إنشغالهم ومشغوليتكم..

عدلي جندي

الحوار المتمدن-العدد: 4834 - 2015 / 6 / 11 - 21:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

إنشغالهم ومشغوليتكم..
انشغل بقضيَّته : صرف اهتمامَه إليها :- انشغل بتأليف كتاب ، - ينشغل بالعمل كلّ دقيقة من وقته .
• انشغل عن الشَّيءِ : انصرف عنه وأهمله وتركه لاهتمامه بغيره .
اِنْشِغالٌ :
[ ش غ ل ]. ( مصدر اِنْشَغَلَ ). :- اِنْشِغالُ البالِ :-: اِضْطِرابُ البالِ قَلَقاً وَهَمّاً وَغَمّاً .
المعجم: الغني
إنشغالهم وإنشغالنا..
هم ...منشغلون بالعمل التقني والتكنولوجي المنظم والمنتظم والإدارة الأكاديمية .. منشغلون بالتطوير ..تطوير العمل والفكر.. منشغلون بالتجربة وإعادتها وتصويب السلبيات إذا وجدت ..منشغلون حتي بنظم المرور وإشاراتها وموضعها ومُكملاتها حتي تلائم أصحاب الحاجات وغير..
منشغلون بالإنسان ..حريته ..مساواته.. كرامته حقوقه.. أمراضه .. نفسيته .. راحته .. صحته و...إيجابياته..
منشغلون بدراسة الظواهر الشاذة في سلوك البشر والبحث عن وسيلة أو علاج أو حتي كتابة وسن قانون يحميهم من ظلم المجتمع أوإضطهاد القوي ويضمن لهم الحقوق طالما يؤدون واجبهم في العمل ويحترمون الدستور والقوانين ..
منشغلون بالبحث والتنقيب .. منشغلون بسلامة الطفل والمرأة ومعاونة الضعيف وإرشاد المتخلف ومساعدة المختلف والضعيف وتوجيه المنحرف..
منشغلون بحماية الإنسان من سلبيات التفرقة العنصرية والدينية بل منشغلون حتي بالرفق علي الحيوان بطريق جمعيات تتخصص في علاجه وحمايته من التعذيب والضرب وحقه في مأوي حتي لا يتحول إلي حيوان ضال دون عناية أو غذاء
منشغلون بأنسنة البشر حتي لا تتحول مجتمعاتهم إلي غابة يأكل فيها القوي الضعيف ويستعبد القادر والغني الفقير ويستغل ويحتكر الرجل بخشونته وشبقه وجلافته أنوثة المرأة لنعومتها ورقتها أبشع إستغلال ..
أما أنتم ..
منشغلون ..نعم منشغلون حتي الهوٓ-;-سْ بما يُقال عن الديّّان مزاجه .. كرسيه يديه .. بل وكلام رجاله عنه (رجال الدين عن الله)
منشغلون بالدفاع عن الديّان وحماية حقوقه التاريخية في النقل عن كُتب الأديان الأخري رغم إتهامكم لها بالتزوير والتبديل
منشغلون بحق نسخ إلهكم سُوَر وآيات سهوا كتبها أو إختلس الشيطان لحظات إنشغاله وأضافة ما يحلو له ( للشيطان ) من عبادة كاللات ومُناة وعزي غرانيق العُلي
منشغلون بالمرأة حتي الهوس .. حجابها ..عفتها .. صَونها..نُكاحها ..مدة حملها ..تعددها ..منعها من العمل ..منعها من الخرو ج بمفردها ولا يهم مشاعرها حريتها صحتها إنتاجها فكرها مشاركتها .. منشغلون بالمرأة سلعة وبضاعة عند السبي تباع وتشتري ويتحسسها الزبون ولا يُعتبر إنتهاك لآدميتها في عُرف ثقافتكم ..
منشغلون بفرض شرع الدّيان حتي لو كان إجرام بحق الإنسان خليقته في حياة حُرة ..
منشغلون بالديّان في الدعاية له والإعلان عنه والتوزيع لكتبه والدعاء له بالصراخ والزعيق من خلال أجهزة ( صنعها الكافر بالله ) خمس مرات ولا تهم مشاعر وحالة المريض أو المختلف..
منشغلون في بناء بيوت لله وهو الذي يمتلك الكون بما فيه وعليه ولا يُشغلكم أو يُشغل إلهكم ( الله ) الإنسان الفقير المُشرّد واللقيط ودون مأوي حتي لو لم يجد فصيل من المؤمنين به مأوي يحترم آدميتهم يقنطون المقابر أو الأرصفة كأطفال الشوارع ...
منشغلون بالأقوال والنقل والجعجعة فقط بما يثبت ويُساند صدق المنقول عن الطب النبوي في فاعلية العلاج بالنُخامة وبول البعير وجناح الذبابة ..
منشغلون بمناقشة جدوي تطبيق الشرع مثل بتر اليد وقتل المرتد ورجم الزانية دون البحث عن علاج إنساني ( إجتماعي أو نفسي أو طبي )..
منشغلون في العمل من أجل أن يتحكم بِنَا وبكم ويحكمنا ويحكمكم شخص يمثل الله (ظل الله علي الأرض) رغم فشل دولة الخلافة في الماضي القريب والبعيد وسقوطها والذي بسببها تحزب المسلمين وإنقسموا طوائف وفرق وجماعات وتقاتلوا فيما بينهم بدءا من إجتماع سقيفة بن ساعدة حتي دولة الخليفة البغدادي ..
منشغلون بالحفاظ علي الثابت حتي صارت العقول كمثل المومياء موجودة بكامل هيئتها ولكن لا حراك إنساني يخترق جدار المنقول ومحفوظ داخلها منذ 1400 عام ..
منشغلون بنظرية المؤامرة .. حرية المرأة مؤامرة .. حرية الإعتقاد مؤامرة.. الدولة اللادينية مؤامرة ..الديمقراطية مؤامرة .. نقد سلبياتكم مؤامرة.. كشف تزوير وعنصرية وجهل وسخافة حواديت كُتب الحديث مؤامرة .. محاولات تحديث وتنقية تراثكم مؤامرة.. دراسة عنف وإجرام تراثكم مؤامرة.. فضح إرهاب الصحابة وفسادهم مؤامرة ...
وأخيرا منشغلون فقط ألا يُشغلكم أحد عن كل ما سبق في إنشغالكم بالحفاظ ومعاودة تكرار ماضيكم والنتيجة .. داعش وبيت المقدس والعنف و..الجهل والفقر والتخلف.

#عدلي_جندي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات