أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ثورة سنية ضد الشيعة .. هذا ما قاله المالكي














المزيد.....

ثورة سنية ضد الشيعة .. هذا ما قاله المالكي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4838 - 2015 / 6 / 15 - 14:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثورة سنية ضد الشيعة .. هذا ما قاله المالكي
جعفر المظفر
عد نوري المالكي ، يوم السبت (13 حزيران2015)، ما يحصل في العراق بمثابة "ثورة طائفية" للسنة ضد الشيعة. ولمن نقصته قدرة تشخيص الأسباب الرئيسة التي ادت إلى مأساة إحتلال ثلث الأراضي العراقية من قبل داعش, وفي المقدمة منها ضياع نينوى, أو لذاك الذي ما زال في شك من نوايا المالكي ومرضه الطائفي يستطيع الأن أن يقطع الشك باليقين دون إنتظار للنتائج التي ستتمخض عنها لجنة الزاملي والتي قد يكون واحدا من أهدافها إيجاد طريقة ما لتجنيب النظام السياسي المريض خطر الإعلان عن كونه أحد سببين للهزيمة, ثانيهما المالكي نفسه.
إن بقاء نوري المالكي على سدة الحكم وإستمرار هيمنته على مفاصل اساسية في الدولة وترأسه لواحدة من أخطر واقوى الميليشيات وإلتفاف أخريات حول زعامته ثم إقدامه بحرية على إطلاق خطب وتصريحات ليس المقصود منها سوى تصعيد الإقتتال الطائفي إنما يبشر بأن البلد مقدم على مآس ونكبات ربما تتفوق على نكباته الحالية بكثير وتفوقها من حيث تأثيرها على وحدة البلد وسلامة شعبه.
قبل تصريحه الأخير لم يجهز المالكي نفسه للإجابة عن أسئلة تنال كثيرا من نظريته المريضة هذه, لأنه لم يعود نفسه على تقديم إجابات, شأنه في كل ذلك شأن كل الدكتاتوريات أو أصحاب الميول والثقافات الدكتاتورية التي تظن أنها مصنوعة فقط لإعطاء المواعظ والأوامر والفتاوى والتوجيهات, والأمر لاشك ستتضاعف خطورته حينما يكون الديكتاتور من قراء المنابر.
لن نجادل المالكي على قولته الأخيرة بل سنوافقه على أن ما حدث وما يحدث هو بالفعل (ثورة سنية ضد الشيعة). وحتى لا يقول البعض من أنصاره أنك تكتب بما تتمناه وليس بما تراه فإننا لن نفعل ذلك ولكن نتمنى عليه ان يجيبنا على تساؤل واحد لا غيره : لماذا برأيك سيدي (ثار السنة ضد الشيعة) ؟ ألا يعني إقرارك بأن الأمر كان (ثورة طائفية سنية حقيقة), وأنت الخبير في الثورات, أن حضرتك ونظامك السياسي كان قد أوصل (السنة) لأن يفعلوها على الطريقة الطائفية ردا على إضطهاد طائفي قد وقع ضدهم. أليس هذا بحد ذاته إعتراف على وجود (ثورة طائفية) ضد (حكم طائفي).
إن كثيرا من الأمور قد تعرف بنقائضها, وفي السابق كنا نعرف الثورات على أنها (فلاحية ضد الإقطاع) أو (عمالية ضد البرجوازية) أو (شعبية ضد الديكتاتوريات) ولكن حينما تكون هناك (ثورة سنية ضد الشيعة) فإن تعريف الأمر بنقيضه يعني أن هناك إضطهادا (شيعيا) قد وقع عليهم, وإلا كيف يمكن أن تكون هناك ثورة لطائفة إن لم يؤدي إليها وجود ظلم طائفي مناوئ ونقيض. أليس ذلك إعترافا بوجود نظام طائفي حقيقي كان المالكي وربعه, إلا القليل منهم, يحاول أن لا يعترف بوجوده.
إن كثيرا من مقومات الخطة الإعلامية الذكية كانت تدعو (السنة) لعقد مقارنة بين طبيعة الأوضاع (الطائفية) التي كانت سائدة قبل هذا النظام الديمقراطي الفحل وأوضاع الطوائف في المرحلة الحالية.
وعلى أمل أن تقنعهم هذه الدعوة بعدالة التوزيع الحالية كانت الجداول الرقمية جاهزة ومنها ذلك الجدول الذي يشير إلى أن عدد رؤساء الوزارات في العهد الملكي من الشيعة لم يكن قد تجاوز أكثر من خمسة من مجموع خمسة وأربعين وزارة كانت تشكلت في ذلك العهد, وكان بقيتها من السنة ( شكل نوري السعيد لوحده أربعة عشر وزارة من مجموع الوزارات الخمسة وأربعين وبذلك يجب إعادة كتابة ذلك الجدول إعتمادا على هذه الحسبة !!).
لكن السادة الإعلاميين والمفكرين لم يُحضروا انفسهم للإجابة على سؤال مثل: وهل أن طبيعة النظام الديمقراطي الحالي تسمح بوجود رئيس وزراء واحد من الطائفة السنية ولو خلال قرن من الزمن القادم, أم أن نظرية المكونات قد أغلقت دائرة التوزيع بان جعلت المنصب الأول حكرا على الشيعة فقط, وجعلت بقية الطوائف, وفي المقدمة منهم السنة مسؤولين من الدرجات الأدنى, وجعلت أبناء طائفتهم مواطنين من الدرجة الثانية.
فليقم الحكام من الشيعة إذن, والحوار ما زال يجري بنفس العقلية الطائفية, بتغيير النظام الديمقراطي العتيد بشكل يسمح بحصول سني واحد, ولا نقول صابئي او مسيحي, على منصب رئيس الوزراء, ولو خلال قرن من الزمن, ولنحكم على الأمور بعدها وفق هذا القياس.
من المؤكد اننا لا نؤمن بحل المشكلة الطائفية بهذه الصيغة لأننا نؤمن ان الناس بإمكانها أن تصفق للحاكم إذا كان عادلا بمعزل عن هويته الطائفية. والإسلام نفسه يؤكد على ان كافرا عادلا أقرب للتقوى من مسلم ظالم, فهل يؤمن الطائفيون حقا, وفي المقدمة منهم, المكتشف الكبير السيد المالكي, صاحب نظرية (ان المواجهة الآن بين أنصار الحسين وأنصار يزيد) ونظرية (إن ما حدث كان ثورة سنية ضد الشيعة) بما آمن به الإسلام لكي يعيدوا تصميم نظامهم على الطريقة التي تسمح بوجود نظام عادل ولو كان كافرا, بديلا لنظام ظالم ولو كان كان مسلما. في إعتقادي, لو ان ذلك سيحدث فسوف لن تكون هناك حاجة لثورة سنية ضد الشيعة, مثلما يكون العكس ايضا صحيح. ربما سيكون هناك إحتجاج أو تظاهرة أو حتى إعتصام ولكن لن تكون هناك ثورة



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في حادثة إختطاف جثمان طارق عزيز
- كذبة إسمها المصالحة الوطنية
- بوش يعتذر
- الأحزاب الشيعية العراقية وقضية الدولة والسلطة
- المشكلة الطائفية والقومية في العراق
- السنة العراقيون والعلاقة مع داعش.
- دوران الأرض .. عراقيا
- فائق الشيخ وعاصفة الحزم
- هوامش على دفتر النزوح الأنباري
- مقتل عزت الدوري خسارة فادحة لنظام بغداد وليس مكسبا لها
- الشيوعيون العراقيون وإنحيازاتهم الطائفية
- الحاجة إلى ثقافة سياسية ودينية ضد الإرهاب والتطرف.
- في السياسة والعقيدة وما بينهما
- رسالة من شيعي عراقي إلى حوثي يمني
- المالكي حينما يعترف
- في المأزق اليمني : لا يكفي أن يكون خصمك على باطل لكي تكون ان ...
- إنسانية الشيعي هي في علمانيته
- علاقة الفساد بالدين والسياسة
- قصة الدشداشة والعقال وما جاء في الأخبار حولهما
- همسات بصوت مرتفع


المزيد.....




- 15 أغسطس 1944: مغاربيون في جيش أفريقيا شاركوا بإنزال بروفانس ...
- إيران تقيد الرحلات الجوية في منطقتها الغربية بسبب -نشاط عسكر ...
- الجزائر والنيجر.. تنشيط العلاقات
- حملة المقاطعة تطيح بالرئيس التنفيذي لستاربكس والإقالة ترفع أ ...
- هل يحتاج العراق إلى قانون الأحوال الشخصية الجعفري؟
- تغيير قانون الأحول الشخصية في العراق.. تهديد للديمقراطية اله ...
- روسيا والإمارات تبحثان التعاون في إطار مجموعة -بريكس-
- -نتائجه كارثية-.. خبير أمريكي يتحدث عن هجوم مقاطعة كورسك وتو ...
- المغرب.. مديرية الأمن تعزز الخدمات في مطارين بالمملكة
- بعد تسجيل حريق بمقرها.. القنصلية العامة الجزائرية بجنيف تصدر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ثورة سنية ضد الشيعة .. هذا ما قاله المالكي