ريم قيس كبة
الحوار المتمدن-العدد: 4829 - 2015 / 6 / 6 - 19:26
المحور:
الادب والفن
"شـفاء.. 1"
.
.
أتَـمدّدُ
فوقَ الغصنِ الوارفِ
من تلكَ الشجرة ْ
أفرشُ أعضائي
أتنفّسُ رائحةَ الخضرةِ وعبيرَ ندايْ
..
اُغمضُ عينيَّ
وأبدا ُ:
أنفضُ عنّي كلَّ غبارٍ منكَ تراكمَ:
اُلقي عني بِمحطاتكَ وقطاراتكَ
وبأوّلِ لَهفتِنا
بالأشجارِ وبالأعشابِ
وبالبحرِ المهتاجِ أمام تجلّينا
بنوارسـهِ إذ حَملتْ جسدَينا
بأماكننا
بالمطرِ المتساقطِ فوقَ القبلات ْ
..
اُلقي ببياضِ الثلجِ بعيداً
بالمعطفِ.. وسعيرِ النارْ
بأديمكَ.. برحيقكَ.. بالماردِ.. بالعشب النابضِ
بنبيذكَ.. وبخمري فوقَ جبينكَ
وبذاكرتي..توقظُ نسيانكَ
..
أجمعُ كلّ التصديقِ وكلّ الكذبِ المعسولْ
اُلملمُ أرقامكَ وتواريخكَ، أوراقك وتقاويمكَ،
أشياءَكَ وهداياكَ، وما لمستْ كفـُّكَ من أشـيائي
أنفضُها عن شـرياني
واُصـلّي
اُمطرها من أعلى الأغصان ْ
..
والآنْ:
سـأفتحُ أوردتي
أزفـرُ عني كلّ الحسـراتْ
اُطلق أجنحتي لسـمائي وأطير ْ
صافيةً رائقةَ القسماتِ
وأعـلو
..
من يدري؟
قد اُدركُ في الشِعرِ القادمِ مني
نَجـماً
أتَمدّدُ فوقَ الغصنِ الوارفِ فيهِ
وأنفضُ عني
كلّ غبار العالَم ْ!
***
.
.
.
.
"شــفاء.. 2"
.
.
جذعي يصبحُ شجرة ْ
يربطني الحبلُ السـريُّ
بآلهةِ الأرضِ الاُنثى
أخضرُّ.. واُورقُ.. أتورّدُ
تتراقصُ أغصاني جَذِلة ْ
..
تحييني الأرضُ
فأرمي بظلالِكَ
في الثقبِ الأسودِ للكون ْ
تتقوّضُ
تتلاشـى
..
ها أنكَ لا أحـد ٌ
وأنا مُكـتَملة ْ
***
#ريم_قيس_كبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟