، عمل في ليبيا أربعة أعوام ثم انتقل لدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1979 وبقي فيها حتى عام 1995 ، حيث تم إنها ء خدماته بعد صدور ديوانه السادس " صهيل وهديل " انتقل بعدها لسوريا الغالية مفضلا إياها على الهجرة إلى أوروبا وما زال مقيما فيها حتى اليوم
للشاعر أربعة أبناء وبنت تخرجوا جميعهم من الجامعات وتزوجوا وأنجبوا ورزقوا بنينا وبنات ، و من ثلاث سنوات وفي يناير 2012 فقد اثنين من أولاده في غمرة الأحداث السورية ، غابوا في طريق عودتهما في سيارتهما وحتى الآن لا خبر لديه حول مصيرهما ،
كتاباته الشعرية قديمة جدا حيث المرحلة الثانوية ، نشر في المجلات والجرائد والإذاعات التي كانت سائدة في الستينات طبع في لبنان عن دار ابن حزم " من وحي الحجارة " - " السراب " - " لن نركع " - " دمعة في عين القدس " " مخاض الهزيمة " - " صهيل وهديل و في الشام أصدر له " محبتي " و " على الأعراف " ، و في أبريل 2015 صدر له مؤخرا الجزء الأول من ( المجموعة الكاملة ) عن " دار ابن الشاطىء " في الجزائر
- بطاقة تعريف خاصة من توقيع قلمك الباذخ شعرا لنتعرف عليك أكثر .. ؟
=بطاقتي الشعرية يا سيدتي بيضاء شفافة واضحة، أسلوبي في الكتابة تمليه أجواء القصيدة والحالة التي تتملكني ،وفي قصائدي سمات أسلوبية متفاوتة لكنها جميعها تدور في فلك التلقائية والعفوية ، ولعل الوضوح في غالبية ما أكتب سمة مشتركة لأنني أسعى وراء هدف أريده جليا في السطور ليَلجَ بيسر في الصدور قد تقفز الرمزية في بعض المواضيع، وقد تسيطر على القلم أجواء أسلوب مخالف لما سبق ، حين يطوف طائف أدبي تاريخي في حضرة النص، كقصيدتي ( مع المتنبي 1)ففي محراب هذا الرمز يكون للأسلوب شأن آخر. أحيانا كثيرة أعتمد الوضوح في بعض طرقات الشعر، وأتباعد في المقاصد كلما دعت الحال ،وأحمل على متن الثالثة معجما للعديد من اللغات الشعرية لمن يسعى . وأحيانا تنتابني مشاعر المظلومين في أمة تضع كلا في غير محله فيطغى الأسلوب الأنسب-كما في قصيدة-قبس الآتي ذكرها ومنها
أنا لا أشكُّ بأنني في أمّة ٍ=تخصي الكِرامَ وتكرِمُ الخِصيانا .وفي قصيدة اللعنة ينتابني أسلوب آخر يفرضه جو الحال السائدة: علام الصمتُ صار اليومَ شِرْعَتنا=كأن الطيرَ فوق رؤوسنا تقِفُ فهل هذا الذي يُقضى لنا عبثٌ=وهل هذا الذي يجري لنا صُدَفُ فلا واللهِ لا عبثٌ ولا صُدفٌ= ولكنْ نحن فوق ترابها جِيَفُ
- ماهي اللمسة اللغوية الخاصة بشاعرنا صبحي ياسين والتي تعبّر عن درجة تخيله للحظة إعادة إنتاج الأشياء التي يعيشها ، أو بلورت أفكاره التي لا بد أن يكشف عنها للقارئ ؟
=البيان مرة، والتلميح دون التصريح مرات أخرى.حينما تأتي القصيدة تكون مشحونة ذاتيا بلمستها اللغوية الخاصة والتي تجليها اللحظة الشاعرية،فحين يكون الوطن مثلا صاحب الدعوة للشاعر، يسافر محمولا على جناح شوق خاص وعشق لا يدانيه عشق. وحين يعمد الشاعر –فكريا- لوضع لمسة معينة فإنه قد يعبث بفطرة القصيدة ويحمِّلِّها صخورا بدلا من الزهور. إنه اللاوعي الواعي لحظة الكتابة العفوية- يضعها لمسة تماشي روح النص. ودوما أسعى لأن تنوب الصورة عن الفكرة، وربما هنا تكون السمة الطاغية لغويا على معظم القصائد.
- يقال أن القصيدة تجربة مريرة لا تتكرر ...هل يوافق رأيك شاعرنا الكريم هذا الرأي ؟
=شخصيا كل تجاربي مع القصائد بمختلف مراميها –تجارب لا مرارة فيها-وأرى أن التجربة المرة أو المريرة- تلك التجارب التي (يريد) الشاعر فيها كتابة قصيدة مجاراة لمواقف عامة، أو الذهاب للكتابة قبل نضج المشاعر في ذات الشاعر،أو الكتابة تحت قهر نفسي أو فكري -أما إن جاءتك القصيدة دونما دعوة فلا تجارب مريرة-فالقصيدة التي نضجت واكتمل نموها في رحم مشاعر الشاعر تولد ولادة طبيعية وتتعسر إن كانت الولادة الشعرية قبل ذلك.
- العزلة سمة ترافق بعض الشعراء ، فهل هي رفيقة شاعرنا أو لديه طقوس أخرى للكتابة ؟
=لا عزلة َفي حياة الشاعر كما أرى-إنها الخلوة حين يشعر بالمخاض الشعري والشعوري-فإنه يتوارى مؤقتا, والكتابة عندي تسبقها طقوس معينة :رغبة الروح بمولود جديد، يليها إحساس بكائن قادم –ثم تكون الصرخة المفرحة-فيسَّاقط الحرفُ رطبا جنيا.
- هل تؤمن أن الحرية في الكتابة الشعرية ما زالت مفقودة طالما القلم لم يتحرر من الضغوط المؤسساتية و التي تكبح من تدفق الإبداع الحقيقي ؟ أم استخدام الرمزية برأيك كاف و ينوب عنها ؟
=هنا المأساة الحقيقية أديبتنا اللّبيبة سفانة-هنا الأكمة التي يختفي وراءها وحش مفترس لا يراه لا صاحب بصر ولا صاحب بصيرة،الحرية حس فطري في الكائنات جميعها.. وتفقد الكائنات حياتها إن فقدت حريتها ،يفر من العصفور ألف شيء جميل في القفص، ويعطيك فوق ما تريد فوق أيكة يختارها،نحن كائنات محشورة فكرا ونفسا وحسا وإبداعا، من هنا يطل الرمز من نافذة صدئة متوجسِّا خيفة رغم رمزيته.وهنا يكمن سر هجرة العقول والمواهب . إنها هجرة البحث عن فطرة شوهتها دكتاتوريات مشوهة.
- هنالك دوما تغيرات ترافق رحلة الشعر منذ البدايات وحتى الآن .. إلى من توعز هذه التغيرات في مناخات قصائدك؟
=هذه التغيرات حقيقية وحتمية،ومرد هذه التغيرات عائد إلى أمرين:-تغير قناعات الشاعر حسيا أو تطورها،-وارتقاء الحالة الفكرية لدي الشاعر بحكم مجموعة عوامل على رأسها زيادة عدد صفحات كتاب حياته الشخصية- وتناسل الأحداث من حوله.كما تتفاعل العوامل الخاصة والعامة في عقل وقلب الشاعر محدثة مناخات تناسب تلكم التغيرات.
- التفاعل مع الغير شعرا أو نثرا متى يكون جميلا و مقبولا و متى يصبح مبتذلا ؟
=يكون التفاعل مع الغير جميلا ورائعا حين يكون نابعا من حس صادق مشارك ٍ في الأمل والألم والدمعة والشمعة، ويكون مبتذلا حين يكون الشعر ثمرة مجاملة، أو ضرورة المشاركة،أو أن يعيب الشاعر على نفسه عدم المجاراة. أو إرضاء لطلب من سين من رواد المنتديات خاصة.
- في قصائدك الشعرية نلاحظ تداخل بين " الأنثى و الأرض " .. "فالأنثى " تتجلى مليا في بعض قصائدك الممزوجة بالثورة و العنفوان ،وفي قصائد أخرى نجدها ملكة على عرش القلب تاجها معان و صور بليغة و مشاعر رقيقة تفيض إحساسا و شوقا ؟
=في صدر الشاعر قلبان : قلب كبير له عشق خاص ونكهة مميزة في دنيا الغرام –في هذا القلب يقيم الوطن,حيث السماء السابعة،وبجانبه قلب آخر صغير يقيم فيه طيف روح ملهم،يسعدك فتفيض القصائد سلسلا من كوثر، ويشجيك فتسيل القصيدة دموعا تملأ الأرض تنهيدا. في قصيدة (إليك ِ) قصيدة فيها غرام أنثوي بيني وبين حبيبتي كتبتها والدموع تسابق القلم إلى الأوراق، ولم تبكني قصيدة كتلك، لكنني لم أصبر على المداراة وصرخت باسمها( يا غزتي) وفي عتاب أقول: قرأتُ على محيّاك ِ العتابا= وفي عينيك ِ أبصرتُ العذابا عشقتك ِ في المشيب ِ وكنتُ قبْلا ً =أقدِّمُ بين كفيك ِ الشبابا أقبِّلُ وجهك ِ الوضاءَ شوقا= وألثمُ عند ذكراك ِ الترابا ولي فكرٌ تجسَّدَ فيك ِ عشقا=وقلبٌ في سواد الأرض ِ ذابا ................... وفي أخرى على وتري عزفتُ هواك ِ من صغري وفي كِبَري رأيتُ صِبايا مرسوما على خديك يا وطني .إلى آخرالقصيدة .. وغالبية قصائدي الوطنية أكون عاشقا لفلسطين المسكونة فينا، أفرغ كل شحناتي العاطفية المخبوءة عبر الهجرات المتتالية وتحت غبار الغربة العربية والغربية
- هل على الشعر أن يكتفي في تدوين الأحداث أم له دور أكبر و مساحة واسعة إزاء هذه الحروب والمتغيرات السريعة التي نعيشها ؟
=التدوين من اختصاص التاريخ،إنما الشعر يدون الحس السائد خلال الأحداث، الشعر يخلد الوجع، الشعر يريك الدموع وهي تجري ويرسم لك أنهار الدم المسفوك-الشعر يدفع السامع لموقف ما- الشعر سلطان القلوب يدون لها لتهز العقول.الشعر يرصد الصغائر الدجالة على الكبائر/ يرسم هذا ويكبر ذاك حتى يرى من لا يرى عن قرب وعن بعد الشعر يجلي الحقيقة حين لا يعلم بها أحد، فمثلا حين يقف الفلسطيني ممنوعا على الحدود العربية وتمر قوافل اليهود ساخرة ، هذا حدث قد لا يعرفه الكثيرون ولا يراه إلا عابر سبيل صدفة، أصفُ هذا في هذه الأبيات :
سقـطَ الحصـانُ وأقفـرَ المـيـدانُ=ومشـتْ تعـضُّ شفاهَهـا الفرسـانُ ناديتُـهـا قـبـلَ الـنِّـزالِ بأنـنـا=تحت السيـاطِ مصيرُنـا الخسـرانُ ستـونَ عامـاً لا يُـشَُّـد زِمامُـهـا=إلا وفـوق ظهـورِهـا الخصـيـانُ ستون عامـاً لا نبـوحُ بمـا نـرى=إلا وقَــصَّ شفاهَـنـا السلـطـانُ شَرَفُ العروبـةِ أن تُـداسَ رقابُنـا=وَيّضَـخُّ فـي شرياننـا الإذعــانُ أبوابُها فـي وجهنـا قـد أوصِـدَتْ=وإلـى اليهـودِ تَفَتّـحـتْ سيـقـانُ
- "لما و كيف " ... كثيرا ما هكذا أتساءل بعد قراءة آراء لأقلام أحترمها تحت بعض النصوص : و التي تكون خالية من أي تقيم ، أو سبر لأغوار النص ،رغم صخب التصفيق و التصفير .. هل يتملكك ذات الإحساس ؟
=نعم أختي القديرة سفانة هذا هو الواقع للأسف لدى الغالبية، فغالبية المنتديات يطغى عليها جانب المجاملات، فكم من فاتنة أسهدت صاحبها يمرون عليها مرور اللئام لا مرور الكرام، وكم تافهة معنى ومبنى تنال من الثناء ما لم تنله أخرى وربما – نقرات الإعجاب – دون قراءة على صفحات الفيس تشهد بل تصرخ بذلك ولا تخلو الساحة من أقلام واعية تحمل مناظير ترى ما نحت الكلمات-لكن الشاعر عموما يكتب ويترك للقارىء رسم صورة له تحت القصيدة.
- يقال "كثر الشعر وقل الشعراء " مقولة تتردد في هذه المرحلة بل و تكاد تكون شعارا لها ، هل لديك ما تقوله أو تضيفه؟
=في كل عصر سيدتي يتناسل الشعراء بشكل مثير ، -أما الزبد فيذهب جفاء-وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض- في كل عصر يعرف الناس شعراء معدودين-ويحفظ الناس لشعراء معينين-أولئك الذين مكثوا في صدور وعقول وقلوب الناس فمن الشعراء من يخلد له شعره كله، ومنهم من يخلد له قصيدة أو قصائد أو بيت أو أبيات.ومنهم من يمر دون أن يراه أحد لأنه لم يكن داخلا في أوجاع الناس-سئل الخليل صاحب العروض عن عدم نشر شعره فقال: يطاوعني رديئه ويمتنع جيده، هذه مقولة يجب أن يحفظها كل من امتطى صهوة الشعر قبل أن يسقط.
- بين الشعر العمودي و التفعيلي كان الانطلاق و اللجوء لدى شعراء زمن سابق .. لكن في زمننا بات ضروريا أن يطرح سؤال هام يخص ما يسمى " بقصيدة النثر " و الإشكالية الواقعة بين كلمتي " قصيدة " و " النثر " فما رأي ضيفنا القدير بهذا الجنس الذي لم يتم تأكيد نسبه بعد رغم الحملات الكثيرة وهل لازالت قصيدة عرجاء ؟
=الشعر العمودي والتفعيلي لونان أدبيان مميزان ،قد يقول قائل إن الأصل هو الشعر العمودي، لكن شعر التفعيلة فرض نفسه وصار لونا مميزا كتب له كبار وصغار الشعراء.وقصيدة النثر ستكون ذات يوم قصيدة يعترف بها الجميع–مهما قاومها الرافضون-وقصتها شبيهة بقصة قصيدة التفعيلة التي رُفضت ثم فرضت نفسها,.ومع احترامي لرواد قصيدة النثر ومعتمديها وكاتبيها والداعين لها، فإن لي رأيا آخر فيها،كونهم سموها قصيدة نثر فهذا اعتراف صريح بأنها ليست شعرا،هي نثرا إذن،وأعتقد أن وراء المروجين لها سماسرة لغة، يشبهون سماسرة الربيع العربي،فهؤلاء اتضح للجميع أي ربيع جاؤوا به، وأية كوارث أنزلوها بالأمة –لأنهم اقتنعوا خطأ بفكرة تغيير الواقع العربي دون عميق تفكير،فحل ما حل وما سيحل، ولا ريب في أن دعاة قصيدة النثر سيوقعون من المصائب على تراثنا وواقعنا الشعري-ما أوقعه دعاة الربيع العربي دون وعي بنتائج ما يدعون له- وهي دعوات مشبوهة تماما كدعوات سادت ثم بادت من أجل فرض اللهجات العامية على كافة الكتابات العلمية والأدبية، فكرة خبيثة جداحتى ولو كتب فيها كبار من اعتبروا عمالقة الشعر الحديث.
- على أديم النقد يموت الإبداع أو يزدهر .. إلى أي ضفة يرسو النقد حاليا .. و هل وجدت اهتماما بقلمك السامق من النقاد ؟ أم أنت مع من يعتبر أن صاحب النص هو أهم ناقد و أهم من يقيم عمله طالما أن الإهتمام من قبل النقاد شبه مفقود حتى اشعار آخر ؟
=أعتقد أن الناقد كالجرّاح تماما ، فإنْ مرَّ بمشرطه فوق الداء كان الشفاء،وإن مر به فوق غير موضع الداء كان البلاء،وكما أن الجرّاح رجل متخصص فكذلك الناقد لا بد أن يكون مقتدرا علميا، النقد العلمي خادم للنص والنقد العبثي هادم للنص،أعشق النقد لأنه مدرسة أتعلم منها الكثير شرط أن يكون القائمون عليها متخصصين، أنا شخصيا وبحكم ظرفي غير المستقر أكتشف بين الحين والحين دراسات نقدية لكتاباتي،مرت عليها سنون، وحديثا لم ألحظ دراسة موسعة سوى دراسة قام بها الناقد والشاعر محمود حامد-في مؤسسة القدس للثقافة وهي منشورة وللأسف وبجانبها صورة ليست صورتي وإنما صورة للمناضل الفلسطيني صبحي ياسين والذي له كتابان عن الثورة الفلسطينية وليس له في ميدان الشعر كتابة، وهذا ناتج عن عدم قدرتي على المتابعة لما يُكتب بحكم الغربة والنفي والطرد والمكوث دون إقامة, وقد أطلق عليَّ البعض لقب- الشاعر المظلوم-وقد يكون في ذلك شيء من التعبير عن غربة الشعر المربوطة بغربة الشاعر. وخير ناقد للشاعر المقتدر لغة وثقافة وموهبة هو ذاته الشاعرة-لأنه في هذه الحالة لن يسمح للقصيدة بالخروج إلا بعد |أن يكون قد أحسن تثقيفها (تقويمها) لكن النقاد أصحاب المدارس النقدية المنهجية المختلفة لهم الكثير كي يقولوه مهما كانت درجة ثقافة الشاعر.
- كلنا نتفق ربما أن الموهبة هي اللبنة الأساسية لأي مبدع إذا اعتنى بها و طورها ..من خلال رحلتك الطويلة و خبرتك كيف يمكن لصاحب موهبة أن يصل لعتبات الإبداع ؟
=كما تفضلت أديبتنا الكبيرة سفانة-لا بد من الموهبة أولا-والموهبة في نظري هي كالأرض التي يُنشأ عليها بناء، فبدونها يكون من الجنون القيام بالبناء في الهواء-كما أن الموهبة نبتة لا بد من رعايتها ومتابعتها وتربيتها وتهذيبها-الموهبة إن تُرِكَتْ كانت أشبه بنبتة برية يعلوها الغبار وتكسوها الأشواك-الموهبة سقياها الشعر المختار وزادها القراءة المتنوعة باستمرار، وفاكهتها النقد والحوار الموضوعي الهادىء والهادف, بهذه الخطوات يمكن للموهبة أن تسمو بذاتها وبصاحبها فتمطر شعرا هو السحر.
- يقول غارثيا لوركا : - "كما وأعرف أن للحواس الخمس أبواباً متصلة، وعلى الشاعر، إما يتصدى لجلاء صورة ما، أو أن يفتح ما بين هذه الأبواب، لتنوب حاسة عن الأخرى." هذا التناوب كيف يكون لدى ضيفنا الكريم وما أثر إيقاعه على الإبداع ؟
=تماما سيدتي الراقية سفانة-الشاعر الحق لا يتكلف عناء برمجة القصيدة، فلدية قدرة كتابية برمجتها الموهبة، أنا شخصيا تتزاحم الأفكار الشعرية والأبيات تطرق على أبواب الحواس جميعا، لكن وبتلقائية وبعفوية يتم اختيار البيت المناسب ويؤذن له بالدخول ثم تتوالى الأوامر دون دخل للعقل—فعلا إنها الحواس المنسقة من تلقاء موهبة حقة.ولهذا التناوب في اختيار الأوليات موسيقاه وإيقاعه الخاص، وثقي تماما سيدتي أن الشاعر الشاعر لا يكتشف ذلك إلا بعد كتابة القصيدة، فتعتريه الدهشة ، هكذا تكون الموهبة الحقة.
- الهجرة الجبرية يعني أن نفقد الإرادة الحرة في الإختيار و القبول أو الرفض هذا واقع عاشه الفلسطيني و لكن أليس هو من حفزه على الإبداع و إثبات ذاته و تتويجه في مجالات عدة ؟
=صدقت والله نعم فقدنا القدرة على اختيار جغرافية الهجرة واالعمل والإقامة،هو هكذا الواقع الفلسطيني،وفي رأيي أن الإبداع ليس مرهونا بغربة أوهجرة جبرية أو قهرية،الإبداع قائم في الذات البشرية في ظل القهر أو في ظل العدل، شعراء عالميون عاشوا تحت ظلال مختلفة وكلٌ أبدع، إنما الهجرة الجبرية فرضت على الفلسطيني وغير الفلسطيني ممن عايش القهر والجبر أن يعزف أكثر على الوتر المجروح والناي المبحوح،ربما في صفحاتنا الفلسطينية مشهد الدموع طاغ ٍ على مشهد الشموع، لكن بمقياس الإبداع لا فرق بين دمعة وشمعة.
- ما هو تأثير الهجرة و التنقل بين عدة بلدان على قلمك الباذخ و هل نستطيع أن نجد كقراء وضوح ذلك في انتاجاتك الشعرية ؟
= أبدا ، هو ذات الجرح المقيم في القلوب لا يغيره تنقل من شرق إلى غرب وبالعكس،فلسطين هي فلسطين ، والوجع هو الوجع، حملته في الجزائر والبحرين وليبيا والإمارات ومصر وسوريا والسودان-تلكم هي التي أقمت فيها، لكن الذي أثر فيَّ في تنقلاتي ردة فعل شعب عن شعب،وهذا راجع إلى طبيعة الحكم الحامل للجرح الفلسطيني ،وبين والنظام الذي يرى في الجرح الفلسطيني عالة,. ربما ظهر هذا في بعض قصائدي تلك التي ضاعت أو ضيعتها.كما ضيعتني لاحقا.
- قرأت في إحدى مداخلاتك : " أنك دفعت ضريبة عالية حيث عانيت و أسرتك الطرد من العمل و إلغاء الإقامة و المبيت ليال متعددة في مطارات الأمة حتى استقريت و دون إقامة .. هذه صورة من صور المعاناة التي يعيشها كان و لا يزال الفلسطيني حامل الوثيقة ..ما انطباعك عن هذا و هل دونت هذا في نص شعري ؟
=هناك مناطق محرمة شعريا وأدبيا وصحفيا من أن أقترب منها فالواقع في أيد حبلى بالمحرمات للأسف و هنا بعض انعكاس هذه المعاناة ..
وطني يشدُّ زِمامَهُ الخصيانُ=فانهارَ صَرْحٌ واختفى إنسانُ فيه الكواعِبُ للمُراد ِ تناسَلتْ= وتكاثرتْ للمُشتهى غِلمانُ هذي قصورٌ فاحَ منها عُهْرُها=ويُقالُ:فيها يُقرأُ القرآنُ العِطرُ يَرْشَحُ مِن مَسام ِ ثيابهم= ومِن القلوب ِتمَكَّنتْ أعفانُ إنْ أسقطوا بالماء ِكلَّ ذنوبَهم= فبأيِّ ماء ٍ تسقطُ الأدرانُ!
=انطباعي محفور على جدران قلبي ومعلق على أهداب روحي.نعم عشت الليالي القاهرات في المطارات،عشت اللحظات التي أغلقت فيها أبواب الأمة في وجوهنا، بينما فتِحَتْ على مصراعيها لأعداء الأمة، عشت هذا يا سفانة وذقت مرارته، وظهر جليا واضحا في كثير من كتاباتي، وهناك من القصائد ما لم أجرؤ على نشره رغم صدقيته، لكنه القهر. أقول في بعض القصائد
سبحان مَن جعل َالوثيقة َلعنة ً=فلها الهمومُ من التخوم ِ تُجَمَّعُ وبها المصائبُ والنوائب تُشْترى=وبها الكلابُ لنهش لحمِك تسرعُ في عهدها هادنتُ ألفَ مُداهن ٍ=ودفعتُ حتى لا يُقالَ لنا: ارجعوا جيبي على كل الحدود خزينةٌ=ولكل مفتول ِ الشوارب ِ أدفعُ هي كلما ضاقتْ علينا ساحةٌ=راحتْ على أعدائنا تتوسَعُ
وفي قصيدة ثانية
يا صاحبَ الشأنِ لا جُـرْمٌ ولا ذَنْـبُ=فِيْم الشتائمُ والتهديـدُ والضـربُ !! هذا الجوازُ وذي الأوراقُ قد خُتمـتْ=وفـي الحقيبـةِ ثـوبٌ فوقـهُ ثـوبُ ماذا جَنيـتُ وقـد فَتشـتَ أَمَتعتـي=أَمْ أنّ ثوبُـك فـي طياتِـهِ ذِئـبُ ! = وربما تكون المصارحة كاشفة للحقائق فيرفضها أصحابها/ كنت أرى أناسا يكرمون وهم أهل لغير ذلك وأناسا يهمشون وهم أهل للتكريم: و هذا بعض ما قلته في قصيدة –قبس -
النـورُ حَوْلَـكِ أَطْـبَـقَ الأجفـانـا=وإليـكِ مَـدّ المستحـيـلُ لسـانـا والشمـسُ فوقـكِ أطفـأتْ أنوارَهـا=والأرضُ راحـت تُخْمُِـد البركـانـا وأكادُ أصرخُ في ضميـركِ غاضبـاً=مِنْ بعدِ مـا غَـصَّ المـدى أوثانـا أنـا لا أشـكُّ بأننـي فــي أمــةٍ=تخْصي الكـرامَ وَتُكـرِمُ الخِصيانـا
- هل شعرت خلال رحلتك مع الشعر بــ سوط التهميش يجلد قلمك المبدع ؟
=ليته سوط يا سفانة إنها سياط،لكنني حين أقتربت أو هاتفت من لهم باع في ذلك مستفسرا، عرفت السبب تلميحا.الرعب الذي يسكن الشعراء يسكن النقاد أيضا. بعض القصائد كالمخدرات لا يمكن لناقد أن يقترب منها وبعض الشعراء يُهَمّشون نقديا لأسباب عدة على رأسها كونهم يواجهون الحقيقة ويعلنونها،ولأن الكثير من قصائدهم تدخل غرف النوم في القصور وتصور من هناك كل شيء، ولأن شاعر المواجهة يصور ما يجري وراء الكواليس والأبواب المغلقة، يكون حاضرا هناك بروحه وقدرته على السماع والرؤية من خلال النتائج، شاعر المواجهة يَرى ولا يُرى-من هنا وجبت مقاومته, ومن هنا تتجنبه الأقلام الدارسة، وقد دفعت ثمن هذا على الساحتين النقدية والوظيفية.وكل شيء يهون مقابل كشف الحقيقة.
- وكيف يمكن لشاعر و أستاذ لغة عربية أن يقاوم الإسفاف و الإعتداء على جسد اللغة العربية من خلال استخدام اللهجات و سوء التعامل معها من حيث سلامة بنيانها ؟
=مقاومة هكذا تيارات مشبوهة لا يكون سوى بالمزيد من العطاءات الشعرية الراقية، وكل إسفاف أو غث أو دخيل تلفظه الفطرة اللغوية السليمة، هذه محاولات لها جذور تاريخية حاولت النيل من التراث الديني والأدبي لكن الشعر الرصين يقضي بقوة لغته وبيانه على كل شعر متطفل ودخيل،لغتنا قوية جدا جدا، لكننا نحن الذين نحمل بذور الضعف، وهيهات للعربية أن تلتفت لتافه المحاولات. وقبل هذا وذاك كتاب الله وسنة نبيه خير من يحفظ هذه اللغة المقدسة، وتجربة فرنسا في الجزائر شاهد على فشل أعتى المخططات لغسل دماغ شعب من لغته ودينه.غادرت فرنسا مدحورة وبقيت الجزائر العربية المسلمة.
- للشبكة العنكبوتية مساحة رحبة لكل الأقلام ماذا قدمت لقلم ضيفنا القدير من إيجابيات أم السلبيات هي التي تطغى .. و ماذا تقول لنا كقراء عن هذا الغازي الذي استطاع اقتحام حياتنا و حتى خصوصياتنا؟
=الشبكة العنكبوتية سيدتي،شبكة لا قانون يحدها ولا دستور ينظمها، باب مفتوح لمن هب ودب،لذا ترين الغث والسمين، والصالح والطالح، وأهيب من هنا بالمسؤولين عن الشعر خاصة أن يضعوا ضوابط للنشر، وأن تكون هناك ضوابط لنشر النصوص، أحيانا تطالعك نصوص تثير السخرية والله، والأدهى من ذلك أولئك الذين يضعون د. مزيفة قبل أسمائهم وتفضحهم أخطاؤهم الطفولية وجرائمهم المكشوفة لغة ونحوا وعروضا،لا بد من ضابط للنشر في المواقع الأدبية وهذه مسؤولية ضمائر أصحاب المواقع.هذا ما أقوله، وأضيف علينا كقراء واجب تجاه هكذا تفاهات ألا نوليها أي اعتبار، وأن نخاطب الجهة الناشرة لمثل هذه السفاسف، وكثير من هذه المواقع مشبوهة وموضوعة لأهداف، لذا تبقى مسؤولية القارىء أن يكون واعيا وألا يضع تعقيبا ولا إعجابا إلا بعد إعجاب حقيقي.
- المنتديات و الصحف الإلكترونية و المواقع الإجتماعية كلها ساهمت في وصول قصائدك للقارئ ، فهل هذا سبب رئيسي في عدم اهتمام القراء في الحصول على دواوين الشعراء ؟
=قد يكون هذا أديبتنا القديرة سفانة، وقد تكون هناك عوامل أخرى ، منها نشاط الناشر والموزع،فقد عانيت منهما كثيرا حين طبعت دواويني الإنفرادية قبل طباعة المجموعة الكاملة،فالمهم عند غالبيتهم المردود المادي من الكتب الأكثر رواجا، فمعظمهم يصنف دواوين الشعراء في آخر القائمة، إضافة إلى الواقع المادي الصعب الضاربة جذوره في مجتمعاتنا في الغالب،لكن يبقى للشعر قراؤه ورواده.
- كيف تختار عناوين " قصائدك - دواوينك " و هل حدث ان غيرت العنوان بعد سنوات من ولادة قصيدة ما ؟
=عناوين قصائدي أختارها من خلال البحث عن كلمة تختصر القصيدة، أو من كلمة موحية وردت في القصيدة، أما الدواوين فأسميها بما يغلب على مواضيع قصائدها،(مخاض الهزيمة ) كان عنوانا لمجموعة قصائد تصور الواقع العربي بعد سلسلة الإنهيارات والهزائم على كافة المسنويات،العسكرية والإقتصادية والأدبية والخلقية أحيانا،(صهيل وهديل) عنوان ديوان تراوح قصائده بين دعاة السلم و الإنهزامية، وبين المتمسكين بالثوابت والحقوق العربية في فلسطين خاصة، وهكذا الحال في باقي الدواوين,وقد غيرت وبدلت في العناوين والبنية أحيانا.
- أين تحب أن يضعك القارئ : شاعر كلاسيكي أو رومانتيكي أو واقعي وثوري ؟
=أعتقد أن القصائد هي التي تصنف الشعر وتلونه، كتبت الشعر العمودي والتفعيلي ، ومارست الأساليب البسيطة والمركبة والرمزية والمباشرة، أكتب ما يمليه الواقع أحيانا كثيرة / وأسرح في عالم الخيال فأنتقي من هناك الحبيبة بجانب الحبيبة المقيمة في القلب،أرى الوطن معشوقة في كثير من قصائدي، وأهامسها برومانسية ، وتقفز إلى ذهني صورة قيس وليلاه فأناجيها من خلال أسلوبه القيسي/ وبان ذلك جليا في قصيدتي (حبيبتي والبحر)، فكل شاعر تقريبا ترين فيه تلكم الأنماط الشاعرية وقد يطغى نمط على الأنماط الأخرى، وقد يطغى على قصائدي النمط الواقعي الثوري في القصائد الوطنية، والنمط الرونماتيكي على غالب قصائدي الغزلية والتي ستكون هي الجزء الثاني من مجموعتي الكاملة, وأكون كلاسيكيا حين أقترب من رموزها: أقول في قصيدتي –مع المتنبي – وهي قصيدة طويلة:
مــا كــل ُّظـهـرٍ ٍ حـيـن يُطـلـبُ يُـرْكــبُ=فــزِ ِن ِ المطـايـا إنْ بـــدا لـــك مَـرْكــبُ قلـبـي عـلــى حـــدِّ الـسـيـوف مـهـاجـرٌ=لـكـنـه مِـــنْ كـــلِّ صـلــب أصــلــبُ جــاورتُ نـجـمـا فاسـتـبـدَّ بـــيَ َالأســـى=فــــي مَـحْـمَــلٍ سًُــمّــارهُ لا تـتـعــبُ عـاشــرتُ أصـنــافَ الـرجــال فرُمْـتـهـم ْ=عــنــد احــتــدام ِ أوارهــــا تـتـهــرَّبُ كــم مــن صـفـيٍّ فــي الــورى صافـيـتُـه=حــتــى إذا اخـتـلـفـتْ بــنــا يتـثـعـلـبُ إنـــي وإنْ قـــصَّ الــزمــانُ أصـابـعــي=أمـضـي إلــى المُـهـر الـشـمـوس ِفـأركــبُ .................
وفي أخرى( اللعنة) وهذا بعض منها أَتَيْتُ أَجُـرُّ ثـوبَ الـذلِّ مُنكسـراً=لأَسـألَ قلعـةً للـعـارِ تَنْـجَـرِفُ علامَ الصمتُ صار اليـوم شِرْعَتَنـا=كأنّ الطيـرَ فـوق رؤوسِنـا تَقِـفُ فهل هذا الـذي يُقْضـى لنـا عَبَـثٌ=وهل هذا الذي يَجـري لنـا صُـدَفُ فـلا والله لا عَـبَـثٌ ولا صُــدَفُ=ولكنْ نحـن فـوق ترابِهـا جِيَـفُ نعيـشُ تناقـضَ الأيـامِ فـي كَمَـدٍ=فـلا غَضَـبٌ يُثَوِّرُنـا ولا أَسَــفُ وَنَعْـلَـمُ أنّ بَـلْـوانـا تُرَتِّـبُـهـا=قُصورٌ، دينُهـا الإسـرافُ والتَـرَفُ ..................
وأكون غير ذلك أمام الحبيبة المتصَوَّرة وقفتُ على باب الأحبة باكيا=فقد بات مَنْ في القلب ِ يا قلبُ نائيا لمستُ غبارَ البيتِ ثم شمَمْته=فما زال مِنْ ريح الأحبة زاكيا سمعتُ وراءَ السّور ِ شهْقة َ وردة=ونهْدَة َ عصفور ٍ يصيحُ مناديا تنهَّدَ بابُ الدار ِ حين رَدَدْتهُ=ومالَ نخيلُ البيت ِ يبكي راجيا أنادي وما في البيتِ إلا عناكبٌ=وأطيافُ أشباحٍ تحومُ ورائيا
-قلت سابقا أنك كتبت و لم تجرؤ أن تنشر ما كتبته لأنه عكس ما تعتقده الآن ، و في لحظة صدق و خشية نفذت حكم الإعدام في معظم ما كتبت هل لازلت على قناعتك هذه بعد كل ماجرى و يجري في أيامنا هذه ومن حولنا ؟
=نعم سيدتي تغيرت قناعاتي فحكمت على كل ما كتبته في ريعان الشباب بالإعدام حرقا،في تلكم الفترة غزت المنطقة من محيطها حتى خليجها أفكار يسارية جلبت لها غالبية شباب الأمة الذين كانوا يبحثون عن مصدر فكري للخروج من واقع الهزائم العربية العسكرية فكان المد الشيوعي –تسونامي- ضرب المنطقة، والآن أقول وللأسف كتبت أروع قصائدي (أدبيا ) حول ذلك، ولما استقر بنا المقام الفكري واكتشفنا الحقيقة بعد دراسات مستفيضة ، كان لا بد من مراجعة ذلك النتاج الأدبي المعبر عن فكر بدا أنه قادم لأهدافه هو لا لمصلحة الأمة مطلقا، كان الحل أن أعدمت تلكم القصائد التي جندتها لخدمة تلك الأفكار، وكان أن اكتشفت أن مع تلك القصائد التي كتبتها في مواضيع أخرى، وكأن الشعر كائن يعي يا سيدتي، بعد هذه المحرقة هجرني الشعر سنوات وسنوات وكأنه أصدر حكمه عليَّ، لكنه عاد رويدا رويدا فأصابتني رغبة في التعويض وقد كتبت لفلسطين الكثير الكثير وللأمة وللحبيبتين.
- وهل هناك متسع بعد لأن يكون الشعر مساندا لأية فكرة وحدوية أو ترميم بعض ما انهار من أحلام و من آمال لتلم شمل أمتنا ؟
=نعم يا سيدتي وبكل تأكيد،في سجل الحضارات وتاريخها مبدأ يقول –أنه لا نهضة علمية، ولا تحقيق فكرة وطنية إلا بعد نهضة أدبية،والقارىء لتاريخ الحضارات كيف سادت ومن ثم كيف بادت يدرك أن النهضة( الأدبية) سباقة للنهضات الأخرى والوحدة بين شعوب الأمة هي أسمى النهضات في واقعنا، ألم يسبق النزول على القمر روايات عن النزول على سطح القمر؟ ألم تسبق رحلات الفضاء الحقيقية رحلات قصصية أدبية، لذا لا وحدة عربية دون نهضة أدبية، قد يطول الطريق وتتوالى الأعوام دون الوصول للمراد، لكن الزمن في التاريخ يقاس بالعقود والقرون-هكذا قالها التاريخ عمليا عبر ملفه الطويل.
- ماذا تحدثنا عن المجموعة الكاملة للشاعر القدير صبحي ياسين ، و هل هذا الإنجاز الكبير حقق أكبر أحلامك وآمالك ، و يبقى الأمل في انفجار جمالي يشق طريقه إلى القراء بكل بهاء ؟
=حقا وصدقا قلمنا الغالي سفانة، كان حلما فصار واقعا والحمد لله، لكن الفرحة لم تتم، لأنني كنت أخطط على أن تكون عملية الولادة أمامي وتحت ناظريَّ لكن قاهرات الظروف حتمت على أن تكون الولادة بعيدا مكانيا لا روحيا، أليس غريبا أن يرزق المرء بطفل يراه ويتناقله الآخرون دون أن يراه هو ودون أن يلمسه!! لكن الحمد لله أن الجزء الأول من مجموعتي الكاملة وقع بين أيد ٍ أكثر أمانة مني عليه، يكفيني فخرا أن الدكتور-عدي اسماعيل شتات- هو من تولى العمل نيابة عني تنقيحا ومراجعة ومتابعة، ولن أمدح رجلا هو فوق المدح ، يكفي أنه ابن الشاعر المناضل والعلم الخفاق في صدر فلسطين- اسماعيل ابراهيم شتات( ابن الشاطئ ) وسيكون هناك الجزء الثاني من المجموعة قريبا إن شاء الله وسيتضمن في غالبيته القصائد الغزلية وما جادت به القريحة من وطنيات بعد طبع المجموعة الأولى.
- كثيرة هي المسابقات التي شارك فيها قلمك المبدع شاعرنا القدير و قد حقق خلالها المراكز الأولى .. فهل تسلط لنا الضوء أكثر على بعض هذه المشاركات ؟
= نعم لقد كانت لي مشاركات كثيرة و عديدة وكان لي نصيب فيها بفضل الله أذكر منها مثلا : في أواسط الثمانينيات فوزي بالمركز الأول في مسابقة رابطة الشباب الإسلامي العالمية في الإمارات و المركز الثاني في مسابقة نظمتها وزارة الإعلام الإماراتية وعلى المركز الأول مرتين متتاليتين في مسابقة منظمة شعراء بلا حدود جائزة الأرض لعام 2012 المركز الأول وعلى المركز الأول في مسابقة واحة الإبداع العربي ونفس المركز في مسابقة روح الشعر وعلى المركز الثاني في مسابقة نظمتها إمارة الشارقة حول أغنيات فصحى للطفل.و حصلت على المركز الثالث في مسابقة رابطة نور الأدب العالمية و المركز الثالث في مسابقة المبددعين العرب ، هذا ما أسعفتني الذاكرة بذكراه .. وربما ظروف التغرب حالت بيني وبين تتبعي للمسابقات من سنوات
- هل ما زال الشاعر القدير صبحي ياسين ينتظر ولادة قصيدة لم تأت ِ مخاضاتها بعد ؟
=أحلم بالقصيدة التي تمشي على الأرض بين الناس حاملة راية مكتوب عليها-لن نكون حتى يزول صهيون-قصيدة تقنع المترهلين قبل الصامدين .ويعتنقها الزاحفون على الجباه قبل الحاملين السلاح.
- ماذا يقول شاعرنا صبحي ياسين عن الأقلام التي تعبأ بمهام سياسية شعاراتية كتلبية لقناعات حزبية أو مؤسساتية هل نستطيع تصنيفها كأعمال إبداعية أو نكتفي بقراءتها و حسب لانها تعبر عن مرحلة أو فترة زمنية و تمضي ؟
=فرق بين الشاعر الشاعر والشاعر الموظف لكتابة المناسبات وتمجيد من هم دون الصفر،هذه ليست أشعارا إنما هي شعارات تزول بزوال السلعة التي قيلت فيها.
- في سياق الرحلة الطويلة للجوء و التهجير و الغربة تكمن خيبات لا تنسى كم لهذه الخيبات من حضور في قصائدك ؟
=كثيرة جدا يا سفانة، عانيت فكتبت عن تجربة عملية لا روائية، وعلى رأس ما كتبت-وثيقة!قف –وثيقة! ممنوع – وغيرها من المنثور بين دفتي المجموعتين، لكن لم أركع فكريا وشعريا تحت أية خيبة بغض النظر على أية ساحة كانت، وكنت آخذ منها الدرس تلو الدرس بدءا من تاريخ النكبة والنكسة والغزو المبرمج صهيونيا كل عقد من الزمن/كنت أحذر وأشرح وأحلل سبب الخيبة وما يجب كي نتجني أخرى، كان التمسك بالمبدأ العقدي والعقيدي من أكثر ما أشرحه وأدعو له،وكثيرة هي القصائد الداعية لذلك، القلـب مـمـا يعتـريـه يُـجـدَّدُ=وبضاعـة الإيـمـان لا تتأكـسـدُ كل الجياد علـى المنابـر أُعدمـت =وتصَيَّد َ الجهـلُ الكـلاب َ فسُيِّـدوا شوّهتـمُ التاريـخ حيـن ركبـتـم ُ=فكرا إلـى وكـر الجهالـة يَصْعـدُ أمِن الرجولـة نحْـرُ ألـف يمامـة=وهنـاك أولـى القبلتـيـن تُـهَـوّدُ أمِـن الرجولـة أن نفجِّـر راهبـا=والقدس تصـرخ والجليـل مُصَفـدُ كل الملاحـم فـي- الجليـل- قرأتهـا=هيـهـات فيـهـا إصبـع يتـهَـوَّدُ يـا ليتنـي والنـيـل يـرنـو دامـعـا=سِـفـرٌ لــه- داودُ- لـيـلا ينـشـدُ والله لـو شهـد الحبيـب صنيعكـم=لبكى على مـا نحـن فيـه محمـدُ
- هل لديك تصور واضح للمشهد الثقافي الفلسطيني السوريالي في هذه المرحلة الدقيقة التي تعيشها فلسطين و عالمنا العربي ؟
=أعتقد أن المشهد الثقافي الفلسطيني بحاجة إقامة مخيم كشفي من قبل المؤسسات المسؤولة، للكشف عن ملابسات تحنط العديد من المؤسسات وانغماسها في الترف الفكري الفارغ وتهميش الأقلام التي لعبت دورا في نشر الوعي الفكري والثوري. والتوقف عن الفكر القبَلي في التعامل مع العقول/فكثيرا –وعلى سبيل المثال-نرى ابن البلد أو الصديق أو صاحب اليد البيضاء أو صاحب المركز المالي أو الإجتماعي له الأفضلية في المشهد الثقافي، ربما هنا نرى سر التخلف والمراوحة أحيانا، كان بعض الرموز الثقافية المسؤولة هرمت في شبابها ولم تعد تعيش الواقع المأساوي الثقافي، يجب ان تتحول هذه المؤسسات من جمعيات خيرية إلى مؤسسات ثقافية فاعلة.لا بد من انتفاضة في المشهد الثقافي الفلسطيني بعد تراكم الغبار والمحسوبية والتفلت الأخلاقي في مجال احترام الكلمة،فنرى شاعرا مقتدرا ماديا تتبنى طباعة ديوانه مؤسسة تتسول له كلفة الطباعة، ولو وزنت ما بين دفتي ديوانه لما وجدت سوى الغثاء والهراء , وعلى العكس يتم التعامل مع الأقلام الناضجة المخلصة، ذلك على سبيل المثال، هذا المشهد صورة طبق الأصل من المشهد الثقافي العربي في البلدان المتخلفة ثقافيا -المشهد الفلسطيني يحمل قضية لكنه محمول على أكتاف مستأجرة.ولا أعمم ولكن هذا هو الأشمل.
- لقد بات من صميم الثقافة الفلسطينية أن يكون الشاعر مسكونا بالفعل السياسي . و منذ أيام مرت علينا ذكرى مؤلمة على كل فلسطيني هي ذكرى " النكبة " ماذا يحدثنا ضيفنا الكريم عن هذه الذكرى و عن توابعها و انعكاساتها على المشهد الشعري و على قلمه خصوصا ؟
=تعودنا منذ نعومتها على إحياء مهرجانات لوعد بلفور والنكبة والتقسيم وإلقاء الخطب الحماسية،ثم يتوجه المنظمون والمستمعون في نهاية كل شهر لاستلام حصصهم الغذائية من – الأنوروا – وهكذا منذ النكبة،كل نكبة أصابت شعبا أو أمة ترى لها من المفكرين والمخططين والممنهجين من يقفون لها محللين بهدوء- وراسمين طريق الحل-وقد تنجح وقد تفشل- لكن تبقى عملية المتابعة الفكرية والتحليلية مستمرة حتى تحين اللحظة المناسبة- نحن نحتفل لإحياء ذكرى لا يمكن أن تنسى ـ الأولى بنا أن يجتمع مفكرو وسياسيو ومنظرو ومؤرخو الشعب الفلسطين ومناقشة السبب ووضع الحلول المرحلية. أما تهييج الجماهير ومخاطبة مشاعرها فقط، فسرعان ما تهدأ المشاعر وتعود الأمور لسابقها، المشاعر آنية والفكرة خالدة- لذا في مثل هذه المناسبات نحن بحاجة لمفكرين وبحاجة للبحث عن مخططين ومنفذين، مثل هذه الأفكار بلورتها شعرا في العديد من القصائد. متى تنتهي هذه المَهْزلة ْ!!=ومَنْ سَيَحلُّ لنا المَسْألة ْ بلادي تنامُ على – العاديات ِ= وتصحو على- الفجر ِالزلزلة ْ- ففي كلِّ قلب ٍ لنا مَأتمٌ=وفي كلِّ بيت ٍ لنا أرملة ْ فمَنْ أرضعَ الأرض َ هذي الدماء=ومَنْ أطعمَ الطفلَ للقنبلة ْ يجوسُ اليهودُ ثرى أمتي=.وما مُسَّ مِن كفهمْ أُنمُلةْ ْ أتاكمْ أبو جهل يُفتي لكم=.فقمتمْ إلى السيف ِ والمَقصَلة ْ فتاوى تباعُ بلا ذمة =..ومَن يعرف الحقَّ لن يجهلهْ فبعضُ المشايخ ِ مثلُ الدّمى= وبعضٌ كما الآية ِ المُرْسَلة ْ جهادُك في القدس ِ مَنْ حرّمه!!= وفي الشام مَنْ يا ترى حللهْ فلسطينُ مَنْ فضَّ منك ِ العفاف= ومَسرى نبيك مَنْ سَلسَله ْ!!! وهذي شفاهُك ِ من قصّها=ورأسُك بالطين من جَلّلهْ ومَن أشعلَ الجمرَ في مقلتيك..= وصدرُك بالحقد مَنْ قنبَلَهْ
ومن صهيل الشمس:
أتيتُ بابَك ِ يا ليلايَ أرتجفُ=فقد تمَكَّنَ مني الخوفُ والتلَفُ مَراكِبُ العشق ِ ضاعتْ عن موانئنا=وصادَرَ الشوقَ مِنْ أعماقنا التَرَفُ دَمْعُ القصائد ِ في الخدين ِ مُلْتَهِبٌ=وطائِرُ الشؤْم ِ فوق َ رؤوسِنا يقفُ ما أضيَعَ الحبََّ إنْ فَرَّتْ بلابلُهُ=أو َمسَّهُ الشكُّ أو أزْرى به الأسَفُ أُقَلِّبُ الطَّرْفَ فيما مَرَّ مِنْ حلم ٍ=فيَسْخرُُ العمرُ والآمالُ والصُدَفُ لا أجلدُ الذاتَ من هم ٍ ومن كمِد ٍ=لكنما الذات نامت تحت من عصفوا يا بنتَ مَنْ رَكِبوا الأفلاك َ في زمن ٍ =أسْلَمْت ِ أمْرَك ِ للأوغاد ِ فانحرفوا
- المعاناة قدر يرافق المبدعين أم نعمة تنعكس ابداعا .. في كلتا الحالتين وجدنا فلسطين في عيون قصائدك و في روح الكلمات نابضة لا تموت .. أي القصائد عبرت عن هذه المعاناة أو عن ثورتك الداخلية المستديمة ؟
=المعاناة قدر يرافق المبدع فعلا- يكون ذلك نعمة في ظل الحكومات الواعية –فتتعامل مع الإبداع عينه لا مع مراميه الفكرية والنفسية، ويكون نقمة في ظل الحكومات القهرية القسرية/ وهذا يفسر لنا سر الهجرات المتتالية عبر كل جيل خارج حدود المنطقة العربية،. وكثيرة هي القصائد التي عبرت فيها عن ذلك، يثور الشاعر عندما يقول الحقيقة فتتحول تهمة يحاكم عليها، يثور الشاعر حين يشعر أن ذكر تحرير فلسطيسن صار كثيرا للسخرية في ظل أنظمة تريد فرض واقع مرفوض تاريخيا وواقعيا.
-الصراع مع العدو الصهيوني تجاوز 65 عاما و صراع الأخوة تجاوز السنوات .. وكان لهذا ارتداده على كل فلسطيني فكيف بالشاعر و الأديب ، ماهو موقفك الشعري مما حدث و يحدث ؟
=المأساة الحقيقية قديرتنا سفانة أن عدونا تمكن من تحويل المأساة إلى ملهاة،وانعكس هذا على كل من يملك حسا وطنيا،أصبح الهاجس المشترك لدى الأمة يتجسد في وضع نهاية للملهاة التي تمارس في منطقتنا العربية حتى نعيد ترتيب فصول المأساة التي كادت أن تنسى وسط صراع الأخوة، والذي أجل الصراع مع العدو ربما لقرون- الشام بلد الياسمين عشقتها لكنهم هاجوا عليها بجهلهم وحقدهم ولقد جسدت ذلك شعرا
يا مَنْ أبَحْتمْ في الشآمِ جهادَكمْ=وهناك قدسُ المسلمين مُهانُ يا مِنْ ذبحتم بالفتاوى أهلنا=منكم أجلُّ وأشرف الأوثانُ لا تعجبي مِنْ حالِنا ومآلنا=والأرض يجري فوقها الطوفانُ فإذا الأمورُ تقلبَتْ في ساحةٍ=بالت على أسيادِها الأقنانُ وإذا الشعوبُ تنازلت عن حقها=ذلَّ الرجالُ وسُيِّدَتْ نسوانُ وإذا الطغاةُ تمنكوا مِن ساحة=هاض الجناحُ وزلزلَ البنيانُ وإذا اليهودُ تحكموا في أمَّةٍ=ظهرَ الفسادُ وغيِّبَ الفرقانُ يا أمتي قد أظلمتْ آفاقنا=فالحرُّ يُجْلدُ والتقيُّ يُدانُ لن يستقيم الدربُ في آفاقنا=حتى يَلُمَّ شتاتنا القرآنُ
- حرب غزة تكررت و الشعر أمامها تهاطلت عبراته و مآقي أقلام الشعراء نزفت بغزارة فكيف بابن غزة ؟؟
=غزة غصن على ساق الشجرة الكبيرة فلسطين،وعبر عشرات السنوات تعرض هذا الغصن للضرب والكسر واللّي ، لكنه سرعان ما كان يسترد وعيه ويواصل نموه,وكم ضرب هذا الغصن صدر ووجه العدو، كثيرة هي القصائد التي كتبتها لغزة ورسمت فيها الوجع والصمود والعناد.
أبــدا لـذكـركِ أدمـعـي تـتـرقـرقُ=.....وجـوىً يَفـيـضُ وخـافـقٌ يتـحـرّقُ قـد جـف ّ عـودي وانطـوَتْ أوراقـُـه=مَـن ذا الـذي يحنـو علـيـه ويُشـفـقُ هـل مِـن سبيـلً كـي أضُمَّـكِ لحظـة=ًفلعـلَّ عـودي قـرْبَ عـودكِ يــورقُ
ومنها أيضا
واللهِ لـو رصفـوا الــدروبَ وزَيّـنـوا=فَلَـكَ السمـاءِ بمـا يُـحَـبّ ويُعـشـقُ في غير حضنـكِ لا يطيـب لـيَ الهـوى=وبغيرمـائـكَ يــا ثَـراهـا أشْـــرَقُ الشبـرُ عنـدي فـوق أرضـك ِ واســعٌ=والكـون دونـك يـا بــلادي ضـيّـقُ وأنـا الغنـيُّ عـلـى ثــراكِ بـدرهـم=وعلـى سـواكِ بمـال –كسرى-أمْـلَـقُ وأكـادُ أحْسُـدُ كـلَّ طيـر ٍفـي السـمـا=يَمْشـي عليـكِ وفـي فـضـاكِ يُحَـلـقُ قُبَـلاً أُطَيِّـرُ فــي الفـضـاء ِلعلـهـا=ترسـو علـى الـخـدِّ الــذي أتَعَـشّـقُ وطنـي حبيبـي هــل إليـنـا أوْبَــة ٌ؟=أمْ أنَّ بـابَـكَ دون بـابــي مُـغـلََـقُ أنـا فـوق شطـك ِ لـي خيـالٌ سـابـحٌ=وعلـى غصـونـك خافـقـي يتعـلـقُ عِشْـق ٌيسافـرُ فـي دمــي فيهـزنـي=فيفيـضُ بـي وَجَـعُ الحنيـن ِ فـأرْهَـقُ فأمـدّ كفـي صــوبَ قلـبـي هاتـفـا=يـا قلـبُ صبْـرَكَ حلمُـنـا سيُحَـقَـقُ يومـا سأرجـعُ كـي أضـمَّـك باكـيـاً=وأذوب ُ فيـك مـع الـدمـوع ِوأُشْــرَقُ وَعْـد ٌمِـن الرحـمـن ِفــي قـرآنـِه=لا قـوْلَ دون مَـقـالِ ِربــِّك أصْــدَقُ
- ومن حرب غزة إلى واقع جديد و أليم ما يحدث في سورية مر كالعلقم في الحلقوم عند كل عربي و كل مثقف .. فكيف إذا كان الشاعر يسكن بلاد الياسمين و يتنفس عبيره ؟
=آآآآآآآآآآه أقولها بكل جوارحي، ننصب الفخ ونقع بأرجلنا فيه،سوريا أعشقها، سوريا قدمت للفلسطيني ما لم تقدمه دولة أخرى- ساوته مع المواطن السوري، لذا أشعر بالأسى والمرارة لكل غصن ياسمين ينكسر تحت هوجة الغربان، ما هكذا تنال الحريات إن كانت مسلوبة- للحريات دروب أخرى أما ما يجري في سوريا وغيرها فهي حروب تدمير لا تحرير، أولئك الذين يتلبسون الإسلام في صراعهم-هاتوا لنا من التاريخ الإسلامي واقعة دفع الأبرياء فيها أبناءهم وبيوتهم وممتلكاته ثمنا للا شيء/الإسلام حريص على الفرد والمجتمع ،ولدمشق كتبت-:وهذا بعض من كل
الشعرُ في حَـرَم ِالجمـال ِ يَـرقُّ= فالهمس ُ شوق ٌ والتناغـمُ رِفـق ُ لا تخدشوا خـدَّ الشـآم ِ بـوردة = فدمشـق ُمـن كـل الـورود ِ أرَقُّ تاريـخُ عِـز بالخيـول ِ مُسَيّـج ٌ=وشباة ُرمح ٍفـي الضلـوع يُـدَقُّ
وفي أخرى
شآمُ الراحُ والروحُ الأمينةْ=علامَ اليوم باكية ٌحزينةْ يَعزُّ عليَّ أنْ يَغشاك ِهَمٌّ= ولمْ تلمسْ يديْك ِيدُ حنونةْ عشقتك ِفي مَدار ِالعمر ِصدراً=يَضمُّ لحضنه الدافي بَنينهْ تشيْطنَ فوق رأسِك ِألفُ ذئب ٍ= فهاجَ عليك ِمَن لا يَعرفونهْ
- فقدت للأسف إثنين من أبنائك و لا تزال لا تعرف أين هما ، وهذا خبر مؤلم جدا علينا شاعرنا القدير فكيف على الوالد صاحب القلب الكبير ، فــ لهذا أثر نفسي و أنعكاس على القلم .. ولكن يبقى الأمل في عودتهما لحضنك كل ما نتمناه و بعض مما كتبت لهما ؟
=فقدت شابين في ريعان شبابهما، والغريب أنه ومنذ يناير 2012وحتى تاريخ اليوم لم أتمكن من معرفة معلومة واحدة عنهما إن كانا تحت الأرض أو فوقها- رغم ابتزازنا ماديا ومعنويا،وأنا على يقين لا يدانيه شك أنهما بريئان من كل تهمة إن وُجِّهَت ْ لهما تهمة،شابان مثقفان واعيان يدركان أنهما في غير فلسطين لن يكون لهما دور، صراع داخلي محض، والفلسطيني دوره هناك أولا وقبل كل شيء-تلك كانت قناعاتهما/ وأعي ما أقول عنهما ولم يمارسا من ورائي طيلة عمرهما سلوكا ما،لكن المحقق في عالمنا العربي يضع العقل المستجوب جانبا ويجرد سوطة ومعدات التعذيب لتعترف بما لم تفعل، .
يا دمعُ غاب أحبتي في ليلة= فيها الرصاصُ له أزيزٌ يُسمع بابا -فراس - أجبْ أباكَ فإنني=ألمَا أذوبُ وحسرة ًأتقطّعُ أمضي الليالي لوعة ًفي لوعة= وعلى يميني أمُّكمْ تتوجعُ قولوا لطارق حين يبكي صامتا=دمعُ الأحبة ِيا حبيبي مو جعُ لما رأيت ُالدمع َفي حدقاتكم=أحسستُ قلبي من ضلوعي يُنزعُ جبلٌ أنا تحت العواصف صابرٌ==لكنني مِن دمعهم أتزعزع
وأقول في أخرى هذا مطلعها // لا العيدُ عيدٌ ولا الأفراحُ أفراحُ=ولا الأحبة ُ عادوا بعدما راحوا وهذا مطلع ثالثة // عادَ الشتاءُ ولي أحبابُ ما عادوا=يا رب ذابتْ لنا في البُعد أكبادُ
- ما السؤال الذي كنت ستسأله لو كنت السائل؟
=كنت أتمنى لو سئلت عن دور الشباب الفلسطيني والعربي على الساحتين الأدبية والعلمية والوطنية- للأسف نرى الكثير منهم ينغمسون دون وعي في تيارات لا يدركون مراميها، يقلدون شكلا دون مضمون، يجرون وراء القشور ولا يرون ما تحتها، لا بأس من التقليد الواعي، أما غالبية شبابنا فيعيشون جاهلية القرن الحادي والعشرين،عايشت في غربتي شبابا من مختلف الجنسيات، وكنت أرى الشعور الطويلة والسراويل الضيقة جدا في الوسط والواسعة جدا أسفل القدمين، لكن إن حاورتهم عن فلسطين تشعر وكانك تحاور فلسطينيا وإن ساءلتهم عن واقعنا تراهم يفندون كالمتخصصين، ليت شبابنا يهتمون بالجوهر كما اهتمامهم بالمظهر.
- وما الرسالة التي تحب أن تختم بها حوارنا هذا ؟
=أختم كلامي بفكرة بسيطة أخاطب فيها شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية باعتبار الإنتمائين، لا عودة لشعبنا دون وجود أمل بالعودة، ودون عمل لهذا الأمل، أعداؤنا عاشوا الشتات ثلاثة قرون تقريبا ، لكنهم انتهزوا الفرصة التاريخية ليحققوا حلمهم المزيف ،كل ما مر على شعبنا مجموعة انكسارات عسكرية واجتماعية، لكن النفس الفلسطينية والعربية والإسلامية لم ولن تنكسر لأنها مؤمنة بحقها ، والأمل الفلسطيني لم ينتكس، والحلم الفلسطين قائم في الصدور، أعداؤنا مجتمعهم متوحد على مجموعة من التناقضات العرقية والعقدية لكن كل هذه التناقضات تنصهر في بوتقة الشعور بالخوف والخطر، لذلك كان ديدن الساسة عندهم تهييج المنطقة كل عشر سنوات تقريبا حربا وتهديدا وإن سكتت المنطقة العربية بحكم الظرف المعاش فإنهم يستنبتون خطرا بعيدا عن المنطقة ليحافظوا على تماسك المجتمع المتناقض، هنا يجب أن يكون محور الصراع القادم بين فلسطينيي الداخل والخارج، والكيان الصهيوني.هذا ما دام الميزان العسكري والتكنولوجي في صالحهم.
ولا يسعني بعد تناول القهوتين الروحية والفكرية من يد أديبتنا المحلقة على جناح الأبداع سفانة بنت ابن الشاطىء إلا أن أعترف أنني كنت في ضيافة قلم يتقن فن الغوص في النفس الإنسانية من قلب يعزك وفكر يجلك أتقدم لك شاكرا جهدك وعبقريك وتمكنك على أمل لقاء آخر على عتبات الأقصى الشريف.
* شكرا شاعرنا الكبير صبحي ياسين على هذه الفرصة الباذخة و التي منحتها لي و للقارئ حيث اقتربنا من خلالها لعالمك الإبداعي و من شخصيتك و قلمك .. وقبل أن أضع نقطة الختام سأترك للقارئ قصيدة التوأمان لتكون الخاتمة حيث نُقشت حروفها بإزمير الشوق و الحنين و ذات وجع ، فكانت نابضة بالصدق تتسلل للفؤاد بسرعة البرق و تتربع على عرش الذائقة و الذاكرة معا ..
هذه واحدة (التوأمان) الشمس تنصت والكواكب تخُشّعُ=ودموع قلبي تستجير وتضرَعُ ولدايَ َفرّا ذات ليل ٍمن يدي=فمتى الأحبة للأحبة ترجع!!! قالا سنسرعُ كي نجوزَ غمارَها=قلتُ القضاءُ لما يُراد الأسرعُ يا برْد عمري يا ربيعي كلما=ضاقت على قلبي الجهات الأربعُ يا دمعُ غاب أحبتي في ليلة= فيها الرصاصُ له أزيزٌ يُسمع بابا -فراس - أجبْ أباكَ فإنني=ألمَا أذوبُ وحسرة ًأتقطّعُ أمضي الليالي لوعة ًفي لوعة= وعلى يميني أمُّكمْ تتوجعُ قولوا لطارق حين يبكي صامتا=دمعُ الأحبة ِيا حبيبي مو جعُ لما رأيت ُالدمع َفي حدقاتكم=أحسستُ قلبي من ضلوعي يُنزعُ جبلٌ أنا تحت العواصف صابرٌ==لكنني مِن دمعهم أتزعزع يا ليتني والآه ُيزفرها فمي=نايٌ يَهيجُ به الحنين ُفيُسمعُ ما كنتُ أحسبُ أن تنوحَ قصائدي=أو أنّ كاسي بالمرارة يُترعُ ناشدتكمْ والقلبُ دام ٍ دامع=أن ترجعوا لكنكم لم ترجعوا لوعتماني بالغياب ولم أكن=يوما إذا ما زُلزلت أتلوّعُ ولداي مُرّا في المنام كغيمة=فلقد ظمئتُ وجف عندي المنبعُ لا تزرعوا بالشوك قلب َأبيكمُ=بالورد قلبي يا عيوني يُزرَعُ هل عضكم بردُ الليالي بعدما=كان الوثيرُ لكم بساطا يوضعُ يا رب هبني صبرَ يعقوبَ الذي=عيناه جمرٌ والمحاجرُ أدمُعُ ضيعت عمري شمعة لا تنطفي=لأراكما شمسا بقلبي تسطعُ يا رب عمري غربة في غربة=فالأهل ضاعوا والأحبة ضُيِّعوا قالوا علام الحزنُ فيك مسافرٌ==وعلام شيبُك في سوادك يُسرعُ قلتُ الأحبة فارقوني بغتة=وتنهدتْ بالموجعات الأضلعُ فازداد بي سُهدُ الليالي سطوة=وابتلَّ مِِن نزفِ المدامع مخدعُ يا رب جئتكَ والعيونُ كسيرة=ودموع قلبي صوب بابك تفزعُ ما كنتُ اأحسب أنّ غيبة بعضهم=سيفٌ يَحز ّ ولحم َقلبي يَقطعُ هذا فراشُك يا فراسُ مُهندمٌ= والبابُ بعدك حسرة ً لا يُشرعُ وثيابُ طارق تشتكي حرَّ الجوى=ولها أنينٌ كلّ صبح يُسمعُ كم دمعة ٍ مرّت بشارب خالد=وعيونه نحو السما تتطلعُ وأرى أسامة َ في عرينه غاضبا=عيناه جمرٌ والفؤادُ مُضيَّعُ قامت- لجينُ- إلى القميص تشمُّه=وهناك قلبي داميا يتوزعُ يا- لينُ- بابا لا تسيل ُدموعُه= لكنه رغم العنا لا يركعُ أبًُنيَّتي إنْ الحياةَ متاعبٌ=والمستجيرُ بربه لا يجزعُ كفي أنينَك وامسحيها دمعةً=فالدمعُ يضني والأنين يُزعْزِعُ وهناك قلبٌ وَدَّكم وأحبكم =ودعاؤه في كل سطر يُزرعُ يا سالكين شعاب َيثربَ يمموا=باب َالحبيب كرامة ًوتضرعوا يا رب رد الغائبين لأهلهم=فوراءهم مُهجٌ تحنُّ ورُضّعُ يا رب أدري أنّ حكمَك نافذ=يا رب وحدَك من يضرُّ وينفعُ
#سفانة_بنت_ابن_الشاطئ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على ناصية الحرف : حوار جاد مع الروائي المبدع -سعد سعيد -
-
على ناصية الحرف : حوار جاد مع الشاعر العراقي الراقي -عواد ال
...
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|