محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4830 - 2015 / 6 / 7 - 11:31
المحور:
الادب والفن
خالة العروس ترقص رقصاً مميزاً يلفت إليها أنظار القادمين إلى العرس من كل الأنحاء.
ترقص على نحو جعلها أكثر تألقاً من ابنة أختها العروس، والعروس تشعر بالغيرة من خالتها، فما هو متوقع، أن تكون هي دون غيرها محطّ اهتمام القادمين إلى العرس من كل الأنحاء.
والعريس، وهو يراقص عروسه، انشدّ اهتمامه مثل غيره، إلى خالة العروس، وراح غير مرة ينحرف عن مساره في حلبة الرقص لكي يراقصها، يهز خصره أمامها، وتهز خصرها أمامه، ينطبق كفاه على كفيها، وتقترب منه حتى يكاد نهداها يلامسان صدره، ثم تنفتل مبتعدة عنه مثل حمامة تفر من صياد.
والعروس تحاول ألا تظهر شيئاً من غيرتها.
تراقص أصدقاء عريسها واحداً بعد الآخر، تضحك، ترقص، وتغني بانطلاق، والخالة لا يدور بخلدها سوى شيء واحد: التعبير عن فرحتها بزواج ابنة اختها التي طال انتظارها حتى جاءها العريس، لذلك، فقد استعدت للعرس أحسن استعداد، قصّت شعرها على نحو جعلها تبدو مثل فتاة مراهقة، وارتدت فستاناً مثل مخروط ينشدّ عند خصرها، ويأخذ في الاتساع كلما انسدل على جسدها، ما جعله قابلاً للتطاير من حول فخذيها كلما اهتزت في حلبة الرقص بين الراقصين.
والعروس تنظر بحنق إلى خالتها التي تكبرها بعامين، لكنها، تبدو أصغر منها بعامين، تقترب منها، ودون وعي منها، تضربها على وجهها، والخالة تغادر حلبة الرقص، تركض في الشارع بجنون، وخلفها، يركض العريس والعروس وحشد من القادمين إلى العرس من كل الأنحاء.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟