أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أماني محمد ناصر - ملحق كليلة ودمنة














المزيد.....

ملحق كليلة ودمنة


أماني محمد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 1338 - 2005 / 10 / 5 - 12:23
المحور: كتابات ساخرة
    


يحكى أنّه في يوم من الأيام اجتمعت بعض أركان الغابة تريد إبعاد الأسد عن الغابة.
وكان الأسد يُشهد له بالذكاء والحنكة وحسن تدبير الأمور...
الغريب في الأمر أنّ أشقاء اللبؤة صديقة الأسد خرجوا عنها وعارضوا صداقتها له وبدؤوا بإلصاق التهم به ووقفوا ضدّه مع مخلوقات الغابة!!! وهو الذي خسر الكثير من جهده ومن إخوانه وأصدقائه لأجلهم، والذي كثيراً ما قدّم وضحى...
واتفقوا جميعاً أن يبعدوه ويجعلوه يصارع العاصفة الهوجاء القادمة من الغرب لوحده..
فالضفدع ذو الكرافتة الحمراء والذي يلقِّنه مستشاروه الكلمات، ترأّسَ المجموعة التي بدأت تكيل له الاتهامات التي لا صحة لها والبعيدة جداً عن الواقع، والتي تخدم مآربها.. فكان الأسد صامداً أمامها إلى أقصى درجات الصمود..
لم ترهبه التطلعات الإستعمارية لهذه المجموعة..
ولم تثنِه عن مبادئه أطماعها في خيرات بلاده وفي موقعها الجغرافي..
بل كان هادئاً أشدّ الهدوء، وحكيماً أشدّ الحكمة...
وحينما لم تستطع هذه المجموعة(التي ينطبق عليها المثل القائل: عنزة ولو طارت) أن تثبت تهمة واحدة عليه، طلبت منه أن يقدّم مبررات لسياسته الحكيمة، والتي إن استمر فيها ستقضي عليها وعلى جميع زملائها الذين هم على شاكلتها، ويلمع نجمه في الأفق كالعادة..
فقال لهم:
_ نريد السلام العادل والشامل في الغابة الذي يتطلّب أولاً أن يتعامل كل من فيها بشفافية.. ليست الشفافية التي حينما تحدثتُ عنها صار البعض منكم يستخدمها لمآرب شخصية!!!
فانبرى له أخوة اللبؤة المعارضين لها قائلين:
_ أخرج جنودك من بلادنا!
فقال لهم بهدوئه المعروف:
_أنتم تعرفون كم خسرنا لأجلكم ولأجل أمان الغابة كثيراً من الجنود والإخوان والأبناء...
وكم ضحينا بشهداء، أسرهم كانت تنتظرهم على أحرّ من الجمر... كل ذلك كي لا تحدث الفتنة ويتسلل العدو منها، ولكنكم للأسف فعلتم كالمثل القائل: يشرب من النهر ثمّ يرمي فيه حجراً!!
وهنا همس الثعلب في أذن الضفدع قائلاً له:
_نحن نعلم أن الأسد ذكيٌ جداً... ونعلم أنّه صادقٌ في كلامه... والجميع يدرك في قرارة نفسه أنه بريء من كل التهم التي وُجّهت إليه... وإنه ضحّى الكثير الكثير لأجل مبادئه القيّمة... ولهذا ارتأينا أنه خطرٌ علينا، وعلى مصالحنا ومآربنا الشخصية.. فلنبعده بأي حجة كي لا تفسد علينا ذلك بمبادئه الثابتة وعطاءاته اللامحدودة وأخلاقه النبيلة..
ثمّ توجه إلى الجميع موجهاً كلامه للأسد:
- إنّ أفكارك قد أوصلتِ الغابة إلى التوتر الشديد وخاصة علاقات الغابة مع جارنا الذئب...
وفي تلك الأثناء، كان الذئب يقف بعيداً يراقب الأمور وكيفية مجراها دون أن يجرؤ على الاقتراب من زملائه كي يتصرف على ضوء النتائج..
وكان يُشهدُ للذئب بافتراسه كلّ صغير وكبير وضعيف في الغابة.. ولكن هيهات هيهات أن يستطيع النيل من الأسد..
بعد أن حاول البعض النيل من همة الأسد وفشلوا في ذلك، عقدوا جلسة سرية للتداول في أمر عزل الأسد عن الغابة..
وبعد ذلك، وبتحريض من بعض أشقاء اللبؤة المعارضين لها عقد بعض مخلوقات الغابة جلسة سرية للتداول في كيفية عزل الأسد عن الغابة...
وبعد ساعات عدة خرجوا بالقرار التالي:
ضرورة تطبيق قرار مجلس بلهاء الغابة، وإرسال لجنة لتمرير الدسائس والمؤامرات الكفيلة بتطبيق ما ورد أعلاه!!!



#أماني_محمد_ناصر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنجان قهوة... ولفافة تبغ... وهوى
- نظرات وذكريات مؤلمة
- أمريكا ماما والأربعون إرهابي
- ليلى والخنزير
- رايس في بلاد العجائب


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تشكر الشعب المصري وتعتذر عن أي شتائم تعرض لها د ...
- الهلال الأحمر الفلسطيني يكذب الرواية الإسرائيلية حول مسعفين ...
- السنغال بلد الثقافة والتصوف ومحاربة الاستعمار
- مصر.. إلزام أسرة موسيقار شهير راحل بدفع 3 ملايين جنيه لصالح ...
- تكريم عدد من المثقفين العرب مع انطلاق الدورة 30 لمعرض الرباط ...
- 3 معارض رائدة في المتحف العربي للفن الحديث بالدوحة
- ما قصة اليوتيوبر المصري مروان سري، والناقدة سلمى مشهور مع نا ...
- مترجمة إيطالية تعتذر عن ارتباكها في البيت الأبيض.. وميلوني ت ...
- لحظة محرجة في البيت الأبيض.. مترجمة ميلوني تفقد السيطرة ورئي ...
- فريد عبد العظيم: كيف تتحول القصة القصيرة إلى نواة لمشروع روا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أماني محمد ناصر - ملحق كليلة ودمنة