فائز الحداد
الحوار المتمدن-العدد: 4836 - 2015 / 6 / 13 - 10:32
المحور:
الادب والفن
كنتُ أرمقُ بعينكِ مقاتل الفجر
وأنتَ تعيدينَ للشمس هيبتها
وماكان الضوء إلا ظلالكِ الرهين
حينَ تُليّلينَ بياضي بسحاب الرؤى
لأبصم على صدركِ بخيمتي وتدفئين
ما خطبُ عُريكِ يطلقني للشوارع أعزلا
فالشمسُ جاريتي وظلال ضالتي..
هل ستعيدين لها شأنها في المرايا:
بغِوى الجاريات
وحلمات الزيتون
وشهوات التفاح..
فالفجر ربيبي بفصول الحقول
وأنا فلاحٌ ما تنازلتُ عن حراثة الليل بغزل العميان
وما سلوتُ الخدود المشرقة بكؤوس الرضاب
ربما ارتضيتُ برحيلكِ شمعدانة سلاها الضوء
فأسقطّتها..!؟
ومنذ عشرين كوكبا..
لم أر ليلا تبارك في النساء .. بل لم أر النساء قط
أبعدكِ قد ألغيت مساجد الضياء في معبدي
وغيّرت مواقيت الصلاة للنادمين ؟!!
بلى..لدي من جراح الرياح الكثير
والأكثر ما ألفيتُه في شوارع الباعةِ
من الظلام في وجوه تبرّأ عن ضوئها الماء!!؟
لكنَّ الشوارعَ مدني.. وأضراس خطاي
تطحنني بذكريات الندمانِ والقصائدِ والقوارير
فما فتئتُ واقفا والشوارع تركض بي في خيالاتي المتّهة كمهذار العين بالصورة الراكضة..
أهاجس خطو السائرين على عجل، واقتفي هروع المؤخرات
فالمؤخرات من تودّع دائما
وليس لي معك الآن غير انتظار ..وأبرر حضوري بحلم لقاء
وعيوني تهرول والشارع واقف، بزحمة زحمتكِ في بالي المنتظر
كم تيممتُ بعرق وجهي، وتعفرّت بأحذية العابرين ..؟؟
وكم وكم .. حتى ابيض شعوري في عمى الدعوات ..
يارب تجيء
يارب يمرُ هاتفها في رمشي
يارب .. يا ربي
لأكذّبَ ما فيّ من شك الغمامات!!
قد مضى عمرٌ وأنا أحتذي الشوارع
وأرتدي الأوطان قمصانا بالية
وليس لي معكِ غير رجاء السائرين
وصار معي أملُ طفلٍ..
صار لي بلدٌ جديد بهاجس الغربة..
يسقط الخريف عن هاجسي
صرتِ أنتِ .. !!
عسى أن لاتخذلني شوارعك الجديدة
ولا تعيدينَ للشمس كوثرها في الضوء !!!؟؟
#فائز_الحداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟