بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 4831 - 2015 / 6 / 8 - 08:43
المحور:
الادب والفن
الأستاذ " 1 " في صباح الرابع من نيسان نهض الاستاذ من نومه مبكّراً. وارتدى ثيابه على عجلٍ . وتناول كوباً من الشاي وكاساً من النبيذ الأبيض . وفي الطريق التقى صدفة بشابٍّ منغوليّ أكول من قرية الشلفاطيّة . وترافقا معاً للمشاركة الرمزيّة في دفن إحدى المربيّات . سأله الاستاذ : هل مصير المربية نديمة فرْحة في الجنة أم في النار ؟ ضحك أحمد حسّون قائلاً: طبعاً ذهبت إلى الجنة. سأله الاستاذ ثانية: أيّهما أفضل : الحياة في الدنيا أم الحياة في الجنّة؟ أجاب أحمد ضاحكاً: يا أستاذ الأكل والشرب في الجنة بلاش . وفي الدنيا. دفع ... مصاري. وفي يوم شتويّ بارد جداً التقت أم العبد بالأستاذ أمام حديقة منزله قائلة له بألم وحزن شديدين " زوجي حيدر معدته فارغة . ولا توجد مدفأة في غرفته . ولا أحد من اولاده يهتمّ به . ولم يتكرّم أحدٌ من سكّان القرية بزيارته وهو طريح الفراش ". وتبيّن فيما بعد بأنّ " أبو العبد " سقط على الارض مضرّجاً بدمائه نتيجة شدّة جوعه، وعدم وجود مدفأة مازوت أو حطبٍ أو غازٍ او كهرباء في غرفته المظلمة. وقد فارق الحياة في 13 فبراير 2015 . واثناء الدفن شارك الاستاذ مع رهطٍ في جنازة المرحوم " ابو العبد" . وتمّ دفنه على عجل , وقد قال الاستاذ لبعض معارفه بعد مرور اسبوع على دفنه : الشيء الغريب الذي أثارني وأدهشني هو أنّ أولاده الخمسة لم يقدّموا وجبة طعام لوالدهم ، وهو طريح الفراش . ولم يستدعوا طبيباً لإسعافه، وهو مضرّجٌ بدمه لكنّهم أقاموا نفقة خاصة على روحه بتوزيع ربطات من الخبز الابيض على أهل بلدتهم بناء ... على توصية من عمّهم شيخ البلدة ... الشيخ ... سلمان !
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟